علاج متلازمة “عيب كدة إنتي بنوتة!”

مفيش بنت اتربت في عيلة مصرية ماسمعتش الجملة دي “ماتعمليش كدة إنتي بنوتة” مليون مرة، سواء من مامتها، من جدتها، أو حتى من جيرانها. بس يعني إيه أصلاً الجملة دي؟ معناها إيه؟ إيه اللي المفروض البنوتة تعمله علشان تبقى بنوتة؟ الحقيقة إنها مجرد جملة اتعودوا أهالينا يقولوها، علشان يحجموا البنات الصغيرة، ويسيطروا عليهم، ويخليهم بطريقة أو بأخرى يحسّوا إن مالهمش قيمة في مجتمع ذكوري بحت.

 

مين اللي كتب الكتاب اللي فيه تعليمات إزاي تتصرفي كـ “بنوتة”؟ البنوتة المفروض تبقى عاملة إزاي؟ ليه ماينفعش البنت تلبس فستان بس تبقى بتلعب كرة قدم في الشارع مع الولاد. ليه ماينفعش تبقى بنت بس مابتحبش تلعب بالباربي ومابتطيقش اللون البمبي. المجتمع بيأمر الجنسين إزاي يتصرفوا من قرون ولحد دلوقتي ماحدش لاحظ ده. علشان كدة إحنا خلينا دي مهمتنا، إننا نعالج المجتمع من متلازمة “إنتي بنوتة” ونكشف حقيقة الأسطورة. سألنا ستات حققوا نجاحات مختلفة كان إيه تجربتهم مع المجتمع اللي بيعاني من متلازمة “إنتي بنوتة”.

 

سالي زهني – فيمنيست مصرية، وكاتبة

 

سالي بتقول المجتمع بيصنف “البنوتة” على إنها بنت خجولة، مابتعليش صوتها، بتسمع كل كلمة مامتها بتقولها لها، وبترد بالجُمل دي بس “تمام” و”معنديش مشكلة” سالي كانت بتحب تلعب ألعالب الفيديو بس كانت دايما بتسمع جملة “مفيش بنوتة بتلعب الألعاب دي”.

زي ما كلنا عارفين الناس في القاهرة بيعانوا من متلازمة “إنتي بنوتة” وزي أي مرض فكان ليها آثار جانبية. سالي بتحكيلنا عن الآثار الجانبية دي “في بنات مقتنعين مية في المية إن المبدأ بتاع “إنتي بنوتة” ده حقيقي جداً، ومع ذلك في بعض البنات اللي بتعترض وبتثور ضد أفكار المجتمع التقليدية، وبيحاولوا يثبتوا إن مفيش حاجة اسمها “بنوتة”. وبشكل تاني في بنات فاكرة إنها لما تتصرف بكونسب “إنتي بنوتة” هايجيبلها عريس، علشان تخلي الراجل يحس إنها المثال الحقيقي للزوجة.”

 

سندس شبايك – مؤسسة مشروع بصّي

 

كل بنت في مصر اتعرضت لضغوطات في وقت من الأوقات علشان تتصرف كـ “بنوتة” سندس إتقالها تبدأ تتصرف كبنوتة بإنها تقعد وضهرها مفرود، تاكل وبوقها مقفول، وتسرّح شعرها وتلمه. سندس بتقول “متلازمة “إنتي بنوتة” ليها تأثير سلبي جداً على حرية البنت في تعبيرها عن نفسها، ده بيحجّم إختياراتها وبيحطها تحت ضغط كبير.” الأمهات لازم يبدأوا يدعموا بناتهم، ويساعدوهم يتحرروا من ضغوطات المجتمع عليهم. وسندس عندها الطريقة، بتقول “في طريقة واحدة نعمل بيها كدة وهي إن الأمهات يقبلوا بناتهم بالشكل اللي هما عليه، بغض النظر عن شكلهم أو عن إختياراتهم. اقبلوهم وحبوهم حُب غير مشروط.”

تقى أبو بكر – قائدة فريق كرة اليد في ديكاتلون مصر

 

الناس بتربط كلمة “بنوتة” بشكل البنت اللي المفروض تكون عليه. تقى بتقول “لازم يكون شعرها طويل وإلا كدة هاتعتبر إنها “مسترجلة”، ممنوع تلبس شورتات لإن البنوتة لازم تلبس فستان. حتى في الرياضة، البنوتة متوقع منها إنها تتعلب ترقص باليه أو جمباز بس مستحيل تلعب كرة قدم أو كارتيه،” كونها رياضية تقى اتقالها كتير من أهلها إنها ممنوع تلعب كورة مع الولاد في الشارع، ماتسافرش لوحدها، تتكلم بصوت واطي، وتبطل تقص شعرها، لإن مفيش “بنوتة” بتعمل كدة. تقى بتقول عن أثر الضغوطات دي عليها “الضغوطات اللي مريت بيها علشان أتصرف كبنوتة أثر عليا بشكل كبير جداً، خلاني أثور وأعترض على الفكرة لدرجة إني بحس احساس غريب وأنا لابسة فستان أو حاطة ميك أب.”

 

 

إنجي نبيل – لاعبة كرة سلة

 

إنجي أهلها ضغطوا عليها علشان تبقى “بنوتة” طول حياتها تقرياً. إنجي بتحكيلنا بتقول “علشان أبقى”بنوتة” ماكنش ينفع أقول رأيي في أي  موضوع ، أو حتى أتكلم بصوت عالي، لإن ده اللي لازم البنت المؤدبة المتربية تعمله.” ومش بس كدة، زي أي بنت إنجي كان بيتطلب منها حاجات تعملها في سبيل إنها تبقى “بنوتة” بأكبر قدر ممكن. اتطلب منها تبطل تلبس كوتشيهات، وتبدأ تسرح شعرها الكيرلي. إني بتقول “متلازمة “إنتي بنوتة” طبعاً أثرت عليا، خلتني أحس بعدم الثقة بالنفس في كل مرة كنت بجرب فيها حاجة جديدة أنا مش متعودة عليها زي إني أحط ميك أب.” الأمهات ماينفعش يجبّروا بناتهم يتصرفوا بطريقة معينة، أو يلبسوا لبس معي. إدوهم الحرية يقرروا بنفسهم هما عايزين، ويبنوا شخصياتهم بنفسهم.”

شاهندة عطية – مدربة لياقة

 

شاهندة مؤمنة إن المجتمع شايف إن “البنوتة” هي البنت اللي مابتفضلش لوقت متأخر برّه البيت، مابتلبسش لبس مش لائق، وبتختار شغل يتناسب مع كونها بنت، ولو ماعملتش كل ده الناس هاتحكم عليها وهايتقال عنها كلام مش كويس. شاهندة بتقول “كل بنت اتولدت في بيت مصري، أكيد مرّت بضغط إنها لازم تتصرف كـ “بنوتة”، لمجرد إنها بنت.” وبتقدم نصيحة للأمهات بتقول “الأمهات لازم يربّوا بناتهم على إنهم يكونوا واثقين في نفسهم أكتر من كدة، ومايجبروهمش يعملوا حاجة هما مش عايزين يعملوها.”

 

يا أمهات، لازم تبطلوا تقولوا لبناتكوا يتصرّفوا على أساس كونسبت “إنتي بنوتة” وخلوهم يتصرفوا على طبيعتهم، ويقولوا اللي في بالهم. كل اللي عليكن إنكوا تقبلوهم وتحبوهم زي ما هما، وماتحاولوش تغيروا أي حاجة فيهم، لأن ده هايحولهم للأسوأ. إدوهم الفرصة يستكشفوا نفسهم، ويعرفوا هما عايزين يواجهوا العالم إزاي؛ وكوني فخورة ومبسوطة ببنتك وإنتي شايفاها بتكبر وبتتطور.

 

ترجمة: تسنيم عبدالله

No Comments Yet

Leave a Reply

Your email address will not be published.