لما صحيت لاقيت نفسي فيمينست

أنا عارفة إن اللي أنا هقوله دلوقتي دة ممكن يزعج بعض الناس شوية، والغريب ان الستات قبل الرجالة ممكن يضايقوا، أصل الموضوع عامل كدة زي الناموسة الرزلة اللي كل شوية تزن حواليكم وتقرصكم وبعدين تطير قبل ما حد يمسكها.

 

إلى كل قرايبي وصحابي ومعارفي، أنا أسفة لو اللي هقوله ده ممكن يزعجكم، بس أنا فعلا مش مهتمة، عشان أخيرا دلوقتي هقدر أقول لنفسي قبل ما اقولكم إني لقيت التعريف المناسب لحالاتي او وضعي الفكري، والتعريف ده طول عمره موجود مش جديد يعني، بس دايما كان في أسباب كتيرة تخليني أبعد عنه أو أتجاهله، باختصار التعريف ده بيتلخص في كلمتين وهما “أنا فيمينست”.

 

شايفاكم بدأتوا تهرشوا وتأفأفوا، استنوا بس رايحين فين، المقال لسة مخلصش، مش عايزين تسمعوا الحكاية وتعرفوا الأسباب؟

 

مش عارفة ازاي دة حصل، أنا نمت في يوم وصحيت فجأة لقيت نفسي بقول بصوت واضح ومسموع “أنا فيمينست” وكررتها مرتين بنفس النبرة، لحد ما خدت بالي إني ممكن أصحي أهلي من الصوت العالي، فحطيت إيدي على بقي كأني قلت حاجة غلط وجريت على الحمام، بصيت لنفسي في المراية وأنا خايفة ومترددة، حسيت بخطر شديد قوي من اللي أنا رايحاله، بس عملت نفسي مش واخدة بالي وقلت لازم أكمل اليوم عادي جدا.

 

“مش عارفة ازاي دة حصل، أنا نمت في يوم وصحيت فجأة لقيت نفسي بقول بصوت واضح ومسموع “أنا فيمينست”

 

في الأربع سنين اللي فاتوا بدأت افكاري تقلق منامي وكنت بسأل نفسي ليه ماحدش غيري واخد باله من اللي بيحصل؟ ولا هما واخدين بالهم بس عاملين نفسهم مش واخدين؟ هو انا بأفور؟ بس مع مرور الوقت ومع زيادة أبحاثي وقراءتي فهمت الحقيقة كويس وفهمت إن الكل بيتجاهلها وأولهم احنا الستات.

 

عدت الأيام والسنين وفضلت حاجة واحدة على حالها، وهي إني كنت ببص لنفسي كل يوم الصبح في المراية قبل ما أنزل وأقول “أنا فيمينست”، لحد ما جيه يوم بصيت لنفسي في المراية ومقدرتش أفتح بقي، سكت، مشيت وأنا مكسوفة.

 

طب ايه اللي حصل؟ ليه مقدرتش أقولها تاني؟ بعد تفكير كتير اكتشفت إن السبب هو كرهي من إني كل يوم أقولها لنفسي بصوت واطي بعيد عن الناس، وكأني بعمل حاجة غلط، فكرت عن سبب ده، واستنتجت كذا حاجة.

 

الخوف من حكم المجتمع

بنربي أطفالنا دايما على كلمة “عيب”، “عيب متقولش لأ”، “اسمع الكلام عشان كدة عيب”، “بطل تأوحني عشان كدة عيب”، “بنت ماتضحكيش بصوت عالي كدة عيب”، وسلسة طويلة عريضة من العيب الغير مبرر اللي بيخلينا نمشي على منهج الطاعة البلهاء لحاجات غير منطقية بس عشان خايفين للمجتمع يشاور علينا ويقول “أخص عليكم أنتم مش عارفين ان كدة عيب”.

 

وبحكم مجتمعنا الشرقي فالكلام عن مشاكل الستات حاجة مش مرغوب فيها، ودايما تلاقي المجتمع بيحاول بطريقة غير مباشرة إنه يمنع أي حد بيثير قضايا المرأة أو ينشر الوعي على الظلم والقمع اللي الستات بيتعرضوا له، وده طبعا راجع لكون مجتمعنا مجتمع ذكوري، فعشان كدة أي حد هيخرج عن عادتنا وتقاليدنا ويتكلم في الموضوع ده هنرفضه وننبذه، ببساطة عشان عيب قوي اللي هو عمله ده.

 

الخارج عن التيار هو حد مزعج ومش محبوب، وده عشان هو بيعمل حاجتين مهمين جدا، أول حاجة انه بيخرجك من منطقة “الكومفورت الزون” اللذيذة الدافية الخادعة، اللي بتخليك فاكر أنك سعيد وفي أمان تام وكل حاجة أنت مؤمن بيها هي الصحيح المطلق وكل حاجة بتعملها هي عين العقل بس الحقيقة عكس كدة خالص.

 

الحاجة التانية هو إنه بيثير الشك في كل الثوابت المجتمعية المقدسة اللي اتربينا عليها واتربينا على ان أي وجهة نظر مختلفة هي أكيد مش صح، الشك ساعات ممكن يوصل للجنون ويخليك غير متزن فكريا ونفسيا، كأنك تايه وبتدور على الحقيقة اللي هتكتشف إنها غير مطلقة، وزي ما قال الشاعر جلال الدين الرومي” الحقيقة كانت مرآه بيد الله وقعت وتشظت، كل فرد أخذ قطعة منها، نظر إليها وخال انه يملكها كاملة”، وهنا يجي سؤال فلسفي مهم جدا، ايه أحسن، راحة الجهل ام حيرة العلم؟ هل نفضل سادين ودننا عن أي حد بيحاول ينعكش في افكارنا سواء في قضايا المرأة او غيرها؟ ولا نبحث ونسمع وندي مجال لعقلنا يفكر من غير تسلط. ببساطة هو ده اللي بتعملوا الحركات النسوية.

 

“ايه أحسن، راحة الجهل ام حيرة العلم؟”

 

أظن عشان كدة كنت خايفة في الاول من حكم الناس بأني متمردة وخارجة عن الصورة النمطية للمرأة المطيعة التابعة لكل اللي حواليها ونسيت تسمع لنفسها وقلبها ورغابتها، كنت خايفة يقولوا عليا المجنونة الثائرة بس فعلا مش مهتمة خالص عشان أنا اللي عايشة حياتي مش طنط سلوى ولا طنط ناهد.

 

المرأة الغاضبة

المجتمع بيبص للي بتدافع عن حقوق النساء انها امرأة غاضبة معندهاش نعمة الرضا، بتعمل مشاكل من ولا حاجة، ما الستات دلوقتي واخدين كل حقوقهم ومش ناقصهم أي حاجة، ايه بقى كل الدوشة دي؟ عايزين ايه تاني؟ عايزة أقول لكل حد بيقول كدة، مفيش دخان من غير نار، مسألتش نفسك ليه في حركات نسوية في العالم من أواخر القرن التاسع عشر لحد انهاردة؟ هو انت فعلا متخيل ان كوكب الأرض مكان سعيد للستات بس هما اللي فقريين وبيحبوا النكد؟

 

أكيد انت مستني مني كفيمينست دلوقتي أقولك ايه اللي مضايقني في مجتمعنا، خليني أقول لكل اللي بيستغرب أو بيضايق من الفيمينستس ان الانترنت دلوقتي هو صديق الانسان المقرب، معندكش فضول تعرف ايه سبب الحريقة اللي لسة قايمة من القرن التاسع عشر؟ ليه متخرجش برة قوقعتك وتبص للموضوع بنظرة مختلفة بعيدة عن كل اللي المجتمع لقنهولك! مين قالك وقتها مش هتغير رأيك؟

 

الفيمينستس هم كارهين للرجال وبالطبع هذا يقلل فرص ارتباطهم ونجاحهم في الحياة الزوجية

طيب خلينا نتكلم بصراحة، احنا عارفين ان الراجل الشرقي بيحب يتجوز الست المطيعة الهادية اللي اهم حاجة عندها خدمته خدمة تامة، عشان كدة لما نيجي نتكلم عن امرأة عارفة كويس ايه هي حقوقها وايه الحاجات اللي تعتبر انتهاك لحقوقها وبتقلل منها، بنبقى عارفين كويس انها مش هتسكت وتبقى سلبية، بالعكس هتتكلم من غير خوف او تردد مش بس عشان نفسها، ده كمان عشان تساعد في زيادة الوعي عند الستات عن حقوقهم وعن العنصرية الجنسية. وكل ده طبعا بيقلل من فرص انجذاب الرجال ليها على الرغم ان اللي بتعمله مالوش أي علاقة بكره الرجال ومش بيشكل أي تهديد عليهم، عشان هي بتحارب أفكار وعادات مجتمعية بتتمارس وتتورث من غير منطق ومش بتحارب الرجل بشكل شخصي، لأن الأفكار دي بتطبق من الستات قبل الرجالة، ده غير إن في رجال كتير في مجتمعنا انهاردة عندهم الوعي الكافي عشان يفهموا المشكلة فين بالظبط.

 

أكيد ده واحد من أهم الأسباب اللي تخلي أي أنثى خايفة تقول على نفسها “فيمينست”، بس من ناحية تانية أكيد ده هيخليها دقيقة أكتر في اختيار الشريك المناسب لها، ويمكن في يوم من الأيام تكون سبب في الهام أم وتخليها تربي بنتها على عزت النفس وتقدير الذات ومتخليش حد يحط حدود لطموحها لمجرد إنها أنثى.

 

في النهاية أحب أوجه رسالتي ليكي انتي يا عزيزتي، لو حسيتي إن شعورك بالخوف أو القلق من إنك تقولي على نفسك فيمينست زاد بعد الاستنتاجات دي، فانصحك متعمليش كدة عشان غالبا انتي لسة مش جاهزة دلوقتي، اما لو كلامي جسد او مس شوية من مشاعرك ومخافك فالقرار قرارك، يا تدفني مشاعرك جواكي وتكتفي بالكلام مع نفسك قدام مرايتك بس او تفتحي باب اوضتك دلوقتي وتقولي لهم “انا فيمينست”.

1 Comment
  1. انا فيمينست وبقالي سنه فخورة بده وناويه قريب اقدم حاجة اقدر اساعد بيها بنات جيلي ونفسي.. باخد تنمر وتريقه وطبعا كميه انتي استرونج اندبنت متبقيش تعيطي بقا مش طبيعيه بس عمري ما بطلت اكون ثورجيه جالبه للمشاكل.. المقال رائع و سلس استمري ♥️♥️♀️♀️

Leave a Reply

Your email address will not be published.