مؤسسة بناتي: تمكين بنات الشارع

ترجمة: نوران العشري

“من جوانا، مش بنحس ان في فرق بينهم وبين ولادنا. هما محتاجين حب غير مشروط وتقبل.” 

 

الاحتياج لمنظمة تحمي البنات من الشوارع كان السبب في ان مجموعة من الناس من خلفيات مختلفة اتجمعوا على  شغف واحد هو تحسين المستوى المعيشي للأطفال وبالأخص البنات اللي بتعيش في شوارع القاهرة. دي قصة بداية تأسيس منظمة بناتي سنة 2009. احنا اتكلمنا مع طبيبة الأطفال والمؤسِسة المُلهمة، هنا أبو الغار، عشان تحكيلنا أكتر عن بناتي، ونظرة الناس لأطفال الشوارع وحاجات تانية. 

 

إيه أول حاجة خلتك عايزة تبدأي بناتي؟ 

حسينا إن مجتمعنا محتاج منظمة تحمي حقوق البنات لأن الجمعيات القليلة اللي بتساعد أطفال الشوارع بتشتغل مع الولاد. عدد أطفال الشوارع بيزيد وسنهم بيقل ونسبة البنات للأولاد تقريبًا النص. مجرد ما البنت بتجيلها فرصة لإعادة التأهيل، بيبقى من الصعب جدًا دمجها في المجتمع لأنها بتبقى شايلة وصمة الشارع. 

 

هل مجال تنمية المجتمع مختلف دلوقتي عن أول ما بناتي اتأسست في 2010؟ وازاي؟ 

مجال التنمية اتطور كتير في العشرين سنة اللي فاتوا وبالذات في العشر سنين الأخيرة. بقى في وعي أكتر بوجود أطفال في الشارع وبقى في حركة قوية بين الشباب للتطوع والمساعدة بأي شكل. المتبرعين سواء أفراد أو مؤسسات عالمية أو محلية بقوا مستعدين يستثمروا في إعادة تأهيل ودمج البنات. من غيرهم مكناش هنعرف نكبر. دي خطوة كبيرة في موضوع أطفال الشوارع اللي كان بيتشاف بطريقة سلبية من عشرين سنة وكان المتبرعين بيفضلوا التبرع للأيتام. 

 

ممكن تحكيلنا أكتر عن الطرق المختلفة اللي بتاخدها بناتي لحماية البنات من الشارع وازاي بتعالج الموضوع بشكل عام على المستوى المجتمعي؟ 

احنا بنشتغل على برنامج من أربع مراحل ومركز استقبال في القاهرة القديمة مع فريق توعية بيلف في القاهرة كلها في أماكن تجمع الأطفال. في الشارع، بنوفر للأطفال أكل ولبس وإسعافات أولية ودعم نفسي واجتماعي. بنعزم البنات اللي بتقضي وقت طويل في الشارع لمركز الاستقبال عشان نقدم لهم خدمات ودعم أكتر وبعدين بنحولهم للدار الأساسي مع 200 بنت تانيين لتقديم محتوى تعليمي وتأهيل نفسي واجتماعي وورش عمل. في حالة وجود صدمة نفسية شديدة، بيتم تحويل البنت لمركز إمبابة للتركيز على الصحة النفسية. المرحلة الأخيرة هي الدمج الاجتماعي مع فرد من العيلة والمتابعة الجيدة. البنات الكبيرة بنشجعهم يلاقوا وظيفة وياخدوا أعلى شهادة تعليمية ممكنة. بعد كدة، ممكن تقعد في شقة مع صحابها في منطقة قريبة ويبقى في إشراف عليها من فريق الدعم الاجتماعي. 

 

فكرة انك بنت -ومعظم فريق العمل بنات- وبتشتغلى على مشروع لتنمية المجتمع دي أثرت بالسلب ولا الإيجاب على إنشاء بناتي؟ 

بما إننا شغالين مع بنات، فمعظم الموظفين ستات وبنات بيقوموا بدور الأم أو الأخت للبنات دي وفي رجالة بيقوموا بدور الأب للبنات. احنا بنأكد دايمًا على أهمية التوازن في نوع الموظفين في كل الأقسام. في مشرفات واخصائيات نفسيين بيشتغلوا معانا وعندهم نسبة شجاعة عالية. بيقوموا بشغلهم بالليل وفي الشارع وفي الغالب بيبقى معاهم زملاء رجالة في حالة وجود ظروف صعبة أو خطر. 

 

بناءً على خبرتك مع البنات والستات اللي عاشوا في الشارع، إيه المواضيع المُلحة اللي بيواجهوها في حياتهم اليومية؟

السبب الأساسي للهروب من البيت هو الإساءة، ومع إنه مرتبط بالفقر، هو مرتبط أكتر بتفكك الأسرة، الطلاق، موت الأب أو الأم، وبنسبة كبيرة الانتقال من الريف للعشوائيات وغياب دعم العيلة. العمل على تنمية العشوائيات في مصر هيقلل من نسبة الحالات الجديدة للأطفال في الشارع. 

 

إيه اللي اتغير في شخصيتك من ساعة ما أسستي بناتي؟ أو إيه تأثير بناتي عليكي؟

لما بتكلم مع صحابي في الفريق واللي مشيوا طريق بناتي معايا من زمان زي منى فايق، إيمان اسكندر، عدلي توما، ريحان البشاري ، أ/ يسرية لوزة ساويرس، أ/سحر السلاب -كلهم بارزين في مجالات عملهم- كلنا بنحس إن بناتي نعمة في حياتنا. احنا قابلنا ناس جميلة من خلفيات اجتماعية وتعليمية مختلفة. شفنا بنات بتواجه خوفها وقلقها وآلامها وبيوصلوا لحاجات عظيمة. مش كل بنت هتتتخلى تمامًا عن ماضيها، بس كل يوم بناتي بتساعدهم ياخدوا خطوة لقدام. اننا نشوف ابتسامتهم ونحس بحضنهم دي أجمل هدية ممكن تجيلنا. 

 

إيه توقعاتك المستقبلية لبناتي؟

نفسنا ننمي برنامج إدارة الحالات بتاع بناتي، عشان نقدر نفصّل البرنامج التأهيلي على احتياجات كل بنت بما فيها التعليم والدعم النفسي، والتأهيل الاجتماعي. عايزين نشتغل على زيادة الوعي بالسبب اللي بيخلي الأولاد تعيش في الشارع، مش هم اللي اختاروا الحياة دي ومش المفروض يتحاسبوا عليها. هم محتاجين حب غير مشروط وتقبل. وأخر حاجة، محتاجين نشتغل على المنح اللي هتساعد على الاستقرار المالي اللي يخلي المؤسسة تستمر.

No Comments Yet

Leave a Reply

Your email address will not be published.