ترجمة: تسنيم عبدالله
“المرض الوحش” الجملة الشهيرة اللي كتير بنسمعها، لإن مجتمعنا عوّدنا نخاف حتى نقول كلمة “سرطان” وبقى يعتبر إن الكلمة دي مرادف لكلمة “موت”. ومع ذلك في مُحاربين كتير قدروا يتغلبوا على المرض وينجوا منه، بنستمد منهم القوة والإلهام والأمل كل يوم، ومنهم الجميلة أنيسة حسونة. حالفنا الحظ وقدرنا نقعد مع النائبة أنيسة حسونة ونسألها عن تجربتها والصراعات اللي واجهتها خلال معركتها مع السرطان، اللي ألهمتها تكتب كتاب “بدون سابق إنذار” اللي فاجئنا وأثر فينا كلنا.
الكاتبة وعضوة البرلمان أنيسة حسونة فاجئتنا مفاجأة غير متوقعة السنة اللي فاتت، لما أعلنت عن إصابتها بمرض السرطان في مذاكرتها “بدون سابق إنذار” اللي بتحكي وبتوّثق فيه رحلتها مع مرض سرطان. أنيسة بتقول “السرطان مرض غامض ومرعب جداً. الناس غالباً بتخاف منه لإنهم ماعندهمش وعي كافي ليه بيجيلهم وليه ممكن يقتلهم”.
عضوة البرلمان الرائدة أنيسة حكيتلنا قد إيه كانت مترددة إنها تحكي قصتها في البداية، لكن جوزها وبناتها شجعوها. وعن قالت: “ماكنتش هاقدر أعمل حاجة من غير دعم جوزي وبناتي. جوزي كان معايا في كل تفصيلة، في كل جلسة كيماوي،وكان عنده إيمان قوي إني هاخف وهاكتب عن معركتي مع السرطان وعن كل اللي أنا مريت بيه”.
وبحثاً عن العلاج أنيسة قررت تسافر ألمانيا، وهناك الدكتور قالها إنها هاتتعافى في فترة قصيرة ماتزيدش عن عشر أيام؛ لكن للأسف أنيسة عانت من آثار جانبية كتير بعد العملية وقضت 42 يوم في المستشفى. خلال فترة تعافيها فضلت متماسكة وقوية، وماكنتش عايزة تستسلم للمرض، بس كان دايماً في حاجة بتشدها لورا. وبتحكيلنا عن الفترة دي وبتقول: “كنت متفائلة جداً في البداية، لكن مع الوقت الألم كان عمّال يزيد ويبقى أسوأ وبدأت أفقد الأمل تدريجياً. وقعدت أسأل نفسي أنا ليه بقاوم، ولقيت الإجابة في ساعتها، أنا بعمل كدة علشان جوزي، علشان بناتي، وعلشان أحفادي. أنا عايزة أتمسك بكل لحظة فاضلالي معاهم”.
بدون شك رحلة العلاج كانت تجربة مؤثرة في حياة النائبة أنيسة وغيرت فيها كتير، السرطان احتلّ حياتها بدون سابق إنذار، وده خلّاها تقدّر قيمة النِعم البسيطة في الحياة. أنيسة بتحكيلنا عن تأثير المرض في حياتها، بتقول: “أنا بكره السرطان بس ماقدرش أنكر حقيقة إنه ساعدني أشوف حياتي بمنظور مختلف. خلاني مُدركة لفكرة إن الحياة قصيرة أوي ومفيهاش ضمانات. لازم نبدأ نحدد أولوياتنا، ونبدأ نعمل الحاجات اللي بنحبها”.
النائبة أنيسة عاشت لحظات مُرعبة ومحبطة خصوصاً بعد العلاج الكيماوي، وده خلاها تحس بقيمة وأهمية دعم وتقوية أي ست بتمرّ برحلة علاج السرطان. “في البداية كنت مكسوفة من شكلي وأنا شعري بيقع بسبب الكيماوي، وقررت ألبس بروكة في ساعتها. مع الوقت حسيت إني ماعملتش حاجة غلط، أنا لسة نفس الشخص بس بشعر قصير”.
المؤلفة المرموقة أنيسة شجّعت أي ست بتحارب السرطان في كل مكان، إنهم يقبلوا ويفتخروا بجمالهم، “ماتلوميش نفسك على مرضك، السرطان عمره ما كان إختيار، الناس لازم تتقبلِك زي ما إنتي”.
بدون سابق إنذار، هو تجسيد لرحلة النائبة أنيسة، اللي برغم الصعوبات اللي فيها لكن كانت مليانة أمل وتفاؤل، مش هاتقدر ماتتعاطفش وتتأثر بكل سطر بيحكي تفاصيل معركتها مع السرطان.
“كان في أسباب كتير خلتني أقرر أكتب الكتاب ده، كنت عايزة أسيب حاجة لأحفادي يفتكروني بيها، وكنت عايزة الكتاب يكون رسالة أمل لكل ست بتمرّ برحلة صعبة” أنيسة حسونة.