لبنى مصطفى، 20 سنة، بطلة السباحة في الألعاب الباراليمبية، لبنى آمنت بنفسها في وقت كانت كل الناس اللي حواليها ماكانوش شايفين إنها تقدر. فازت بعشرين ميادلية شرف خلال مشاركتها في الباراليمبياد. الجندي المجهول ورا نجاح لبنى المهبر كان والدتها صفية، اللي بذلت مجهود كبير علشان تساعد لبنى توصل لكل اللي بتتمناه. اتكلمنا مع لبنى ووالدتها وسألناهم عن إنجازاتها وعن دور الأم في حياة بنت مميزة زي لبنى.
صفية بتقول: “لما عرفت إن بنتي مريضة بمتلازمة داون اتصدمت. ماكانش سهل عليا إني أقبل الوضع في البداية؛ وماكنتش عارفة أتعامل معاها إزاي. بس أدركت إن لبنى من حقها تعيش حياة طبيعية وتتعامل مع المجتمع بشكل طبيعي. في الأول كنت بتحارب وبتخانق مع كل الناس علشان مابيتعاملوش معاها صح، وكنت بسأل نفسي ليه الناس بتبصلها كدة؟ ليه الأطفال بيخافوا منها؟ ليه مفيش وعي كفاية؟ الناس لازم تفهم إن ذوي القدرات الخاصة ناس إجتماعيين جداً ولطيفين جداً، بالعكس ده هما أحسن مننا في حاجات تانية كتير؛ وعلشان كدة قدروا يكونوا أبطال! وقلت لنفسي لو بنتي ماقدرتش تعمل حاجة هاساعدها تعمل حاجة تانية بدالها.”
لبنى بدأت تتعلم سباحة وهي عندها 3 سنين لأسباب طبية، ودلوقتي بقت سبّاحة حاصلة على جوايز كتير في أهم البطولات ولفّت العالم. أولومبياد ذوي القدرات الخاصة هي القطاع الوحيد في مصر اللي بتساعد الرياضيين من ذوي القدرات الخاصة يسافروا ويشاركوا في البطولات العالمية، بيهتموا بكل حاجة تخصهم من الألف للياء، وبيوفرولهم اللبس الرياضي ومخيمات التدريب والتمارين. “بتمنى إنهم يكونوا جزء من وزارة الشباب والرياضة. في أبطال كتير زي لبنى بيلعبوا رياضات مختلفة زي ركوب الخيل، التنس، التزلج، ورياضات تانية كتير.
صفية بتقول “لبنى مش نشيطة في دراستها زي ما هي نشطية في السباحة، هي متفوقة في الرياضيات والكمبيوتر، عكس اللغات بتواجه صعوبة في إنها تكتب الكلمة. فحبيت إنها تتعلم رياضة وتكون ناجحة فيه علشان تحس إنها تقدر تعمل حاجة وتبقى ناجحة فيها. لبنى لما بتفوز ببطولة بتبقى فرحانة جداً، وبيبقى في عينيها دموع من الفرحة، وده بيخلي كل اللي حواليها يعيطوا من الفرحة علشانها.”
زي أي أُم صفية بتحلم بمستقبل ناجح لبنتها، وإن بنتها تاخد حقوقها كمواطنة عادية وإنها تلاقي وظيفة كويسة تشتغل فيها، وبتتمنى الناس تتكلم عن ذوي القدرات الخاصة وعن قدراتهم واللي قدروا يحققوا أو يقدروا يوصلوله ويوروا لكل الناس إنهم يقدروا يكونوا شخصيات ناجحة في المجتمع؛ وبتحلم إن يكون في مدن مجهزة ليهم بكل المنشآت زي السينمات والنوادي والمدارس. كتير منهم حقوقه بتروح وإحنا كأهالي بنعافر علشان نديهم ولو ربع من اللي يستحقوه علشان يعيشوا حياة كريمة وسعيدة.
الإرادة دايما بتتغلب على الصعوبات الجسدية والعوائق، وهانفضل نشوف معجزات من ناس زي لبنى مابيعرفوش يتخلوا عن أحلامهم وحقوقهم، وهانشوف وراهم جنود مجهولين بيشجعوهم وبيدفعوهم يستمروا.
ترجمة: تسنيم عبدالله