أمومة مُختارة: عن قصة تبني في مصر

في مجتمع مليان بأفكار مغلوطة عن التبني، رشا مكي، مؤسسة صفحة ‘An Adoption Story in Egypt’ على فيسبوك، حكت لنا عن رحلتها من أول يوم اتبنت فيه ابنها.

رشا اتبنت ابنها، مصطفى، من خمس سنين لما كان عندها 45 سنة وهو كان عنده أربع أيام بس. في الوقت ده، رشا كان بيوصل لها كلام مش كويس وجارح عن التبني والأطفال المتبنين، “بس أنا عمري ما كنت ببص للموضوع بالشكل ده،” قالت رشا. لأن الوعي عن التبني قليل في مصر، رشا بتشوف إن في ناس كتير في مصر مش عارفين إنهم ممكن يتبنوا ويخلوا الأطفال يعيشوا معاهم، “أنا شخصيًا ماكنتش أعرف حاجة عن التبني في مصر لحد ما كان عندي 44 سنة أو حاجة،” وضحت رشا وقالت إن ده كان واحد من الدوافع اللي خليتها تأسس الصفحة.

السبب الأول اللي خلى رشا تفكر في تأسيس الصفحة هو إحساسها إنها ضيعت وقت كتير من حياتها في محاولات إنجاب ومافكرتش في التبني من بدري. “لو كنت أعرف من بدري إن في تبني في مصر كان زماني عندي 5 أو 6 أطفال دلوقتي،” قالت رشا. مش بس كدة، رشا كمان كانت بتشوف إن الناس بتخبي إنهم متبنيين وبيعتبروه سر فمحدش بيتكلم عن الموضوع.

قالت رشا، “لو مكانتش الناس بتخبي الموضوع وكان في وعي أكبر عنه، كان هيبقى الموضوع عادي والناس بتتكلم عنه بانفتاح.” بس للأسف رشا بتقول إنها دايمًا بتتفاجئ من كمية الجهل بالتبني اللي بيبان في تعليقات الناس على الصفحة اللي بتبقى أغلبها عبارة عن جملة واحدة متكررة وهي “التبني حرام”. “مش عارفة ازاي الناس بتقول كدة! ده الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة، يبقى ازاي حرام؟”

من يوم ما رشا اتبنت مصطفى وهي بتتنقل بين مصر وأمريكا عشان تخلص كل الورق المطلوب والإجراءات. كانت بتتكلم مع الناس عن الموضوع وبتكتب على فيسبوك تسأل الناس لو حد يعرف يساعدها أو يوصلها بحد ممكن يساعد. “فالناس كانت عارفة إني متبنية مصطفى من البداية، مكنتش بخبي الموضوع،” قالت رشا ومن ساعتها وهي بدأت تساعد ناس تانية في أي حاجة تخص التبني.

لما بدأت الأسئلة تزيد وناس كتير تبعت لرشا، حد نصحها إنها تعمل الصفحة عشان تحكي قصتها وتجاوب على أسئلة كل حد مهتم بالتبني ومش عارف يلاقي إجابات لأسئلته منين. فعلًا، رشا عملت كدة وأسست الصفحة ومن أول ما نزلت أول بوست عليها، البوست والصفحة انتشروا جدًا في نفس اليوم. “الصحافة والتليفزيون بدأوا يكلموني بس دول مكانوش أهم حد عندي. هدفي الأساسي كان إني أرد على كل الستات اللي عايزين يتبنوا ومش عارفين يبدأوا منين،” شرحت رشا، وقالت إنها كانت مصدر المعلومة الوحيد بالنسبة للستات دي فكانت دايمًا حاطاهم أولوية وحريصة إنها ترد على كل واحدة بنفسها وبالتفصيل عشان محدش يبقى عنده نية التبني ويرجع فيها لو ملقاش معلومات كفاية. “كنت بكلم كل واحدة عايزة تتبنى ومكانش عندي أي مانع لو المكالمة فضلت لساعات،” قالت رشا.

“هدفي الأساسي كان إني أرد على كل الستات اللي عايزين يتبنوا ومش عارفين يبدأوا منين”

بالنسبة للتحديات اللي قابلت رشا في رحلتها، كانت أصعب حاجة دايمًا هي الإجراءات والورق. “الفكرة في المصطلحات المستخدمة وترجمتها. في مصر، مابنكتبش التبني كمصطلح على الورق،” قالت رشا. في مصر، المصطلح المستخدم هو الكفالة ودي بالإنجليزي ليه معنى مختلف عن التبني لأنه بيدي انطباع ان العيلة المتكفلة بالطفل هي عيلة مؤقتة، عكس التبني. “عشان آخد ورقة مكتوب فيها إن أنا الوصي القانوني الوحيد لمصطفى، دي خدت مني أربع سنين،” قالت رشا. وعشان كدة من أكتر الحاجات اللي بتشتغل عليها رشا هي إنها تسهل العملية دي للناس اللي عايزة تتبنى أطفال ومش عارفين يسافروا معاهم لأمريكا بسبب الأوراق والإجراءات. “مش عايزة الموضوع ياخد منهم أربع سنين هم كمان،” قالت رشا.

“أنا جربت كل حاجة، سافرت واتفسحت واشتريت حاجات وعملت كل حاجة وأنا معنديش أولاد، بس احساس الطفل ده مختلف عن أي حاجة حسيتها قبل كدة”

رشا وجهت كلمة لكل عيلة بتفكر في التبني بس مترددة من إنها تاخد الخطوة. “أنا بس عايزة أقول لهم إن حياتي اتغيرت تمامًا للأحسن من ساعة ما أخدت مصطفى. مفيش حاجة تعوض الإحساس ده. أنا جربت كل حاجة، سافرت واتفسحت واشتريت حاجات وعملت كل حاجة وأنا معنديش أولاد، بس احساس الطفل ده مختلف عن أي حاجة حسيتها قبل كدة ومفيش حاجة بتبسط قده.”

No Comments Yet

Leave a Reply

Your email address will not be published.