لو شفت الإعلان ده نازل على صفحة على السوشيال ميديا هتقول إيه؟
“مطلوب سكرتير حسن المظهر وأحلى من أحمد مظهرعشان يشتغل مع مديرة قطاع في شركة مرموقة”
في شغلانات في حياتنا المجتمع خلانا نتبرمج على إنهم للرجالة وشغلانات للستات. الست سكرتيرة والراجل مدير.
الست تبقى مدرسة عشان التدريس محتاج صبر والراجل مش صبور مع إن رمز الصبر طول عمره النبى أيوب وكمان التدريس محتاج حنية اتجاه الطفل والراجل مش حنون، الراجل تنين مجنح بيطلع دخان من قفاه! في فيلم “للرجال فقط” تم تناول الموضوع بشكل كوميدي لما الستات اضطروا يتنكروا كرجالة عشان يشتغلوا مهندسات في المواقع. مين اللى قرر الكلام ده؟ الأدوار المجتمعية اللي بنقوم بيها كرجالة وستات الموضوع ليس له أي علاقة بالقدرة البدنية أو العقلية.
في مرحلة في حياتي كنت بعين متخرجين عشان يشتغلوا “موظفين استقبال” في شركة. واتقدم للوظيفة طبعًا شباب وبنات (طبعًا الشباب بنسبة أقل جدًا لأنه قرر إنها وظيفة حريمي زي الشراب الفيليه كده). وبعد ما كلمت وقابلت وفلترت اخترت شاب وشابة كدة زي الورد ونبي ومؤهلين ومتحمسين بعدين بدأت الخناقة اللي كنت عاملة حسابها مع مدير الإدارة عشان قالي: “بس الريسبشن ده شغل للستات!” طبعًا كان عندي ردود كتير لو كنت قلتلها كنت اترفدت أو اتحولت للتحقيق فقولت: “إمسكي نفسك!” شرحتله إني كشخص موضوعي بتعامل مع مؤهلات وقدرات وإمكانيات ورغبة الإنسان نفسه في الشغل والتزامه بيه إنما الشخص ده يطلع راجل أو ست مش قضيتي. والشاب اتعين فعلًا وكان من أحسن الناس اللى اشتغلت معاهم.
طيب هل ده معناه إن كل الشغل ينفع للرجالة والستات في نفس الوقت؟
تصدق آه! الأزمة الحقيقية هي في المجتمع لأن لما أنا كنت بحاول أعين مهندسات مواقع بنات مكانتش المشكلة إن البنات مش عايزين أو الشركة مش عايزة. كانت المشكلة إن الموروث المجتمعي على مدى سنين خلى ١٠٠٪ من المهندسين في المواقع شباب وبالتالي هما بيتعاملوا كأنه مفيش بنات في الحياة وواخدين راحتهم والسكن كله مشترك بين الشباب وبعض وكان لازم يبقى فيه عدد منطقي من المهندسات ينزل للموقع في نفس الوقت عشان يكونوا منظومة دعم لبعض ومفيش واحدة منهم تحس إنها لوحدها.
إحنا مش عايشين في يوتوبيا وهيفضل فيه أشخاص كتير مصرين على وضع الرجالة في قوالب والستات في قوالب والأشخاص دول للأسف أغلبية وبيخلقوا نسيج المجتمع على مر السنين. لكن زي ما الناس دول موجودين أنا موجودة وبتكلم بالنيابة عن الإتش آر الطيب وبقولكم إننا لازم نفضل نحاول. أنا درست في كلية ألسن اللى كانت بنسبة ٩٥٪ بنات عشان البنات هما اللي هيطلعوا مدرسات. ومطلعتش مدرسة وماعملتش أي حاجة زي ما كان المفروض تتعمل وجربتها ونفعت معايا! الفكرة إني ماكنتش مستنية موافقة أي حد على قراراتي، عشان لو استنيت يبقى ده معناه إني بحط نفسي في قالب ومستنية ختم الجودة.
اللي عايزة أقوله للكل سواء كان شباب أو بنات، لسة متخرجين أو اشتغلوا كام سنة هو إنه عادي تبقى أي حاجة. الراجل شيف وكوافير وميك أب آرتيست ناجح جدًا وممكن يبقى أي حاجة بيحبها وشاطر فيها. والست طيار وتشيل أثقال في الألعاب الأولمبية وممكن تبقى أي حاجة تانية هي عايزاها برضه. مش محتاجين موافقة حد واللي بيتريق بيتريق من خيبته. عمري ما شفت حد ناجح وبيتريق لأن الناجح ماعندوش وقت يبص على غيره أصلًا.
من الإتش آر الطيب