كلنا كنا حمير يا هشام!

“كنت حمار…وأشياء أخرى” هو اسم الكتاب اللي اختاره هشام منصور وأصدره فعلًا من فترة قصيرة. اسم يشد الإنتباه أكيد. معظمنا عارفين هشام منصور من فيديوهاته وبرنامجه “العلم والإيامو” وبالتالي هيبقى عندنا فضول نعرف المواقف “الحمورية” – زي ما سماها هو – اللي مر بها. أكيد كلنا عدينا بمواقف لما بنبصلها دلوقتي بنحس إننا كنا غلط فيها أو “حمير” شوية فيا ترى إيه مواقف هشام؟

 

اسم الكتاب وشكل الغلاف هيدوك إحساس إنك هتقرا حاجة للهلس فقط. كتاب ممكن تضيع بيه شوية وقت وتضحك من الأسلوب الساخر وخلاص. بس الحقيقة، إن من أول “التمهيد” اللي في أول الكتاب، الفكرة دي بتتغير بسرعة، وكل ما تعدي بالصفحات كل ما تتعمق أكتر فيه وتكتشف إنه مش للسف خالص.

 

أسلوب الكتاب بسيط، معظمه بالعامية المصرية وبيحكي عن حاجات هشام عدى بيها بنفسه، وده بيدي واقعية غريبة للكتاب. حرفيًا بتحسوا إن في واحد من صحابكوا بيفضفض معاكوا في حاجات كتير. حاجات مختلفة وبيحكيها بطريقة عشوائية يمكن، بس هو قرر يفتحلكوا قلبه فبتتسحلوا معاه ومع قصصه بطريقة بسيطة. بتضحك شوية وانت بتقراه، أو تتأثر مع تفاصيله وساعات هتستغرب وساعات هتلاقي نفسك في اللي هو بيحكيه. حاجة توصل بسرعة من غير مجهود.

 

“لما مادتش أبويا سجارة” هو بالنسبة لي شخصيًا أعظم فصل في الكتاب ويمكن من أقوى الفصول اللي قريتها في كتب كتير من فترة. في الفصل ده، هشام بيحكي عن علاقته مع أبوه بالتفصيل. مش بس هو مين ولا كان بيشتغل إيه أو كان بيعملله إيه في حياته، بيتكلم عن مشاعره شخصيًا ناحية والده واللي فضلت متخبطة ورايحة جاية طول حياته تقريبًا لدرجة إنها من الصعب وصفها، بس هو قدر يوصفها بسلاسة. التفاصيل تخلي سهل على أي حد إنه يتعاطف مع القصة وكمان يحس إنها شبهه وشبه حياته في حاجات كتير. كلنا في حياتنا ناس مشاعرنا ناحيتهم مش واضحة قوي. مهزوزة شوية. ما بين حب وغضب وتسامح بس من غير نسيان. ده بالظبط اللي حكاه هشام وهيخلي دموعك تنزل بسهولة من قوة الكلام والمشاعر اللي في الفصل ده. الفصل ده فعلًا ممكن يتقال عليه إنه “عبقري”.

 

غير كدة، هشام منصور حكى مواقف وأحداث كتير عن حاجات سهل أي حد يكون عدى بيها أو على الأقل يفهمها بسهولة. اتكلم عن الجواز والحب والارتباط وعن دور الست في حياته بأشكال كتير أهمها الأم. اتكلم عن حياته كشاب ومواقف في المدرسة وعن خناقات دخلها وحاجات كتير كان فاكر إن عنده فكرة عنها بس مع الوقت لقى إن نظرته ليها مكانتش صح.

 

في المجمل، المواقف الحمورية اللي اتكلم عنها هشام هتكتشفوا في آخر الكتاب إنكوا مريتوا بيها أو شبهها انتوا كمان. مواقف استغربنا نفسنا فيها ومواقف غلطنا فيها ومواقف بنغلط فيها لسه وهنبصلها قدام واحنا مستغربين نفسنا. الحقيقة اعتراضي الأكبر على الكتاب هو إن دي مش مواقف حمورية ولا حاجة. دي مواقف صادقة وحقيقية. مواقف أدرك فيها الكاتب حاجات كتير عن نفسه وشخصيته والناس اللي حواليه وطريقة تعامله معاهم. مواقف خليته شخص ناضج وأقرب لتحليل نفسه ومعرفة هو عايز إيه بالظبط. مرحلة الإدراك اللي الكتاب بيعرضها هي فعلًا مهمة للي كتبها ومهمة لأي شخص مننا إنه يوصلها. لو تفسير المواقف دي هي إنك كنت حمار … وأشياء أخرى ف “كلنا كنا حمير يا هشام!”

No Comments Yet

Leave a Reply

Your email address will not be published.