كرة القدم النسائية في مصر، بين تريقة المجتمع وتحقيق الحلم والتأهل للبطولات

بين التريقه والانتقادات وعشق الساحرة المستديرة، بطلات منتخب مصر لكرة القدم للسيدات واقفين بين نارين، نار موهبتهم الفذة وشغفهم بالكورة، ونار رفض المجتمع ليهم ولأحلامهم برغم تفوقهم وبراعتهم فيها، إلا إن كونهم مصريات، كان عائق كبير قصاد تحقيق حلمهم.

لكن بعد ما  تأهل منتخب مصر لكرة القدم للسيدات لكأس الأمم الإفريقية، وفوزهم في أول مبارة فيه؛ هل نقدر نقول إن كرة القدم النسائية نفسها هاتقدر تفرض نفسها على المجتمع بصورة أكبر بعد كدة؟

كابتن الفريق فايزة حيدر -33 سنة- قالت لنا: “كنت بحب ألعب كورة في الشارع، بس ماما وكل الناس اللي يعرفوني كانوا شايفين إن دي حاجة ماتنفعليش، وإني المفروض أعمل شغل البيت وأذاكر وبس.”

من المفاهيم الغلط عند ناس كتير عن أي ست بتلعب كورة هي إنها “مسترجلة”، فايزة بتحكي إنها لما بدأت تلعب كورة الناس كانت بتستغربها وبيقولوا لها: “إنتي إزاي بنت وبتلعبي كورة؟! إنتي عايزة تبقي راجل ولا إيه!”

فايزة كان ليها وجهة نظر مختلفة، بتقول: “اللي الناس لازم تفهمه إني ممكن أزعق واستقوى في الملعب، لكن برّه أنا زي أي ست، بغسل المواعين، وبخرج مع صحابي، وبرقص في البيت.” زمان أي بنت كانت تحب تلعب كورة، كانت بتقص شعرها زي الولاد، وتتكلم وتمشي زيهم؛ بس دلوقتي الوضع إتغير وأغلب الستات اللي بيلعبوا كورة بيفضلوا محتفظين بأنوثتهم.

التحديات ماكنتش مقتصرة على إن فايزة واحدة ست وبتحب تلعب كورة، لكن كمان كنت كونها محجبة وده اللي بيخلي الأمور أصعب. فيازة بتحكي عن معانتها “زمان الفيفا ماكنتش بتسمح للمحجبات إنهم يلعبوا كورة بحجابهم، ولا يتأهلوا لأي بطولات عالمية؛ لكن من 6 سنين الوضع إتغير والفيفا بقت تسمح لأي واحدة محجبة تشارك في البطولات، لكن بتعليمات معينة لشكل حجابها وطريقة لبسه.”

ومن التريقة عليهم، وانتقاد لبسهم، وفي أحيان كتير التحرش بيهم، لرفض تقديم أي دعم مادي أو معنوي ليهم. وده نتيجته إن كل البنات اللي عندهم موهبة وحلم في لعب الكورة يأسوا من الفكرة ومن تجاهل الميديا، ومن الاتحاد المصري لكرة القدم اللي مابذلش ولو ربع مجهوداته لتنمية كرة القدم النسئية في مصر.

وعن دور الميديا، مرفت فاروق بتقول “برغم إن المجتمع له دور كبير في الوضع ده، بس كمان الميديا ليها دور أساسي في تهميش كورة القدم النسائية؛ كل قنوات الميديا موجهة بشكل تام للعيبة الرجالة، ومسلطين عليهم كل الأضواء والإهتمام. في حين إن إحنا دايما في الضلمة وماحدش يعرف عننا حاجة.”

وبتكمل كلامها “إحنا دايماً حاسين إننا مالناش مستقبل في الكورة؛ في لاعبين كورة رجالة بيضموا عقد بمبالغ أكتر من 6 أرقام، في حين إن بعض البنات في الفريق مابياخدوش أكتر من 200 جنيه ويمكن أقل.”

كل ست في الفريق ده ليها أحلام، وخطط وحياة مختلفة عن غيرها، لكن كلهم عندهم موهبة كفيلة إنهم يحققوا إنجازات كبيرة في كورة القدم، كلهم بيبذلوا مجهود مضاعف علشان يستمروا في اللي هما بيحبوه، فمن حق المجتمع عليهم إنه يقدم لهم بعض الدعم، أو حتى مايرفضهمش ويعيق مشوارهم.

كتبت: سارة عمرو رفعت، وسهيلة الشيخ

                                                                                                        ترجمة: تسنيم عبدالله

No Comments Yet

Leave a Reply

Your email address will not be published.