عبد الوهاب عبد المحسن: الفنّ أعاد الحياة لقرية “برلس” المهجورة

في أوقات كتير الفن بيكون مُلهم، وأوقات تانية بيكون مُعبّر، وساعات بيجمّل حاجات، وساعات بيطرح أسئلة، بس دايماً بيغير حالة الشخص النفسية للأحسن والأنقى. ولكن مع الأسف أهمية الفن وقوته مالهاش قيمة ولا أهمية بشكل كبير في مصر. الفنان عادل عبد الوهاب عبد المحسن كان مدرك للحقيقة المُحزنة دي، وقرر ياخد موقف ويغيرها.

“المؤسسة أختارت القرية دي بالذات لإن فيها مناظر طبيعية خلّابة، المكان ده جميل بالطبيعة لكن ينقصه الحياة.”

عبد الوهاب أنشأ مؤسسته “عبد الوهاب عبد المحسن” الغير هادفة للربح، علشان يزوّد بيها قيمة وأهمية الفن في مصر، ويقوّي الارتباط بين الناس وبين الفن. من ثلاث سنين بدأ عادل مبادرة فنية سنوية في “برلس” قرية صغيرة للصيد في مصر، المهرجان جمع فنانين من مصر ومن كل دول العالم علشان يضيف الألوان، والبهجة، والسعادة لحياة ناس عايشين برّه حدود مصر.

قرية منعزلة تماماً عن العالم، الناس اللي فيها محرومين من أي تعاملات بشرية مع الناس، ومفيش في حياتهم أي مصر للبهجة.” علشان كدة بنحاول نرجّع الحياة لقريتهم عن طريق الفن، ونحسن مودهم ونفسياتهم، ونخليهم يحسّوا إنهم جزء من مجتمعنا وإن إحنا جزء منهم.” وأضاف “المؤسسة أختارت القرية دي بالذات لإن فيها مناظر طبيعية خلّابة، المكان ده جميل بالطبيعة لكن ينقصه الحياة.”

“أنا بشوف إنه مش من العدل إن يكون في طفل عايش في مكان بيفتقد البهجة والسعادة، ومن دور كل واحد فينا إنه يغير حياة الطفل ده ويملاها ألوان وسعادة.”

آخر مهرجان للمؤسسة كان بمشاركة فنانين من 14 دولة مختلفة منهم البرتغال، الأردن، السودان، السعودية، الهند، كوريا الشمالية، وتونس. رسموا الحوائط والمباني برسمات حرّة وكلها ألوان مبهجة، بالإضافة إلى إن كل فنّان رسم على قارب من القوارب الموجودة في مياة القرية، وده خلى القرية تتملي بالحياة والبهجة في المياة وعلى الأرض كمان.

كان من أهم أهداف المهرجان هو إن إحنا نخلي اهل القرية وخصوصاً الأطفال، يشاركوا في الرسم والتلوين. المهرجان فيه تفاعل كبير جداً وده اللي ساعد على التواصل بشكل أسهل بين المنظمين وبين أهل القرية. مع إن خلال أول مهرجان أهالي القرية كانوا عدوانين بشكل كبير، وماكنوش مرحبين بينا ولا متقبلين الفكرة، لكن مع ثالث مهرجان فيه فرق كبير وملحوظ في سلوكهم وترحبيهم بينا بسبب قدرة الفن على تغيير روحهم وإدخال البهجة والسرور لقلوبهم.

الفنان عبد الوهاب بيختم كلامه بجملة جميلة جداً بيقول: “أنا بشوف إنه مش من العدل إن يكون في طفل عايش في مكان بيفتقد البهجة والسعادة، ومن دور كل واحد فينا إنه يغير حياة الطفل ده ويملاها ألوان وسعادة.”

ترجمة: تسنيم عبدالله

No Comments Yet

Leave a Reply

Your email address will not be published.