ثقة زائدة بالنفس، ودي مش القضية. الدراسات الحديثة أثبتت إن العنف والتغييرات السلبية في الشخصية بتنشأ نتيجة لتدرج هرمي اجتماعي. فعادة، المتنمرين بيلجأوا إلى الاعتماد على السلوك المتعلق بالسيطرة  علشان يتسلقوا السلم الاجتماعي. علماء النفس اتفقوا إن التنمر تصرف مكتسب، المتنمر ممكن مايفضلش متنمر، والضحايا كمان ممكن مايفضلوش ضحايا. وبما إنها مشكلة إجتماعية، وتأثيرها قوي جداً على المجتمع، لازم تتناقش في كل حتة، بداية من البيت.

علشان نفهم الفعل ده صح لازم نرجع للوقت اللي كنا فيه في المدرسة، ونشوف الأحداث بعيون جديدة. التنمر بيتضمن الإعتداء الجسدي، وترويج الكلام المؤذي عن حد تاني، وكل حاجة بينهم. التنمر كان جزء كبيرمن وقت الفسحة بتاعنا. أثبتت الأبحاث إن المتنمرين عندهم ثقة زائدة بالنفس. فاكر كل الأولاد المشهورين والمحبوبين في المدرسة؟ نتيجة لحقيقة إن المتنمرين بيوصلوا لقمة الهرم الإجتماعي، الطلاّب بينظوروا لهم،نظرة انبهار وإعجاب مش نظرة متنمر وفِتوة، ومش بس الزملاء اللي بيحسوا كده كمان المدرسين. ودي مشكلة حقيقية.

تأثير المجتمع هائل جداً. على سبيل المثال، الطفل الخجول اللي بيتريقوا عليه، بيبقى منطوي على نفسه أكتر. لما بيتعرضوا للتنمر بيكونوا أضعف، ومابيردوش ولا بيقاوموا. وفي النهاية بيوصلوا لمرحلة بيبان على حركات جسمهم وطريقة كلامهم إنهم فريسة سهلة للتنمر. الأطفال الضخام جسدياً أو أقوى بيبنوا هرم إجتماعي ويعيّنوا نفسهم قائدينه. المتنمر مسؤول بشكل كامل، هو اللي بيحدد يقرّب مين وينفي مين. لكن بما إن ده طبع مكتسب من بيئة معينة، فممكن يتحل.

بما أننا عارفين السبب، هانقدر نحاول ونغيّر البيئة اللي بتخلق المتنمرين –عن طريق التعاطف. أولاً، محتاجين نركز على صحة أولادنا النفسية، ونراقب إشارات الخطر اللي بتعرّفنا هما ضحايا ولا متنمرين. وفي حالة كانوا متنمرين، فأحنا نقدّر نوّجه الطاقة دي، بالتحكم فيها وإدارتها، بأي شكل غير إيذاء الآخرين. ممكن ندّيهم مسؤوليات أكتر، وأدوار خاصة تكسبهم صفات القيادة الطيبة، ده هايغيّر طاقتهم إيجابياً.

وفي حالة كانوا ضحايا للتنمر، لازم نفهمهم إن اللي بيتعرضوله ده مش لعيب أو ضعف فيهم. ونطمنهم إنهم مش لوحدهم أبداً، ونأكد على مقدرتهم على التطور والنمو وتكوين صفات إجتماعية. عن طريق توجيه اهتمامتهم، وبالتالي نساعدهم يبنوا علاقات إجتماعية حقيقية تحسسهم بالأمان، الأمل، والحماية.

التنمر مش مشكلة فردية، بل إجتماعية. اتعملنا في العشر سنين الأخيرة من خلال الأبحاث إن دي أدوار إجتماعية مؤقتة، مش صفات شخصية دائمة. فلما نبقى مدركين لتفاصيل المشكلة كأهالي، هانقدر نحميهم. أولاً، نأكد على وجود قيادة قوية في البيت. ثانياً، لازم نسيب مجال مفتوح للحوار دائماً مع أطفالنا، ونتأكد إنهم يلجأولنا في كل المشاكل. والأهم اتكلم دائماً عن الموضوع مع الأهالي الثانية والمّدرسين. وأخيراً نفهم أولادنا يعني إيه تنمر، وإيه علاماته، ودي مسؤولية كل واحد فينا علشان نمنعه.

كتب: نبيل رستم

أب متألق لطفلين

ورائد أعمال ومؤسس شركتي jumpsuite  و Wellness log

ترجمة: تسنيم عبدالله

No Comments Yet

Leave a Reply

Your email address will not be published.