بابا كان خاطب واحدة اسمها عايدة قبل ما يتجوز ماما. فماما كانت دايماً بتسأله “ليه سيبتها؟” وكان دايماً بيرد يقولها “كان عندها حساسية في رجلها، اكتشفتها لما شفتها لابسة مايوه”. ساعتها ماما صدقته، وماعلقتش. ووقتها كان وزنها 50 كيلو.
بعد ما خلّفت 3 مرات –زائد ضغوطات الحياة اليومية- والدتي بدأت تتخن. وعدت السنين، وماما بقت تحكيلنا حكاية عايدة وتضحك وتقول “وهو اللي كان فاكر إن عندها حساسية في رجلها، تلاقيها كانت تخينة بس شوية”.
من ساعة ما عرفت الحكاية دي وأنا في صورة في خيالي مابتفارقنيش: صورة عايدة وهي لابسة المايوه، وواقفة على البحر وبتضحك، ومتحمسة جداً تنزل البحر مع خطيبها. بتبصله وبتشاورله علشان يجي يعوم معاه، وبتقول “تعالى يا رؤوف تعالى!” وهو قاعد هناك بيبص على رجلها، وبياخد القرار إنه ينهي كل حاجة.
لما كبرت، بقيت أقف قدّام المراية وأبص على السيلوليت اللي في رجلي. ماكنتش فاهمة ساعتها ده إيه. وكانت بتيجي في بالي عايدة وبقول إن دي العدالة الإلهية، ربنا بياخد حق عايدة من بابا، إن الحساسية اللي كانت في رجلها تجيلي في رجلي، علشان أنا بنته.
فهمت ده إيه، لما بدأت أبص على جسم البنات اللي حواليا، عرفت إن أي واحدة جسمها مش رفيع أوي عندها “الحساسية” دي. بس برضه ماعرفتش أشوف إن دي حاجة طبيعية، أوأبطل أفكر إني الوحيدة في العالم اللي عندها “سيلوليت”.
عن مشروع “بصّي”
بصّي هو مشروع فنّي، بيوّثق وبيدي المايكروفون للناس رجالة أو ستات علشان يحكوا القصص اللي مابتتحكيش في مجتماعتنا المختلفة. المشروع بينظم ورشات حكي، ومسرحيات بيقدر من خلالها الستات والرجالة يقفوا على المسرح ويشاركوا تجاربهم مع التحرش، الاغتصاب، التفرقة بين الجنسين، الجواز الإجباري، جرائم الشرف، الختان، الأمومة، العنف الأسري، اضطهاد الأطفال، الاعتداء الجنسي، ومشاكل وحكايات تانية كتير من مجتمعات مختلفة في مصر.
ترجمة: تسنيم عبدالله