هي عقولنا بقت متسستمة على إنها تدي أحكام على الناس؟

عمرك فكرت ليه الناس بتحكم علي بعض؟ أو تتعالي علي بعض؟ ليه بنحتاج ساعات نحس إننا أحسن من غيرنا؟

وليه الرغبة دي دائماً بتتحول لأحكام بنصدرها على أي مجموعة من الناس مختلفين عننا؟
كام مرة سمعت حد بيتريق أو بيقلل من ناس بسبب لون بشرتهم، شكل شعرهم، أو حتى مستواهم الاجتماعي؟

ومش بس كدة. لو مشيت في وسط البلد، هاتلاقي إنك بيتحكم عليك من طريقة لبسك وكلامك، والناس بتقرر انت مين. غريب إزاي في ناس ممكن تبقى حاسة إنه ليها الحق تحكم على أفعالك.

خلينا نتعمق في المشكلة دي أكتر ونشوف إيه أصل الفكر ده وجه منين؟
في فرق كبير بين الحكم على الناس وبين التفرقة بينهم. شوفنا في كل فترات التاريخ المعاصر نداءات كتير ضد التفرقة والعنصرية بكل الأشكال: من صراعات ضد العنصرية، لحركات المساواة المجتمعيةـ وطبعا في الكام سنة حملات للمساواة بين الجنسين؛ دي مشاكل كتير مجتمعية محتاجة تغيير ضخم للتعيلم، والمجتمع وحقوق الإنسان.

وعلشان نحل المشاكل دي هانحتاج وقت ولازم نحلها بالتدريج علشان نوصل للمساواة اللي بندور عليها من زمان. بس أول خطوة هي دائماً أصعب خطوة؛ لانها هي اللي بتحط المسار الضروري للتغيير.

الخطوة الأولى دي في رأيي هي زيادة الوعي. خصوصا، واحنا عايشين في مجتمع بيفرق بين الناس وبيحكم عليهم بطبعه.
الحكم دائماً بيبقى طالع من فكرة الخير والشر، أو الصح والغلط. لما نحكم على حد، بنختار نشوف أن جانب واحد منهم هو اللي طاغي ومفيش أي جوانب تانية منهم. دماغنا متسستمة إنها تصدر أحكام تلقائية عن سلوكيات الناس علشان ننسى نفسنا، مانفكرش في أخلاقنا، تصرفاتنا ونحس بجدارتنا وإننا أحسن! لو خدنا بالنا من الفعل التلقائي ده، هايبقى المفتاح علشان نغير الطريقة اللي بنتفاعل بيها مع تصرفات غيرنا، لأننا غالباً بنبقى مختلفين أكتر عنهم اصلا! الحكم على الناس كذبة بنكذب على نفسنا بيها، علشان نخبي قلة الثقة بالنفس اللي حاسين بيها. بس هايبقى أحسن لنا لو اشتغلنا على تطوير نقاط القوة والمهارات بتاعتنا بدل ما نقارن نفسنا بغيرنا، خطوة كبيرة ومحتاجة مجهود بس لازم نحاول!

اللي بيحدد معايير المقارنة في أوقات كتير هي الظروف الثقافية والتمييز اللي ورثناه أباً عن جد. لو كلنا فهمنا ده، هانخلص من المشكلة دي.
الحالة الاجتماعية، اللون، العرق، الشعر، الدين، الجنس، سميها زي ما تسميها، لو كنت بتفكر إن في فئة اجتماعية أحسن من غيرها، فأنت بتفكر كدة علشان اتسسمت على ده من المجتمع اللي حواليك. الحل هو اللغة.

لما بنتكلم بطريقة بنحكم فيها عالناس، ولادنا، صحابنا، وزمايلنا في الشغل وحتى الناس الغرب هايتأثروا بينا ويعملوا زيينا.

احنا متسستمين إننا نحارب النار بالنار مش بالمياه. لو عايزين بجد نحط حد للمشكلة دي لازم نتأكد إن ولادنا مايبقوش عنصريين او متحيزين ضد الستات، أو بيحكموا على الناس من تصرفاتهم وشكلهم. والأهم إنهم لما يشوفوا تصرف زي ده يقفوا ضده بانهم يتكلموا فيه مع الناس ويفتحوا حوار.

No Comments Yet

Leave a Reply

Your email address will not be published.