أما كنت صغيرة كنت بحس العربية الغالية دي حاجة ألاجة جدًا …. بصوا، هو أنا برضو لسة صغيرة وحلوة أهو بس العربية الغالية مطلعتش حاجة عظيمة زي ما أنا متخيلة!
أنا إتربيت في أسرة مصرية متوسطة مكافحة. الوالد والوالدة أبناء أسر ريفية بسيطة جدًا وبنوا نفسهم بنفسهم. طفولتي كانت جميلة لكن أبعد ما تكون عن الرفاهية. كان في حاجات كتير مش عندي لكن أمي كانت دايمًا تقولي حاجة جميلة: “بلاش تركزي على إن الحاجة تبقى غالية عشان ميجيش يوم تفتكري إن الفلوس هى اللى عاملالك قيمة” وكنت بقعد أقول لنفسي يعني الواحد تلعب معاه لعبة بنك الحظ ويقرر هو يضيقها على نفسه ليه يا أم ريجينا؟
كنت كتير بحس إني بتربى بطريقة مختلفة. أنا لا إتولدت فى بوقي معلقة دهب ولا فضة ولا حتى خشب من اللي بنقلب بيها الرز عشان يفلفل. ولا اتربيت على إني أعيش دور معين عشان أرسم لنفسي شكل محصلش. أنا كطفلة، حصلت وحصلت كتير أوي وظروفي كانت متوسطة بس تفكيري مكنش متوسط عشان إتربيت فى بيت كان سايبلي مساحة لامتناهية لحاجتين:
- إني أعبر عن رأيي مهما كنت عارفة إنه مش هيعجب الحاج والحاجة
- إني أشتري كتب وأقرا فى كل حاجة وأي حاجة
مش لازم الـX6!
في حفلة التخرج من الحضانة كل البنات كانوا لابسين فساتين بيضا جميلة بدانتيل وأورجنزا وعاملين شعرهم قطتين. أنا كنت لابسة بدلة (أه ونبي… بصو نعتبرها co’ord ) حفظًا لماء الوجه بس كان بنطلون وقميص بكرافته. أه والله، سنة 1989 معرفش جبناها منين دي. وكان شعرى مقصوص pixie. ليه؟ عشان ده اللى كنت عايزاه! شعرى بياخد وقت فى التسريح وبحب اللبس العملي. ناس كتير إستغربت وكان شكلي كائن فضائى وأنا بغني على المسرح بس أنا كنت مرتاحة.
ومن وقتها اتعودت على إحساس جميل جدًا وهو إني أبقى مرتاحة مع فكرة إني بعمل حاجة تانية. مكنتش أحب أصرف مصروفي على الحلويات كنت بشيل جزء منه للكتب ومفيش معرض للكتاب فوته. ومن هنا بدأت أفكاري عن الحياة تتسع مبقتش مجرد نسخة من حياة الآخرين أو محاولة لتقليد نسخة الآخرين عن الحياة السعيدة.
وبدأت أنفض تمامًا للموروث المجتمعى…. الناس ورأيهم وأفكارهم ووجهة نظرهم وإتعودت إني أحلل المواقف والأشخاص مش بس أسمع وأتفرج ولكن أفكر كويس وأقدر أقول إن الحمدلله ده ساعدني أختار حاجات كتير بشكل مختلف عشان معملش زي ما الناس بتعمل وخلاص.
وبدأت أفهم ساعتها فلسفة الوالد والوالدة في التربية. الفلوس بتحققلنا حاجات كتير لكن مش بتعمل مننا بني آدمين. لو معاك فلوس تقدر تعمل لنفسك ولغيرك حاجات كتيرة. وده اللي بحاول أربي بناتي عليه عشان يعرفوا إن مش أهم حاجة أن الفلوس تجبلهم العربية الـX6، الأهم بكتير هو إن أي حاجة غالية عندهم متبقاش هي اللى بتديهم قيمة‘ وإنما هما اللي بيخلوها ليها طعم.
أنا ريجينا عنانى لايف كوتش وبركز أكتر على مواضيع اللايف ستايل والكاريير. أنا من HR الطيبيين وإشتغلت في شركات مختلفة جوّة وبرة مصر.
عندي إدمان للكتب وشرب القهوة! أنا بحب أقدم محتوى مختلف مبنى على خبرتي.
إيه أكتر حاجة نفسي فيها؟ نفسي أشوف ستات اكتر فى مناصب مؤثرة وعندهم فرص لامتناهية في النمو والنجاح.