ماتقدميش تنازلات حتى لو عديتي التلاتين

أي أم مصرية بالنسبالها إن بنتها تعدي التلاتين سنة من غير ما تتجوز مصيبة! الأمهات بيبقوا مرعوبين من فكرة العنوسة، فـ بيقبلوا أي واحد يتقدم حتى لو مش مناسب بس المهم إنه راجل؛ في أهالي كتير شايفين إن بعد سن التلاتين فرص البنت إنها تتجوز جوازة كويسة  بتبقى شبه معدومة، وبالتالي بيوافقوا على أي عريس حتى لو مفيش بينها وبينه توافق وبيتنازلوا عن أبسط حقوقها.

فكرة الجواز بتتنمّى في عقول البنات وهما صغيرين، مع إن مش المفروض إن أي طفلة تبدأ تحلم وتتخيل نفسها بالفستان الأبيض والطرحة، ولا المفروض يبقى ده شغلها الشاغل؛ المفروض ننمي جواها أفكار تانية زي حب الذات والطموح والقدرات اللي هاتفيدها طول حياتها وتخلي ليها قيمة فعلاً. البنات مش المفروض يفكروا إن الجواز والخِلفة شيء أساسي وخطوة مهمة لازم تحققها، وتوقف عندها؛ المفروض يفهموا إن الحياة فيها حاجات أهم بكتير من البيت والعيال، فيها حاجات كتير هي لازم تستكشفها وتعيشها لوحدها، المشوار مابينتهيش بالجواز ولا بيبدأ عنده.

كل ما بنكبر كل ما اختيارتنا بتختلف، وعقليتنا بتنضج؛ في ستات كتير أعرفهم عدوا التلاتين سنة وماقابلوش الشخص المناسب ليهم اللي يقدروا يقولوا إن هو ده اللي عايزين يكملوا معاه حياتهم، لكن قدروا يحققوا نجاحات كتير على المستوى المهني، ويكونوا مستقليين مادياً،  وشخصيتهم تطورت جداً، وبالتالي معاييرهم في اختيار شريك حياتهم بتبقى أعلى وأصعب. ذكائهم واستقلالهم المادي بيخوّف أي راجل مش واثق في نفسه، معظم الرجالة بتدوّر على ست تعتمد عليهم ومايبقاش ليها شخصية ولا كيان، ست تحسسهم بسيطرتهم ماتتساواش بيهم.

المجتمع بيتجاهل أي إنجاز الست بتحققه وبيوجه تركيزه كله على حالتها الاجتماعية. وبيحط أي ست عدت التلاتين سنة تحت ضغوطات كبيرة جدا، في كل مكان بتروحه أو مناسبة بتحضرها بتحاوطها نظرات الناس وهمساتهم والسؤال اللي دايما يتسأل بتهكم “إنتي ليه ماتجوزتيش لحد دلوقتي؟” ومع إن في مجتمعنا عادي الراجل يعدي التلاتين سنة ومايتجوزش، لكن بالنسبة للست دي بتعتبر فضيحة وأكيد فيها عيب علشان كدة لسة ماتجوزتش!

لكن الحقيقة إنك تعدي التلاتين وماتتجوزيش أحسن بكتير من إنك  تتجوزي واحد يخليكي تعيش تعيسة طول عمرك، ويطفيكي، ويمحي شخصيتك وكيانك؛ أو إنك تتجوزي وتخلفي وبعد كدة تطلقي وتعيشي تجربة صعبة ومؤلمة بأطفال مالهمش ذنب في قرار كان خطأ من البداية.

المجتمع مش هايفيدك لو قررتي تتجوزي جوازة مش مناسبة ليكي علشان ترتاحي من كلامهم، الناس سواء عملتي اللي بيتوافق مع تفكيرهم أو ماعملتيش برضه هايتكلموا عنك وهايضغطوا عليكي بأي شكل من الأشكال. الحُب هو الحاجة الوحيدة اللي ممكن تقابلنا في أي وقت وأي زمان حتى لو بقى عندنا 50 سنة، مفيش حاجة اسمها الوقت اتأخر أو القطر فاتك علشان تقابلي اللي تحبيه وتكملي معاه بقية حياتك. ماترضيش بأقل من توقعاتك علشان ترضي حد أو تبقي زي غيرك، دي حياتك إنتي لوحدك وإنتي الوحيدة اللي هاتعيشيها، فعيشيها بالطريقة اللي تريحك وبتطلعاتك إنتي، مش أي حد تاني.

ترجمة: تسنيم عبدالله

 

 

No Comments Yet

Leave a Reply

Your email address will not be published.