ربنا خرّج آدم من الجنّة علشان حوا أقنعته إنه ياكل التفاحة، كلنا عارفين كدة؛ دايماً من ساعة ما كنّا صغير وإحنا بنسمع إن الستات هما السبب في كل حاجة بتحصلهم أو بتحصل لغيرهم. لما حاجة وحشة بتحصل لحد من العيلة الست هي السبب، لو في مشاكل في الجواز الست هي السبب علشان مابتهتمش بجوزها، لو لسة ماتجوزتش برضه هي السبب علشان مش مهتمة بأنوثتها، لو الأولاد مش مؤدبين وأشقياء الست هي السبب علشان ماعرفتش تربيهم كويس؛ والقائمة لا حصر لها، ليه دايما الستات هما المذنبين؟ ليه دايماً هما السبب في كل المشاكل الكونية؟
لو في مشاكل في الجواز الست هي السبب علشان مابتهتمش بجوزها، لو لسة ماتجوزتش برضه هي السبب علشان مش مهتمة بأنوثتها،
مع تقدم مصر وانفتاح شعبها وخصوصا الرجالة اللي المفروض بقوا “أوبن مايندد” ممكن تفتكري إنه الوضع إتغير لكن للأسف مفيش حاجة إتغيرت. لسة المجتمع بيشوف الست الناجحة، المستقلة، المعتمدة على نفسها؛ إنها ست أنانية وعنيفة، مابتهتمش غير بنفسها، ماعندهاش وقت لعيالها، اللي مابقوش في أولوياتها خلاص، وكل اللي بتدور عليه الشهرة والفلوس.
واللي بيخلي الوضع أسوأ بالنسبة للستات، لما واحدة فينا تفكر تتطلق بتمر بحاجتين أسوأ من بعض: إما إن طليقها يوقف الدعم المادي ليها تماماً، أو يتحوّل للأب المُحب والمهتم بأولاده قدام المحكمة وخايف عليهم من مامتهم الغير مسؤولة، اللي مابتهتمش بعيالها ولا بتفكر فيهم، علشان يحرمها منهم.
لما واحدة فينا تفكر تتطلق بتمر بحاجتين أسوأ من بعض: إما إن طليقها يوقف الدعم المادي ليها تماماً، أو يتحوّل للأب المُحب والمهتم بأولاده قدام المحكمة وخايف عليهم من مامتهم الغير مسؤولة، اللي مابتهتمش بعيالها ولا بتفكر فيهم، علشان يحرمها منهم.
أكيد في رجالة كويسين، وآباء بيهتموا وبيخافوا على عيالهم، زي ما أكيد في أمهات مهملين. لكن اللي بنحاول نوصله هو دور المجتمع تجاه المرأة. أنا شهدت بنفسي بحكم شغلي كمديرة مدرسة لمدة 8 سنين، إن في كل مرة اتصلنا بالأهل علشان يجووا لأولادهم في ظروف معينة، الأم هي اللي كانت دايماً بتيجي لأن الأب دايما مشغول وماعندهوش وقت، مع العلم إن كل الأمهات دول كمان بيشتغلوا. لكن بالنسبالنا هي دايماً مسؤولة الأم في كل حاجة في البيت والعيلة، وهي المسؤولة عن كل فشل أو مشاكل بتحصل في حياة أسرتها.
بستألي نفسك مين اللي سنّ القاعدة دي؟ مين اللي قال إن الست مسؤولة عن كل حاجة في الحياة؟ المجتمع هو اللي قال كدة، وإحنا كستات وافقناه وماعترضناش لحد النهاردة! أحنا لا زلنا عايشين في مجتمع ذكوري، برغم كل محاولاتنا للاستقلال وتحقيق كيان يحفظلنا حقوقنا، لسة الرجالة شايفين إن ليهم الحق في السيطرة وفرض القواعد على الستات اللي لازم ينفذوها ولو مانفذوهاش يبقوا مخطئين وفاشلين.
مجتمعنا وخصوصاً العائلات لازم يعرفوا فوايد المسؤولية المشتركة، إزاي يتشاركوا في السمؤولية وقد إيه تأثيرها هايكون إيجابي على حياة العيلة كلها.