كانت طفلة بروح حلوة وعيون بتلمع، لحد ما أُغتصبت!

“مكان بعيد نعيش فيه أنا وماما وإخواتي لوحدنا، بعيد عن الأشرار، ومحدش يقدر يأذينا.”

دي كانت إجابة أمل لما سألناها عن حاجة بتحلم بيها، أمل البنت اللي ضحكتها بتخطف قلبي، ولمعة عينيها بتحسسني إن كل حاجة حلوة، البنت اللي مليانة طاقة وحيوية، وروح بريئة وصافية؛ كل مرة كنت بروح الملجأ وبشوفها كنت بسأل نفسي ليه هي هنا؟ ليه بنت زيها قاعدة وسط بنات مُحطمين نفسياً اتعرضوا لتعنيف، وتعذيب، واغتصاب، وعينيهم مليانة حزن وكآبة. أمل كانت بنت مختلفة تماماً عنهم، وماكنتش فاهمة إيه اللي جابها هنا؟

وبعد شهور كتير و 15 جلسة علاج نفسي جماعية، عرفت السبب، أمل كانت بتتعرض للاغتصاب بشكل مستمر لمدة أربع سنين من جوز مامتها. كانت بتُغتصب يومياً في الأربع سنين دول من شخص كان المفروض يكونلها أب؛ لحد ما في يوم مامتها رجعت من الشغل بدري ودخلت وشافت جوزها بيغتصب بنتها بكل وحشية. الأم قررت بكل شجاعة تسيب البيت وتهرب بأولادها الأربعة بعيد، ماكانتش عارفة هاتروح فين ولا هاتعمل إيه، اضطرت تنام بأولادها في الشارع. أخدت أولادها وسافروا محافظة تانية وهناك قدرت تثبت إن أمل فقدت عذريتها وقدرت تدخلها ملجأ جمعية “Hope Village”  للأمهات القاصرات، وكل واحد من أولادها راح ملجأ واتفرقوا والأم فضلت في الشارع.

“حاولت أعمل حاجة أغيّر بيها حياة أمل، ماكنتش متأكدة من اللي أنا بعمله ولا عارفة إزاي ممكن يساعد بس كنت عايزة كل الناس تعرف قصة أمل ومعانتها، وإن في ستات كتير زي مامتها مفيش حد يساعدهم ولا يقدملهم حلول.”

أمل كانت بتقول إنها حاسة بالذنب وإنها السبب في كل اللي حصل لمامتها وإخواتها اللي كانوا مُجبرين يناموا في الشارع وتحت الكباري علشان بس يحموها، أمل مابقتش تفكر في اللي شافته من جوز مامتها، هي بقت حاسة طول الوقت بالذنب وإنها السبب في كل المعاناة اللي هما بيعانوها.

يمكن قصة أمل مش أصعب قصة قابلتها مقارنةً بالقصص اللي بسمعها في الملجأ، لكن أمل كان فيها حاجة لمست قلبي. يمكن عينيها اللي بتلمع وضحكتها وتمسكها ببرائتها رغم كل اللي عاشته.

حاولت أعمل حاجة أغيّر بيها حياة أمل، ماكنتش متأكدة من اللي أنا بعمله ولا عارفة إزاي ممكن يساعد بس كنت عايزة كل الناس تعرف قصة أمل ومعانتها، وإن في ستات كتير زي مامتها مفيش حد يساعدهم ولا يقدملهم حلول.

وبعد أسابيع، والمئات من التويتات؛ أخيراً وصلني إيميل من شخص عايز يتبرع بوجبة يومياً للملجأ، كان عايز يساعد بحاجة أكتر من إنه يدي فلوس وخلاص يساعد بطريقة ممكن تخلي حياتهم أحسن. رديت عليه وسألته لو ينفع يجمّع عيلة أمل تاني مع بعض، ويوّفرل لوالدتها شغل. النهاردة عرفت إن أمل وعيلتها عايشين مع بعض في بيت واحد، الحلم اللي أمل كانت بتحلم بيه أخيراً اتحقق!

النهايات السعيدة ممكن تحصل برغم قساوة الحكاية وصعوبتها، بتحصل لما يكون في أبطال عايزين يخلوها تحصل. بس مساعدة طفلة واحدة مش كفاية، في جهات ومنظمات ووزارات معنية إنها تساعد الحالات اللي زي دي وتحط حد لمعانتهم لازم يقوموا بدورهم. ولحد ما يعملوا ده مش هانبطل ننقذ ولو طفل واحد كل يوم.

 

ترجمة: تسنيم عبدالله

 

No Comments Yet

Leave a Reply

Your email address will not be published.