عمالة الأطفال، الجريمة التي لا يعاقب عليها القانون

الإتجار بالبشر، شكل متطور من تجارة العبيد زمان؛ هي تجارة غير مشروعة هدفها تشغيل، والتربّح، والمتاجرة جنسياً بالبشر، غالباً بتنحصر في الستات والأطفال، وبتندرج تحتها “عمالة الأطفال”.

عمالة الأطفال هي تشغيل الأطفال تحت السن في وظائف إعتيادية أو ممنوعة. الأطفال من سن 4 سنين بيكونوا مجبرين يشتغلوا في وظائف هما مش مهيأيين ليها نفسياً أو جسدياً. بنلاقي عمالة الأطفال في كل مكان في الشوارع وفي البيوت؛ زي الشغل في ورش العربيات، أو في البنزينات يمسح إزاز العربية، أو سايس قدام السوبر ماركت، أو نجار، أو عامل نظافة، أو في المزارع أو في البيوت كخدم، وكمان بيشتغلوا في مصانع الحديد والجلود والملابس في المدن الصناعية.

السبب ورا الظاهرة دي هو الفقر، معظم العائلات الفقيرة بيخلّفوا أعداد كبيرة من الأطفال لسبب واحد بس وهو إنهم يشغلوهم علشان يجيبولهم فلوس، كل ما كان عندك أطفال أكتر كل ما الفلوس اللي بتدخلك في الشهر كانت أعلى، أهاليهم مابيهتموش يعيشوهم بشكل أفضل، ولا يوفرلهم مستوى مادي أحسن أو يعلموهم تعليم كويس، كل اللي بيهمهم هو الفلوس اللي تقدر الأطفال دي تجيبها من أي وظيفة مهما كانت مشروعة أو لأ. مفيش أسرة بتهتم بمعاناة الطفل ده أو بفقدانه لطفولته وبرائته وإرهاقه وتحمله المسؤولية من سن صغير، مفيش أسرة بتفكر في الأثر السلبي والتشوه النفسي اللي الطفل بيحسه من إجباره على الشغل.

الأرقام والإحصائيات بتثبت إن عمالة الأطفال مالهاش تأثير سلبي على المجتمع، بالعكس دي أحياناً بتبقى عامل مهم في دوران العجلة الاقتصادية، لإنها بتساعد أصحاب المحلات والورش وغيرهم إنهم يوفروا فلوس أكتر ينعشوا بيها الاقتصاد، وتشغيل الطفل بيبقى أفضل من غيره، لإنه سهل السيطرة عليه، مطيع، بيسمع الكلام، وبياخد فلوس أقل.

وبجانب التشغيل، في أُسر بتبيع بناتها لأي راجل جاي من برا وخصوصاً من دول الخليج، وبيجوزوهم جواز “مؤقت” بيبقى لمدة أسابيع وبعد كدة البنت مابتشوفش الراجل اللي اتجوزته تاني، وممكن تحمل؛ لكن بعد كدة بترجع تشتغل أي شغل يجيب لأهلها فلوس زي ما كانت. الموضوع ده يعتبر تجارة وليها مقاولين زي مقاولين البورصة والعقارات وفي عائلات ده بيكون مصدر دخلهم الأساسي.

عمالة الأطفال مشكلة كبيرة وصعب التخلص منها، وفي أطراف كتير بيستفيدوا منها، المتضرر الوحيد هو الطفل اللي بيفقد برائته، وحقوقه في عيش حياة كريمة، مابيتعلمش، بيتحمل مسؤولية هو مش قدها، وبيعرض نفسها لمخاطر كتير ممكن توصل للموت؛ فبيتحول لشخص ناضج قبل ما يكمل العشر سنين، وبتتكون جواه عُقد ومشاكل نفسية فبيلجأ للسرقة والتحرش والبلطجة، لإنه من البداية ماحدش احترم طفولته، ولا حد ساعده يخرج من معاناته.

كلنا لينا دور في زيادة نسبة عمالة الأطفال، أو في التخلص منها. دورك هو إنك بدل ما تخلي طفل يجي ياخد لبسك للمغسلة تروح إنت تودي لبسك بنفسك، ماتدخليش السباك لو معاه طفل صغير بيشغله، ولا تخلي الست اللي هاتنضفلك البيت تشغّل بنتها الصغيرة معاها، ماتديش للأطفال في الشارع أي فلوس، ولو لازم تديهم حاجة إديهم أكل أو لبس أو حتى لعبة ينبسطوا بيها.

يمكن دورنا في التغيير بسيط، لكن أكيد هايكون مؤثر لو كلنا وعّينا بعض وبدأنا بنفسنا، هانقدر نوقف عمالة الأطفال ونساعد في حماية طفولتهم وتوفير حياة كريمة ليهم.

كتبت: يسرا بدر

ترجمة: تسنيم عبدالله

 

No Comments Yet

Leave a Reply

Your email address will not be published.

 

FOLLOW US ON

Anniversairy CampaignWhat Women Want 16th Anniversary