كلنا سمعنا عن ستات قرروا انهم يتحدوا المعتاد في المجتمع بتاعهم، و ده علي مر العصور، و على اد ما الموضوع بيبان غريب و جرئ لناس كتير ان ست تقرر تشتغل شغلانة “بتاعة الرجالة”، الا ان النتايج بتبقى فعلًا تستحق المجهود اللي اتبذل فيها، لإن الستات دي بتبقى قدرت تعمل مكانة لنفسها و بتسّهل الطريق لأي ست من بعدها، خصوصًا لو الشغل ده بيعتبره المجتمع بتاع الرجالة بس و أي ست هتفكر تجربه هيعتبروها منبوذة و دخيلة عليهم، و ده اللي عملته سمية زيدان، واحدة من أول الستات اللي اشتغلوا في اللحام تحت المياه في مصر و الشرق الأوسط.
من الحاجات اللي ممكن تدي أمل لأي ست و أي بنت بتعيش في مجتمع شرقي، انها تسمع ان في عائلات بتدعم بناتهم عشان يعملوا الحاجات اللي بيحبوها، حتى لو الحاجات دي مش دارجة في المجتمع اللي بيعيشوا فيه، و ده بالظبط اللي عملته عيلة سمية زي ما قالت، “قبل ما أقدم على الورشة كلّمت بابا عشان آخد رأيه سألني وقتها سؤال واحد، أنتي فعلًا مهتمة بالحاجة دي؟ و لما كانت إجابتي آه قاللي خلاص يبقى أنا هفضل جنبك وادعمك، و جيه معايا تاني يوم وانا بشتري المعدات و اللبس اللي هستخدمه في الورشة، في الحقيقة برضو مش ده بس التشجيع اللي أنا لاقيته، كمان إدارة الورشة كانت مرحبة جدًا بالموضوع و على الرغم من اني بقالي 6 سنتين شغالة في المجال، إلا أنهم ما بطلوش يشجعوني”.
قبل ما أقدم على الورشة كلّمت بابا عشان آخد رأيه سألني وقتها سؤال واحد، أنتي فعلًا مهتمة بالحاجة دي؟ و لما كانت إجابتي آه قاللي خلاص يبقى أنا هفضل جنبك وادعمك
سمية واجهت مشاكل كتير، مش كل الناس كانت بتدعمها، بس ده موقفهاش زي ما حكت، ” أكتر تنمر كنت بتعرض له كان من السوشيال ميديا، خصوصًا من الرجالة اللي شايفين اني دخلت مجالهم و كانوا بيقولوا حاجات زي ‘أنتوا كمان جايين تشاركونا في الشغلانة دي‘ بس أنا شايفة ان مابقاش في مجال حكر على الرجالة، الستات دلوقتى دخلت في كل المجالات يعني ممكن تبقى راكب طيارة و لا مركب وأنت مسافر و تتفاجئ بعد الرحلة ان الكابتن واحدة ست.”
أنتوا كمان جايين تشاركونا في الشغلانة دي
زي ما أي حاجة ليها الحلو و الوحش كمان سمية مش بتشوف الحلو بس، كان لازم مع ده تشوف الجانب الخطر من الحياة البحرية زي ما شافت الجانب الحلو، سمية حكت لنا موقف حصل وهي بتغطس، ” شوفت مرة سمكة قرش في مكان قريب من الغردقة اسمه جزيرة أبو رمادة، و على أد ما ده شكله حاجة مخيفة على أد ما أحنا كبشر عندنا فهم غلط للقروش، القروش مش بيتغذوا علينا و لا احنا على لائحة الطعام بتاعتهم هم بس فضوليين مش أكتر،” قالت سُمية.
القروش مش بيتغذوا علينا و لا احنا على لائحة الطعام بتاعتهم هم بس فضوليين مش أكتر
أكيد في مخاطر تانية كتير، خصوصًا لو بتغوص لمسافات عميقة، سُمية جربت حاجة بتحصل لمعظم الغواصين و هي “سُكر الأعماق” و دي حالة بتحصل للغواصين لما بيوصلوا لعمق كبير تحت المياه، بيحس فيها الغواص كأنه أخد مادة مخدرة، و الحالة دي ممكن تسبب انفجار في الرئة لو الغواص خلع أدواته و خرج من المياه فجأة، سمية شرحت لنا ده بيحصل ازاي من واقع تجربتها، ” جربت مرة الإحساس ده و انا في المياه و كان معايا زميلي في الغطس كابتن وليد بكر و خبطت على ايده بإني بدأت أحس بالدوار، و الحل الوحيد في الحالة دي اننا نبدأ نطلع لأعماق ضحلة و نخرج بالتدريج، و فعلا اول ما عملت كده رجعت كويسة،” حكت سُمية.
أحلام سمية مالهاش حدود، و طموحها مالوش سقف، نفسها في يوم من الأيام يكون عندها المركب بتاعتها و شركة الأعمال البحرية الخاصة بيها، ” نفسي أشجع الشباب اللي لسة بيبدأوا زي ما لاقيت التشجيع من اللي حواليا،” أكدت سُمية.