الشغف والخبرة:مفاتيح المخرج تامر العشري لصناعة فيلم عالمي ناجح

خمستاشر سنة في صناعة السينما، تامر العشري مخرج محترف، منتج، وكاتب. أعماله وصلت للعالمية وفاز بجوائز كتيرة. مشهور بفلمه  فوتوكوبي والفيلم القصير ماتعلاش عن الحاجب. ومولع كمان بالأفلام الوثائقية زي فيلم صور من غزة والحرب السابعة. وشارك مؤخراً في لجنة اختيار الأفلام في مهرجان ميدفيست، مهرجان سنوي بيناقش مشاكل المجتمع المرتبطة بالطب في الأفلام. قابلنا تامر واتكلمنا معاه عن أفكاره عن المهرجان، وده كل اللي قالهولنا.

ليه كنت مهتم بالمشاركة في لجنة اختيار الأفلام في مهرجان ميدفيست؟

لفت نظري فكرة اهتمامهم بمناقشة موضوع محدد كل سنة. السنة اللي فاتت كانت عن صحة المرأة الجسدية والنفسية.  السنة دي تركيزهم على الأطفال. بيحاولوا يقبلوا الأفلام اللي ليها جودة فنية عالية، اللي في نفس الوقت بتطرح مشكلة معينة ممكن أي حد يواجهها، وترفع الوعي عنها. اتحمست للفكرة جداً علشان في مصر ماعندناش النوع ده من المهرجانات.

تفتكر مهم إن يكون في مهرجان بيناقش الصحة النفسة والجسدية للطفل؟

أنا اشتغلت لفترة في حملات كتير مع اليونيسف بتستهدف مشاكل زي العنف ضد الأطفال، سواء في البيت أو في المدرسة. لما كنت بعمل البحث وقتها سمعت قصص كتير جداً صعبة. خلتني أعرف قد إيه العالم بتاعتنا مليان مشاكل بتحصل بشكل يومي للأطفال في مدارسهم وفي بيوتهم وفي النادي كمان، وماحدش يعرف عنها أي حاجة. ده اللي خلاني أحس إننا محتاجين نتكلم عن المشاكل دي أكتر. محتاجين نعمل أفلام بتناقش المشاكل دي، وخصوصاً للأطفال؛ لإن مابقاش في أعمال مخصوصة للأطفال في الوقت الحالي.

كان في 33 فيلم تقريباً اتعرضوا في المهرجان من 12 دولة مختلفة، كان إيه رأيك في جودة الأفلام والمواضيع اللي بتناقشها؟

في الأول كنت قلقان إن الأفلام هاتركز أكتر على المحتوى والقصة وهاتهمل التصوير وجوانب الإخراج الفنية. بس لما اتفرجت على الأفلام لقيت إنهم جمعوا بين الموضوعات والجودة الفنية. كتيرمن الأفلام اتعرضت في مهرجانات عالمية زي مهرجان تورنتو، ولوكارنو وغيرهم.

الأفلام دي أفلام مش تجارية، تفتكر إزاي نقدر نوصلها لأكبر عدد من الناس؟

لو الأفلام دي اتشافت في أكتر من مكان خلال مهرجانات عالمية في العالم العربي وفي الخارج. لكن الحقيقة إن أفلام المهرجانات ليها جمهور مختلف. الطريقة الوحيدة علشان الأفلام دي توصل لأكبر عدد من الناس هي التليفزيون. زمان قناة ON TV كانت بتعمل برنامج عن الأفلام القصيرة. أول ما اتخرجنا كنّا بنعرض أفلامنا في البرنامج ده. النوع ده من البرامج مابقاش متاح دلوقتي. في طريقة تانية هي جمع أربع أو خمس أفلام قصيرة وعرضهم ورا بعض، علشان الناس مايبقاش عندها مشكلة تتفرج على فيلم خمستاشر دقيقة في السينمات. وبكدة بقى عندك وعي، وجمهور.

من خلال الأفلام اللي اتقدمت، هل لاحظت إن مشاكل الأطفال بتختلف باختلاف الدول والثقافات؟

أكيد مشاكل الأطفال بتختلف من بلد عن التانية، لكن المشاعر اللي الأطفال بيحسوها سوائ هنا أو برّه هي واحدة. كلهم بطريقة أو بأخرى مرتبطين بالتمييز والعنصرية، العنف الأسري، الاحساس الوحدة وإنه منبوذ، وغيرها من المشاعر السلبية. دي نقطة مهمة جداً لإن المشاكل دي عالمية، الناس كلها تقدر تندمج معاها.

تفتكر الأطفال في مصر بيواجهوا مشاكل مختلفة؟

مش عايز أقول إن مشاكلهم مختلفة، بس يمكن في مصر إحنا ماعندناش وعي كافي علشان نتعامل مع المشاكل دي، يعني الأطفال نفسهم مش فاهمين إن ده عنف. مش فاهمين إن دي حاجة غلط، وده بالظبط اللي إحنا محتاجين نتكلم فيه.

فوتوكوبي، أول فيلم روائي طويل ليك يفوز بكل الجوائز دي. هل كنت متوقع النجاح ده، ولا جازفت وتجاهلت كل العواقب؟

وأنا شغال على الفيلم ماكنتش بفكر في الجوائز ولا في ردود الأفعال. كنت موجه كل تركيزي على إني أصنع فيلم حلو بمجهودي وخبراتي في الخمستاشر سنة اللي فاتوا. كنت عايز أشوف إيه اللي هايحصل لو الخبرة دي شافت النور. الأكيد إني كان عندي أمل كبير وكنت متفائل جداً، فأنا وطاقم العمل كنّا عايزين نوّصل الفيلم للمهرجانات العالمية. اشتغلنا وتعبنا علشان نوصل بالفيلم للي بنحلم بيه. وأنا مبسوط بيه لحد دلوقتي؛ لكن النجاح ده خلّى الخطوة اللي جاية أصعب.

عادة المخرجين لما ينتقلوا من صناعة الأفلام القصيرة لصناعة الأفلام الروائية الطويلة مابيرجعوش تاني للأفلام القصيرة، بس ده ماحصلش معاك، ليه؟

الاتنين طريقتين لحكاية القصة، اللي بيخليني أختار اشتغل فيلم طويل أو قصير هي القصة نفسها، وهل أنا حبيتها واندمجت معاها ولا لأ، بغض النظر عن مكان حجمها. الطول مالوش علاقة، الأهم هو المحتوى.

No Comments Yet

Leave a Reply

Your email address will not be published.