انا اترفضت في وظائف كتير علشان أسباب شخصية مش علشان مؤهلاتي. لما بفتكر المقابلات اللي عملتها في الكام سنة اللي فاتوا بتصدم من كمية العنصرية اللي اتعرضتلها على مستوى الشركات . التفكير العقيم ده ورفض قبول الاختلاف بيحرم مؤسسات كتير من مواهب عظيمة. أنا فاكرة كويس في مقابلة شغل ليا اللي بيعملي المقابلة أول ما شفاني اتصدم وقالي “إيه ده إنتي محجبة!”
قبول الاختلاف مش بس علامة على التحضر، لكن كمان بيحط اي شركة في أول خطوات النجاح. شفت سيناريوهات في مجتمعنا الستات بيتعرضوا لعنصرية وتفرقة لمجرد إنهم ستات! كنت في إنترفيو مرة، في شركة كبيرة، وبدل ما يسألوني عن مؤهلاتي وقدراتي وخبراتي الاتش أر فضل يسألني عن ولادي وهاعمل إيه فيهم لو اتأخرت في الشغل، ولو أنا شايفة إن “وضعي الحالي” ممكن “يسمحلي” أقوم بوظيفة كبيرة زي دي. وفي إنترفيو تانية في شركة مالتي ناشونال من كام سنة قبل ما أخلف، الاتش أر سألني لو أنا “ناوية” على الخلفة قريب. غريبة أوي إزاي حياتك الشخصية والجنسية بتتحط على الترابيزة في مقابللات الشغل بس لمجرد إنك ست.
الموضوع ماوقفش عند التفرقة الجنسية أو الدينية؛ ده كمان وصل لحالتك الاجتماعية. افتكرت في يوم من الأيام، كنت بعمل إنترفيو لست مناسبة جدا للوظيفة ومؤهلاتها قوية جداً. بس المدير التوظيفي ماكانش متحمسلها أوي علشان مطلقة.
رديت عليه بطريقة أبعد ما تكون عن الاحترافية، والتحضر واللباقة. سألته عنه مؤهلاتها وإيه اللي تقدر تقدمه للشركة ولو هي تقدر تيجي الشغل كل يوم وتعمل الشغل المطلوب منها وزيادة، فقالي أيوة. فقلتلته، “أنا عارفة إنك راجل متحضر، وإنك ماقصدتش اللي انت قلته عنها. هي المفروض يجيلها عرض الشغل النهاردة، وعرض مغري جداً كمان ماترفضهوش، لانها تستاهل.”
شفتوا؟ إحنا كلنا علينا مسؤولية إننا نقبل الاختلاف في مجتمع الشغل علشان دي الطريقة الوحيدة اللي نقدر يبقى عندنا بيها موظفين أقوياء وشاطرين مش –برغم اختلافهم- لكن بسبب اختلافهم. كموظفة وكست، هافضل دائماً أدي الاولوية للاختلاف وهادعم القررات اللي هاتتاخد في صالح الاختلاف لان ده الفرق بين الناس اللي بتفكر لقدام وبين المؤسسات.