قصة هاجر علاء والتصالح مع القدر

لما كان عندها تلات سنين، اتعرضت لحادثة أدت لحروق في وشها، واحتاجت تعمل تسع عمليات في الفترة من وهي عندها تلات سنين لحد تانية إعدادي. أكيد اتعرضت لكلام يضايق وبصّات غريبة لدرجة إن في مرة اترمى عليها طوب في الشارع!

 

النهاردة هاجر علاء عندها 24 سنة ومش فارق معاها حاجة من اللي حصل لها زمان. بالعكس، هي سفيرة لمؤسسة أهل مصر بتلهم ناس كتير وبتعرفهم بمستشفى أهل مصر لعلاج الحروق وإزاي ساعدتها في حياتها.

احنا اتكلمنا مع هاجر عن حياتها المُلهمة لناس كتير- واحنا منهم – وبدأت كلامها عن طفولتها وإنها مكانتش في الأول عندها إدراك كافي بالموضوع ولا إزاي تتعامل مع الناس في الشارع. بس مامتها كان ليها دور في تمكينها، وساعدتها تتعامل مع مضايقات الناس بطبيعية. حكت هاجر، “مامتي قالتلي مافيش حاجة اسمها مدرسين هييجوا البيت، لازم تنزلي المدرسة” وقالت إن ده كان بسبب إنها مكانتش بتحب تروح المدرسة من كمية المضايقات اللي بتتعرض لها في الطريق من وللمدرسة.

 

بالنسبة لها، أصعب فترة في حياتها كانت فترة الطفولة لأن الحادثة كانت لسه حاصلة ووشها لسه باين فيه العلامات بقوة. “كانت تعاملاتي مع أطفال وفئة عمرية صغيرة كنت أنا بالنسبة لهم مختلفة أو غريبة فكنت بقابل تنمر كتير وسمعت كلام من ناس ماتعرفنيش زي ‘وانتي شكلك زي العفريتة ليه؟'”

لحسن الحظ، هاجر قالت إنها شايفة إن كلام الناس قل والمضايقات اللي بتتعرض لها مبقتش زي زمان، وده بسبب حاجتين من وجهة نظرها. “هو ممكن يكون اتغير عشان أنا نفسي عملت عمليات وبقى شكلي مش قوي زي الأول، وممكن عشان الوعي زاد دلوقتي عن الأول.”

 

هاجر كمان شايفة إن في تغيير بيحصل من جواها، وده بيبان وبيأثر عليها سواء من جوة أو برة، “لما باتعرض لموقف أكتر من مرة، مبيأثرش فيا زي أول مرة، وبيبدأ يبقى عادي بالنسبة لي. مابقتش بزعل وأعيط وأقعد في البيت، لا خالص!”

 

“كنت بدور على الناس اللي شبهي في الطبع والأخلاق والمستوى الاجتماعي عشان ماتعرضش لإساءة من حد.”

 

عشان تتفادى المضايقات أو أي حد معندوش وعي كافي وممكن يسبب لها أذى، هاجر كانت بتختار الناس اللي تبقى حواليهم. “كنت بدور على الناس اللي شبهي في الطبع والأخلاق والمستوى الاجتماعي عشان ماتعرضش لإساءة من حد.”

 

العوائق اللي قابلتها هاجر في حياتها مجاتش بس من الناس ومضايقاتهم، بس كانت بسبب رفضها من جوانب تانية. “كان في عائق كبير وأنا بختار الكلية، عشان كان في كليات مش هتقبلني بسبب العلامات في وشي زي كلية شرطة وسياحة وفنادق.”

 

رغم إن هاجر كان فعلًا نفسها تدخل كلية الشرطة وماعرفتش، فكرت في الحاجات اللي بتحبها وهي إنها تدرس حاجة علمية عشان تبدأ تعالج نفسها وده جنب حبها للتدريس. عشان كدة، التخصص اللي دخلته في الآخر كان مجمع الاتنين ببعض فدخلت كلية تربية قسم علوم ودي كانت الكلية اللي بتديها الحاجتين اللي هي عايزاهم.

 

“مبحاولش قوي أرد على أي إساءة بتحصل لي عشان أنساها.”

 

الغريب إن هاجر سمعت عن مستشفى أهل مصر لعلاج الحروق بالصدفة لما حد في الشارع وقفها وقال لها إن بنته اتعالجت من الحروق في المستشفى ونصحها تروح. وفعلًا راحت وكانت أول مرة تعرف عن المستشفى. من ساعتها وهاجر كانت عايزة تشتغل في المستشفى وتساعد ناس تانية وده اللي هي بتعمله دلوقتي مع المؤسسة. “بشتغل زي مندوبة للمستشفى، بكلم الناس عنها لو حد مش عارفها وأعرفهم بيها.”

بعد العلاج وجلسات الليزر اللي بتروحها هاجر، هي شايفة إنها تقدر تلهم الناس حتى بعد ما كل العلامات تروح لأنها بتشوف إن العلامات بتفضل جوانا حتى لو ظاهريًا راحت. “الشخص بيبقى فعلًا خاض التجربة وعاش فيها وعرف إزاي يخّلي الناس تتعافى منها، فهيقدر يوصّل للناس إنهم يبقوا كويسين.”

 

عن الجروح والعلامات اللي بتبقى جوة كل شخص فينا، هاجر قالت إننا لازم نبقى متصالحين معاها ولازم يبقى عند كل شخص فينا الوعي الكافي بالجروح اللي جواه وميتضايقش من كلمة تتقال له. وعن طريقة تعاملها هي شخصيًا مع أي حاجة بتضايقها، هاجر قالت “مبحاولش قوي أرد على أي إساءة بتحصل لي عشان أنساها. بحاول دايمًا أشغل نفسي بحاجة زي القراية أو إني أخد كورسات وأنزل إيفنتات.”

آخر حاجة اتكلمت فيها هاجر هي دور الأم في تمكين بنتها وقالت، “لازم الأم تربي ولادها على القناعة والرضا وإنهم يعيشوا بالمتاح حواليهم. يعني أنا حصل لي كذا، أتعايش معاه وموقفش حياتي بسببه. كل اللي حصل لي تجربة وكبير وأنا نفسي الناس يتعلموا من اللي أمي عملته معايا.”

 

الصور من تصوير: حسام عاطف “أنتيكا”

مكان التصوير: فوتوبيا

الفستان من تصميم: دينا شعبان

الميك أب: ياسمين عبيد

المجوهرات: سهيلة الشيخ – Sandbox

الكرسي من: دوكان بوتيك

شكر ل: مؤسسة أهل مصر

No Comments Yet

Leave a Reply

Your email address will not be published.