أمهات فقدوا أبنائهم: عن الفقد، الحزن، التقبل، والاستمرار في الحياة

شمس راشد مهندسة فقدت بنتها ليلى  اللي كان عمرها شهرين ونص بعد ما طلعت من العناية المركزة بكام يوم، التجربة دي غيرتها تماماً، وأثرت على جوزها وبنتها الكبيرة اللي كانت عارفة اللي حصل بس ماكنتش فاهماه أوي. ودي قصة شمس:

الأمهات اللي بيفقدوا أولادهم مش بيلاقوا المساعدة اللي بيحتاجوها، ناس كتير بتتجاهل الموضوع، ومابيحبوش يتكلموا فيه على أساس إنه هايتنسي مع الوقت، وكأن ده الحل الأسهل. لازم ننشر الوعي عن الموضوع ده، ونتكلم ونبطل نسكت، ونكتم حزننا جوانا.

معظم الأمهات بيسمعوا الكلام، وبيعملوا اللي المفروض يتعمل، ومابياخدوش أي أفعال تعبّر عن حزنهم وأساهم فبيعانوا بشكل أكبر بكتير من الحُزن، الآباء والأمهات اللي مرّوا بتجربة فقد أبنائهم بيعيشوا في إكتئاب لفترات طويلة؛ وفي النهاية بيخسروا ناس كتير حواليهم بسبب إنهم مش حاسين باللي هما حاسين بيه.

بتحسي إنك لازم تتعاملي معاملة خاصة، أنا كنت عايزة الناس القريبة مني يفضلوا فاكرينها، ومايفكروش إنه غريب يقولوا اسمها، ولا يقولوا لي “إنتي ليه عايزة تفضلي فاكرة؟” طبيعي هافضل فاكرة، مفيش أي أم بتقدر تنسى بنتها أو ابنها اللي في يوم من الأيام كانوا جزء منها.

 

بتحسي إنك لازم تتعاملي معاملة خاصة، أنا كنت عايزة الناس القريبة مني يفضلوا فاكرينها، ومايفكروش إنه غريب يقولوا اسمها، ولا يقولوا لي “إنتي ليه عايزة تفضلي فاكرة؟” طبيعي هافضل فاكرة، مفيش أي أم بتقدر تنسى بنتها أو ابنها اللي في يوم من الأيام كانوا جزء منها.

 

في حاجات أهلي وصحابي كانوا بيقولوها بتوجع قلبي، زي “إنتي لسة صغيرة وتقدري تخلفي تاني” إزاي عايزيني ألاقي بديل لبنتي بالسهولة دي؟ وإني “لازم أبطل أتكلم عنها وأجيب سيرتها على السوشيال ميديا” وإني كدة “مش ممتنة لوجود أولادي التانيين.” وإني “لازم أحمد ربنا إن أختها التانية عايشة وبلاش طمع بقا ليه عايزين إتنين مانتي عندك واحدة أهو.”

في مصر إتعودنا ندفن حزننا أو نتجاهله. بس ده مابيحلش حاجة! ده بيخلينا نعاني بشكل أطول ومستمر أكتر ومابنتجاوزش ولا بنتعافى. أنا بحمد ربنا على إيماني بيه لأن ده السبب الوحيد اللي مخليني استمر في حياتي لحد دلوقتي.

ليلى بدوي، مهندسة معمارية. فقدت إبنها محمد في الأسبوع الـ 19 من حملها. نزلت ماء الرحم ونصحها الدكاترة بالولادة.

ليلى بتشوف إنه مهم جداً إن الناس تبطل تعتبر إن الأطفال دول ماتوجدوش خالص، ويفهموا إن أهلهم هايفضلوا فاكرينهم للأبد. وكمان لازم نوّعي الأهل ونعرّفهم إزاي يتعاملوا مع الصدمة دي، ومع حزنهم وألمهم بطريقة صحية، مش مؤذية.

في حالات كتير الأهالي بيعانوا بعد موت أولادهم من الإكتاب، وأحياناً اضطرابات بعد الصدمة، وعموماً خسارة كبيرة زي دي بتغير أولويات الزوجين وشخصياتهم. أنا حتى مش قادرة أفتكر نفسي قبل ما محمد يموت كنت فين وبعمل إيه، صعب أوي تلاقي إيجابيات خصوصاً بعد الصدمة.

 

أنا حتى مش قادرة أفتكر نفسي قبل ما محمد يموت كنت فين وبعمل إيه، صعب أوي تلاقي إيجابيات خصوصاً بعد الصدمة.

 

وبعد ما عدى 3 سنين، بتمنى يبقى موضوع عادي، أوقات كتير ببقى نفسي أفتح الموضوع بس بلاقي اللي حواليا مابيرضوش يفتكروا وعلى طول بيقولوا لي أغير الموضوع.

دلوقتي أنا حامل، ودي تجربة مختلفة تماماً. لإن مفيش حاجة مضمونة، في حملي الأول رتبت لكل حاجة: الأسم، الدولاب، الأوضة. بس المرة دي أنا بحاول أستمتع بكل يوم بيومه، وأجهز بس الضروريات، مش أكتر.

كنت بسمع كلام كتير من أهلي وصحابي زي “الطفل ده كان ممكن يتولد باحتياجات خاصة” أو “إنتي أحسن من غيرك” أو “ربنا هايعوضك بـ بيبي أحسن منه.” كلهم قصدهم خير، لكن ساعتها  أنا كان عندي استعداد أخلي بالي منه مهما كانت ظروفه، وعارفة إن في ناس ظروفها أصعب من ظروفي بس الجملة دي كانت بتخليني أحس إني ماليش حق أزعل. مفيش أي طفل تاني ممكن يعوّضني عن إبني.

 

كنت بسمع كلام كتير من أهلي وصحابي زي “الطفل ده كان ممكن يتولد باحتياجات خاصة” أو “إنتي أحسن من غيرك” أو “ربنا هايعوضك بـ بيبي أحسن منه.” كلهم قصدهم خير، لكن ساعتها  أنا كان عندي استعداد أخلي بالي منه مهما كانت ظروفه، وعارفة إن في ناس ظروفها أصعب من ظروفي بس الجملة دي كانت بتخليني أحس إني ماليش حق أزعل. مفيش أي طفل تاني ممكن يعوّضني عن إبني.

 

في الثقافة المصرية، الإيمان بيخلي التجربة سهلة وصعبة في نفس الوقت. سهلة علشان الإيمان بربنا هو أهم حاجة هاتخليكي تعدي كل ده، وصعبة لإن المجتمع بيعتبرك مش مؤمنة ولا راضية بقضاء ربنا لو زعلتي أو اكتأبتي شوية، كأنك رافضة تقدير ربنا.

ترجمة: تسنيم عبدالله

No Comments Yet

Leave a Reply

Your email address will not be published.