تقريبًا مافيش بنت متعرضتش لمضايقة في الشارع سواء كانت صريحة من ألفاظ وكلمات، كانت نظرات مريبة أو صفافير، أو مضايقة بالعربية. كل ده بيحصل بشكل يومي في شوارع مصر وبيعدي على أي بنت من غير ما تتكلم أو تحكي اللي حصلها. زينة عمرو دسوقي، بنت عندها 19 سنة، لقت إن كل القصص دي لازم تتحكي وتتعرف. وعشان كدة عملت أكاونت على انستجرام بينشر كل قصص المضايقات في شوارع القاهرة وسمته Catalls of Cairo. احنا قعدنا مع زينة وسألناها عن الأكاونت والقصص اللي فيه.
كلمينا عن Catcalls of Cairo والهدف منه.
بدأت الأكاونت لما شفت الفكرة معمولة في نيويورك وأكاونت Catcalls of NY وبعدين دورت على نسخة زيه في القاهرة وما لقيتش حاجة شبه كدة معمولة. فعملته عشان احنا محتاجين ده ومحتاجين أن اللي بيتعرضوا للتحرش يتكلموا ويحكوا قصصهم، لأن موضوع ال catcalling أو المضايقة (المعاكسة اللفظية) في الشوارع من الحاجات اللي مش واخدة حقها في المجتمع بتاعنا ودايمًا بتتشاف على إنها حاجة مش مهمة والمفروض نتعامل معاها عادي وخلاص. ففكرت إن الكلام عن ده حاجة مهمة جدًا وهتساعد المجتمع وضحايا الموضوع ده.
شايفة الأكاونت مختلف إزاي عن نسخة نيويورك بتاعه؟
طريقة عرض القصص مختلفة، لأن في نيويورك بيكتبوا القصص بالطباشير في المكان اللي حصلت فيه حادثة التحرش. فالناس بتبعت القصص وتقول إنها حصلت في المكان الفُلاني والفريق بينزل يكتب القصة بالطباشير في المكان اللي حصلت فيه. بس هنا، أنا بأدير الأكاونت لوحدي، وفكرة كتابة القصص بالطباشير أنا بفكر فيها، بس لسه الموضوع صعب قوي لأن الموضوع مخيف في الشوارع هنا، وغير إنه ممكن يبقى مش قانوني، فلسة ماخدتش الخطوة دي. في فرق كمان إن هناك المنصة بتاعتهم أكبر بكتير وبيبقى في تعاون مع منظمات كتير ودي حاجة أنا برضو بحاول أشتغل عليها. بس كفكرة، الاتنين زي بعض تقريبًا من ناحية نشر الوعي والمواضيع اللي بنتكلم فيها.
ايه اصعب حاجة في إدارة صفحة زي دي؟
أولًا قراية القصص لوحده بيبتدي يبقى متعب قوي وبحس إني مش قادرة أقرا قصص تاني. بحس كمان إن بيبقى صعب عليا قوي إني أدي الناس اللي بتبعتلي الدعم اللي محتاجينه. بخاف أن الرد اللي بقوله ميبقاش هو ده اللي محتاجينه، وببقى عايزة أساعدهم بشكل أكبر عشان عارفة أن اللي مروا بيه صعب، بس مش ببقى عارفة ممكن أساعدهم ازاي او ايه اللي عايزين يسمعوه وممكن يخليهم أحسن. كمان بيبقى في ناس بتبعت لي رسايل سلبية زي “كفاية أفورة”، فإني أتعامل مع كل ده بيبقى ساعات صعب.
شايفة المجتمع بتاعنا بيتعامل مع الصفحة إزاي؟ ومع أي حاجة شبهها.
أولًا، بيتقال لي كتير إني بسوّأ سمعة مصر وأنا مش بسوّأ سمعة مصر، أنا فعليًا بنشر الحاجات اللي بتحصل في الشارع ومش جايبة حاجة من عندي. بتجيلي كمان تعليقات كتير زي “على فكرة في رجالة كتير كويسة” أو “مش كل الرجالة كدة” وأنا عارفة ده، بس دي مش المشكلة بتاعتنا خالص. مشكلتي إني أبقى ماشية في الشارع خايفة وكل البنات ماشيين خايفين. فكرة إن كلنا خايفين معناها إن في رجالة كتير بتعمل كدة، ومش في منطقة أو طبقة معينة بس. ده بيحصل في كل حتة.
في حاجات بتتبعت ومش بتقدري تنزليها؟
لأ. المعايير المطلوبة عشان الحاجة تنزل بس إن القصة تكون حصلت في الشارع، لأن بتجيلي قصص حوادث اغتصاب وكدة، أو حاجات حصلت في البيت مع قرايب مثلًا. ساعات بنزل حاجات من دول لو حسيتها ليها علاقة، بس بحاول مابعدش قوي عن التحرش في الشارع عشان لو بعدت هنبتدي ندخل في حاجات كتيرة قوي.
عيلتك بتدعمك وبتشجع الفكرة ولا ليهم موقف مختلف؟
لا هم بيدعموني جدًا ودي حاجة أنا مبسوطة بيها قوي بس ساعات بيسألوني حاجات زي “انتي عايزة ايه من الأكاونت ده؟” وكل الناس تقريبًا بتسألني الأسئلة دي وبيتكلموا على إن الأكاونت مش هيعمل تغيير كبير لأنه مجرد صفحة على انستجرام. بس أنا بدي مساحة للي بيتعرضوا للتحرش إنهم يتكلموا ويعبروا عن اللي بيحصل، ودي حاجة كبيرة ومكانتش موجودة.
عندك خطط أو أفكار عشان تكبري الموضوع ويبقى أكتر من أكاونت على انستجرام؟
في أفكار كتير قوي بس مش ببقى عارفة أبدأ منين. يعني مثلًا كنت عايزة أعمل حاجة بعد حادثة ‘فتاة المنصورة’، بس أي وقفة أو كدة بتحتاج إجراءات وتصاريح كتير فمعرفتش أعمل حاجة. في حاجات كتير ببقى عايزة أعملها، بس في نفس الوقت بحس إن ده مش وقته والحاجات دي ممكن تستنى شوية لحد ما فعلًا يبقى عندي خطة واضحة.
تقولي إيه لأي بنت أو ست بيحصل لها مضايقات في الشارع ومش بترضى تتكلم عنها؟
لازم نتكلم عن الحاجات اللي بتحصل لنا خصوصًا مع الرجالة اللي في حياتنا، لأن في رجالة كتير مش بيبقوا عارفين حجم المشكلة حتى لو هم نفسهم مش بيتحرشوا ببنات وبيبقوا ماشيين في حالهم، لازم يبقوا مدركين احنا بنتعرض لأيه في الشارع.
تقدروا تقروا قصص الناس على انستجرام: @catcallsofcairo