مكتبة عبد الظاهر تجمع ما بين التقاليد والإبداع

في قلب شوارع القاهرة، تتألق جوهرة تاريخية وثقافية وهي مكتبة عبد الظاهر، واللي بتشتهر بحرفة تجليد الكتب بالطريقةاليدوية، وهي حرفة تراثية بدأت في الصين وتطورت بشكل كبير في مصر، وكانت من أوائل المكتبات اللي بتشتغل في تجليد الكتب في حي الأزهر.

مكتبة عبد الظاهر

ومكتبة عبد الظاهر هي المكتبة الوحيدة في مصر اللي لسه بتمارس التجليد على الطريقة اليدوية وبدأت من سنة ١٩٣٦ على إيد صاحبها والحرفي البارع عبد الظاهر، واللي ارتبط اسمه بالتقاليد القديمة لفن تجليد الكتب. فأحيت مكتبة عبد الظاهر بالمهارات الفنية والحرفية الفنون القديمة وخلتها جزء من التجربة الثقافية الحديثة.

وبتختلف مراحل التجليد اليدوي للكتب عن مراحل التجليد اللي بتعتمد على آلات صناعية، بتبدأ أول مراحل التجليد بخياطة الكتاب وبعدها لزق البطانة وبعدها قص الكتاب؛ ومن هنا بيدخل الكتاب مرحلته الأخيرة وهي مرحلة تجليده وتطعيمه بالهامش الذهبي، وآخر حاجة هي إضافة اسم المؤلف وعنوان الكتاب، وبعد انتهاء المرحلة دي بيكون الكتاب جاهز يستلمه صاحبه من المكتبة.

مكتبة عبد الظاهر

وتتميز مكتبة عبد الظاهر بتشكيلة واسعة من الكتب النادرة والمميزة، واللي بتتنوع ما بين الأعمال الأدبية الكلاسيكية للكتب الفنية والتاريخية، وأغلب زباين مكتبة عبد الظاهر من الأجانب في مصر والمصريين اللي بيقدَّروا أهمية الحرفة التراثية.

ومن أكبر المشاكل اللي بتواجه المكتبة هي ارتفاع تكلفة التجليد اليدوي عن التجليد الصناعي، ولكن الزيادة في السعر بتنعكس في جودة الكتاب المصنوع يدويًا. والمشكلة التانية إنه مفيش قطع غيار للآلات اللي بيرجع تاريخها للستينيات وحتى لو تواجدت قطع الغيار برا مصر فمش بتكون بنفس جودة القطع الأصلية ومش بتستحمل لفترة طويلة. والمشكلة الأكبر اللي بتمر بيها مكتبة عبد الظاهر هي نقص العمالة زي اللي بتمر بيه أي حرفة تراثية، وخصوصًا إنها متخصصة في حرفة نادرة زي تجليد الكتب يدويًا، واللي بيصعَّب وجود عمالة كمان هو عملية تدريب الحرفيين اللي بتحتاج فترة طويلة لتعلم الحرفة وإتقانها بكامل تفاصيلها وممكن توصل لمدة ثلاث سنوات. وزي أي حرفة تراثية، بتعاني حرفة التجليد من خطر الانقراض.

مكتبة عبد الظاهر مش بس بتشتغل في تجليد الكتب، ولكن أضافت أنشطة جديدة زي ترميم الكتب، وعمل أچندات أو “Notebooks”، وتصنيع دفاتر من الورق البردي والورق القديم. ومن أهم الكتب اللي مكتبة عبد الظاهر رممتها كتاب “وصف مصر”، وجلدت المكتبة كتب مهمة زي كتاب البخاري وصحيح مسلم.

No Comments Yet

Leave a Reply

Your email address will not be published.

 

FOLLOW US ON

Anniversairy CampaignWhat Women Want 16th Anniversary