ماما، هي الأطفال بتيجي إزاي؟

سيري: لا يوجد لدي إجابة على هذا السؤال

أنا: سيري إنتي مكسوفة؟

سيري: لا أفهمك

أنا: سيري أنا بكرهك

سيري: لماذا تكرهينيني ما الذي فعلته لك فطيمة؟

 

المحادثة دي كانت من فطيمة، بنت عندها 11 سنة.

 

على عكس جوجل، سيري لطيفة، ودمها خفيف. أول مرة سمعت سيري بتتكلم جه في بالي فيلم “HER”. اللي بيحكي عن كاتب وحيد اللي بيعيش علاقة غريبة مع سمانثا، شخصية إلكترونية مصممة علشان تلبي كل إحتياجاته، اللي أدت صوتها الممثلة سكارليت جوهانسون.

 

إحنا مانقدرش نتحكم في بحث أولادنا عن معلومات معينة على رأسها الجنس أو العنف. لازم نجاوب على أسئلتهم بخصوص المواضيع اللي زي دي لما يسألونا، بكل صدق وبطريقة تفهمها عقولها الطفولية. ماتفكريش إن ابنك لسة صغير أوي على إنه يفهم الحاجات دي. لو كان سنه خلاه يسأل الأسئلة دي يبقى سنه يسمحله إنه يسمع إجاباتها. الحمدلله إن آبل وسيري مايعرفوش يجابوا عن الأسئلة دي بدالنا. جيل ولادنا بيشهد ثورة تكنولوجية مهولة وبيتأقلموا عليها بسرعة أكتر مننا بكتير. علشان كدة فضل طريقة تتبعيها مع أولادك هي إنك  تكوني صادقة معاهم.

 

ماما هي الأطفال بتيجي الدنيا إزاي؟ أو ممكن يسألك هو لما بابا باسك أنا اتخلقت في بطنك؟

 

نهى أبو المجد، مدربة أبوية ومؤسسة ورشة ” Master Your Little Monster”، هاتساعدنا نجاوب أولادنا على النوع ده من الأسئلة. في المدرسة، الأطفال بيبقوا معرّضين لأفكار، آراء، ومفاهيم مغلوطة. وممكن جداً ولادك يكوّنوا معتقدات ويؤمنوا بحاجات سمعوها من أطفال تانيين، مهما كانت الأفكار دي غلط وعيب.

 

مهما كان سؤال ابنك حاولي ماتتجاهليهوش، أو تغيري مجرى الحوار لموضوع تاني. لإن بالطريقة دي هايوصله معنى غلط وده هايغذي الفضول عنده بطريقة تضره. ماتتكلميش عن خرافات وجنيّات سحرية ولا تتكلمي عن الجنس (مؤقتاً) لو كان ابنك بيسأل بس عن إزاي الأطفال بتتخلق. لو حسستيه إنك مش مرتاحة، هايبدأ يتريق ويكوّن من نفسه كسوف وخجل من الجنس –ومن جسمه- على المدى البعيد.

 

أبدأي إجابتك بإنك تقوليله: “ده سؤال جميل! اسألني من الأسئلة دي تاني في أي وقت إنت تحبه”. مهم جداً تتكلمي بلغة الأطفال يفهموها، مثلاً ممكن تستعملي نظرية النبتة والبذرة فتقولي: “تعرف إن النبتات بتيجي من البذور؟ الأطفال كمان بيجوا من بذرة بردو. بابا عنده البذرة، وماما عندها البيضة؛ الإتنين بيتجمعوا في جسم ماما، بعد ما يتجوزوا، علشان يكوّنوا بيبي. ماتخافيش من تسمية الأعضاء الجنسية بإسمها قضيب ذكري، مهبل، رحم، والخ، ولو مش مرتاحة بتسميتهم سميهم “أجزاء خاصة”. طول ما إنتي مرتاحة في المصطلح أولادك كمان هايكونوا مرتاحين فيه.

 

لو الكلام عن الجنس صعب عليكي، جربي تتدربي وتحضري الإجابات مقدماً قبل ما تقعدي معاهم، حضريها لوحدك أو مع جوزك. استفيدي من الأسئلة اللي بيسألوها في ساعات صفا وهما قاعدين بيتفرجوا على كرتون أو بيلعبوا، أو وقت الشاور، أو وإنتي بتنيميهم. ماتبطليش أبداً تجاوبي على أسئلة أولادك طول ما هما مهتمين يعرفوا إجاباتك، وفي نفس الوقت ماتبالغيش في كمية المعلومات اللي بتقدميها لهم.

 

 

كتبت: شيرين راشد

تخرجت من كلية الإقتصاد والعلوم السياسية، مؤسسِة وكالة Quotes Factory للقراءة، وكاتبة في الغرفة الكندية

ترجمة: تسنيم عبدالله

No Comments Yet

Leave a Reply

Your email address will not be published.