بقالى فترة بعند مع نفسى وبقول إني كويسة. اتعودت إن أنا الشخص اللى أغلب الناس اللى حواليه بيعتمدوا عليه ودايمًا في توقعات عالية مني. نظرية إن الشخص غير المسؤول مينفعش نحّمله فوق طاقته أو نحّمله أي حاجة أصلًا والشخص اللي بنعرف نعتمد عليه نشّيله شيلته وشيلة غيره بالمرة… بس في يوم إكتشفت إنى مش هقدر أعند مع نفسي أكتر من كدة وأقول سوري. مش مهم إيه الحدث اللي حصل اليوم ده ولكن المهم هو رد فعلي للحدث اللي كان مليء بالعياط والحزن المبالغ فيه لأن الموضوع نفسه مكنش حاجة كبيرة.
القشة
بس دي كانت القشة اللي قسمت ضهر السرير…قصدى البعير! جالي إحساس غريب بقاومه من فترة وهو إحساس إني مش قادرة! عارفين عادل إمام لما بييجى في أفلامه منغير أي سبب يشتم الناس ويشتمهم ويعدي عليهم واحد واحد يديهم بالقفا وكلهم مبتسمين ومفيش حد مندهش؟ أنا حسيت إني بمر باللحظة دي بس لو شتمتهم هيشتموني ولو ضربتهم بالقفا هيجرجروني على القسم!
إيه اللي خلاني أجيب أخري بقى؟ مش الضغوط تخيلوا؟
اللي وصلني للنقطة دي إني حسيت إني حاولت أحط نفسي في قالب مش بتاعي!
وكل شوية الظروف تحاول تزقني في القالب ده وأنا أحاول أتسرسب من الناحية التانية من غير ما حد ياخد باله. بدأت أحس إني شخص غريب ووحيد. والوحدة هنا مش معناها إني لوحدي خالص وإنما هي وحدتي مع أفكاري ومشاعري وأهدافي، وحدة الشعور إن مفيش حد فاهم أو حاسس باللي بعدي بيه عشان مشوارنا مختلف تمامًا عن بعض والناس القريبين من قلبي اللي مشوارهم شبه مشوارى بعاد أوي عني.
العزلة الاختيارية
مكنش في حل بنسبالى غير إني أبعد لأني اكتشفت إن أغلى حاجة بالنسبالى هي سلامي النفسي لأن بدونه سلامي العقلي والعاطفي في خطر!
فّضلت العزلة الاختيارية عن المخالطة الاجبارية اللي ملهاش أي معنى أو هدف. وبقولك إن إنتي كمان ممكن جدًا تعملي كدة طالما أنا عرفت أعملها يبقى أي حد ممكن جدًا يعملها! بلاش تقبلي إنك تبقى حوالين ناس أقل منك وإوعى تفتكرى إن “أقل” هنا بمعناها السطحي التافه اللى بيتكلم عن المادة والمظاهر! لأ، اتعرفى على الناس كلها بس الدايرة القريبة لازم ولابد يكون في بينكو خطوط تواصل على المستوى العقلي والفكري والثقافي عشان مش من حق أي حد إنه ييجي يقولك إنك غاوية فلسفة أو بتعقدى المواضيع. لو بتقرى اعرفي ناس بيحبوا القراية واتكلموا في الكتب.
الاختلاف مش عيب والله. وفي كتاب جميل جدًا طرح الموضوع ده اسمه Girl Stop Apologizing.
بيتكلم ببساطة عن إن لو أي واحدة ست إضطرت تداري على شخصيتها وانجازاتها عشان متبقاش مستفزة لبعض الناس يبقى هي في وسط الناس الغلط! والفرق واضح بين إني أبين نفسى والفشخرة لا سمح الله قبل ما حد يطلع يقولي مش المفروض الناس يتنططوا على بعض ده مفهوم لكن برضو مش هعمل نفسى فازة ولا كرسي عشان أبقى مقبولة لبعض الناس أنا مش هغّير نفسي أنا هغّير الناس بناس تانية!
خليكي على طبيعتك وخصوصًا لو ده هيسبب عدم راحة لبعض الناس. لأن تأكدي إنك لو لعبتي دور مش بتاعك احتمال تعجبي الناس كلها بس مش هتعجبي نفسك. بس لو عملتي وقلتي اللي مقتنعة بيه، هتفضل حواليكي الناس اللي فعلًا ممكن يبقوا صحبة العمر.
أنا ريجينا عنانى لايف كوتش وبركز أكتر على مواضيع اللايف ستايل والكاريير.
أنا من HR الطيبيين وإشتغلت في شركات مختلفة جوّة وبرة مصر. عندي إدمان للكتب وشرب القهوة! أنا بحب أقدم محتوى مختلف مبنى على خبرتي.
إيه أكتر حاجة نفسي فيها؟ نفسي أشوف ستات اكتر فى مناصب مؤثرة وعندهم فرص لامتناهية في النمو والنجاح.