أفلام المهرجانات أفلام بتخاطبنا كلنا، وبالرغم من تحديد موضوع معين لمهرجان وملتقى ميدفست فى كل دورة، إلا إنك مع كل فيلم هتشوفه هتكتشف إن أفلام المهرجانات هى نوعية أفلام قصيرة بتخاطب موضوع أو مشكلة موجودة عند حد فينا أو بيشوفها قدامة، بالظبط زى ما حصل فى فيلم “شفة” للمخرجة المصرية أمنية عكاشة.
فيلم شفة فيلم مميز جدًا بيدور حوالين شفة الولد اللى فى سن البلوغ اللى مامته مسيطرة عليه وبتخليه يبيع حشيش وبتعلمه إزاى يقدر يدير ويخلى تحت إيده ندورجية يحرسوه ويراقبوله الأجواء حواليه علشان ميتمسكش، وبالرغم من إننا أول حاجة بتروح دماغنا ليها فى المشاهد الأولى إزاى الأم ممكن تكون مسيطرة على إبنها ومتحكمة فيه وعنيفه معاه لدرجة إنها بتطوّع كل تصرفاته لصالحها، إلا إننا بعد كده بنكتشف إن شفة ده بنت مش ولد !
الأم كان عندها خوف شديد على بنتها من الطريقة اللى ممكن تكسب رزقهم بيها لو كانت خرجت للمجتمع كبنت، وكمان كانت شايفه إن تعاملها مع شفة على انها ولد هيحولها لراجل هيه نفسها تقدر تعتمد عليه، شفة إكتشفت الحقيقة مع أول مرة للدورة الشهرية، واللى الأم حاولت تقنعها ساعتها إنها ولد بس عنده مرض مينفعش يقول لحد عليه علشان صحابه الولاد والناس ميتجنبهوش ، ردت عليها شفة بموقف لييها مع صاحبها لما شافت أخت صاحبها وهيه بتستحمى وصاحبها قالها “بص معندهاش حاجة” ، حكت شفة الموقف لأمها وسألتها ” هو أنا بنت؟” ردت الأم بمنتهى الغضب تحكى على رغبتها إنها كان يبقى عندها ولد وإنها عملت كل ده علشان ميجيش فى الآخر يقول على نفسه بنت ، بالرغم من إن شفه فعلا بنت !
إنتهى الفيلم بإستسلام شفة للموضوع وعودتها فى المشهد الأخير للعب الكورة مع صحابها الولاد، وده كان الوضع الأكثر تأثيرا، إنك تضطر تتقبل موقف مش بتاعك ومش لييك لمجرد تعنت شخص تانى إنك مش هتكون غير اللى هو عاوزه وبس، حتى لو كان الموقف ده هو إنك تقتل طبيعتك اللى ربنا خلقك بيها جواك وتستسلم لطبيعة تانية مش بتاعتك!
المجتمع فيه مواقف صعبة كتير، مهرجان ميدفست بيساعدك إنك تشوفها بعين ١٦ دولة مختلفة، ميدفست مش أفلام لنوع معين من الناس، ميدفست أفلامه ليك وليا، ولكل حد مهتم يكون جزء من مشاكل المجتمع اللى هو عايش فيه ويشوفها بطريقة أقرب وأوضح وربما أكثر إيلاماً.