حوار: علياء سليمان
في مسلسلات بتفضل معلمة فينا وبتخلينا نحس إن الشخصيات شبه ناس بنقابلهم و إن القصة من واقع حياتنا ومجتمعنا..خصوصاً لما يكون في إبداع وفكرة قوية.من المسلسلات دي مسلسل بنت اسمها ذات، وسجن النسا، وتحت السيطرة؛كل دول أعمال الكاتبة المبدعة مريم نعوم، اللي بتقدر بكل سلاسة تعرض وتبروز شخصيات نسائية بصدق وواقعية وجمال يخلينا ماننساهمش أبداً كل سنة.
اتكلمنا مع مريم نعوم بعد مسلسلها زي الشمس في رمضان السنة دي، اللي حقق نجاح كبير جداً وخلي الناس اتكلم عنه يومياً على السوشيال ميديا وخلي ناس كتير مشدودة للأحداث وبتتأثر بيها جداً.
- إيه الرسالة اللي كنتي عايزة توصليها في زي الشمس؟
زي الشمس كان محاولة لسرد فكرة مقبولة وموجودة في مجتمع آخر، وإزاي لما تتحط في المجتمع عندنا تفضل عندها نفس القبول بس في نفس الوقت تاخد حاجات من مجتمعنا أقدرافتح بيها مجال للنقاش في حاجات ممكن تكون مش مطروحة أوي للنقاش، ، لما بقت موجودة في مصر غير المعتاد وبالتالي هي نموذج غير مقبول ومرفوض وبيصدر عليه أحكام طول الوقت من كل الناس اللي حواليها، ودي أكتر حاجة استوقفتني.
بدأت اشتغل على الشخصية وازاي فريدة دي مختلفة وبالتالي غير مقبولة لانها مختلفة فاصبحت محطوطة في الخانة بتاعة “شمال” مع انها مش كدة، الفكرة انها مختلفة واختيارتها مختلفة وظروفها دفعتها لحاجات هي مش بالضرورة تكون عايزة الاختيارات دي.
ودي أكتر حاجة أنا كان نفسي اشتغل عليها في الموضوع انه ازاي احنا بنحكم على الناس من برا، عندنا أحكام مسبقة على أنماط البني ادمين وبنبتدي نحطهم في خانات ونبتدي نحكم عليهم وده الجدل اللي كان نفسي يتفتح حوالين الشخصية
في ناس فهمت ده على السوشيال ميديا فكرة تقبل الاخر واختلافه وفي ناس حطيتها على طول في خانة البنت الشمال.
- هل شخصية فريدة لو كانت راجل كانت هاتلاقي نفس ردود الأفعال دي؟
لا كان هايبقى عادي، بدليل عمر اللي كان خاطب وفي نفس الوقت على علاقة بأخت خطيبته بعدين خطب واحدة تانية بعدين سابها ورجع للأخت وعمال يتنقل من ست لست وده ماستوقفش الناس أوي، ماوقفوش عند فكرة تعدد علاقات عمر.
- الماستر سين اللي نور بتكتشف فيه الخيانة، قلب الدنيا على السوشيال ميديا وأثر في الناس جداً، خصوصا من زعلها وغضبها لاعتذارها واحساسها بالذنب، وده بيرجعنا لفكرة لوم الست على الخيانة، كنتي حابة توصلي إيه في المشهد ده؟
فكرة جلد الذات، لما أبقى مش قادرة أكسب المعركة باللوم فأقلب الآية على نفسي علشان فأحاول أكسبها بمنطق تاني وهو إني غلطانة سامحني، ودي طريقة دفاع وضعف وعدم قدرة على المواجهة، وده بيحصل كتير برضه. وأعتقد أن في أجيال كاملة اتربت على الفكرة دي، إن دائما الغلطة على الطرف الأضعف، اللي هو الست.
- إيه رأيك في الإعلام الإيجابي اللي بيحاول يلغي فكرة لوم الست على الخيانة؟ وهل ده بيساعد في تغيير فكر الناس؟
في رأيي لسة محتاجين أكتر، لإن في شرائح معينة من المجتمع منفتحة وقادرة تشوف أكتر وعندها وعي أكتر، بس في الشريحة الأكبر ما زالت تحت تأثير نفس الأفكار وسجناء جواها، ولما الست جوا المجتمع ده تحاول تتمرد بيبقى الضغط عليها أكبر بكتير.
- نور وعمر يعتبروا مثال للعلاقة الغير صحية، إيه الرسالة اللي كنتي حابة تقدميها من خلال العلاقة دي؟
وأنا ببني الشخصيات بحب دائماً اخليهم أقرب للواقع، والشخصيات لمست الناس لإنهم جايين من قلب المجتمع، وشبه قصص ناس كتير. نور شخصيتها مهما تحاول تبعد بتلاقي نفسها بتقرب تاني، وعُمر كان متحكم فيها جداً كأنها خاتم في صباعه، وبتدرك متأخر جداً إن دي علاقة مش نافعة، بعد 13 سنة.
- متعتينا في البطولات النسائية اللي عمرنا ما هاننساها زي سجن النسا وذات وتحت السيطرة، إيه اللي شدّك وألهمك في تبدأي تشاركي في صناعة المسلسلات والسينما بالشكل المختلف ده؟
أنا بتشد للنوع الاجتماعي الواقعي، والأعمال اللي بتخليني أفكر وأندمج معاهم واسأل نفسي هي الناس دي بتفكر أو بتتصرف كدة ليه. وده ساعدني في شغلي بعد كدة، وكمان أنا بركز في التفاصيل في الشارع وده طول الوقت واخد حيز من اهتمامي، وده اترجم في الشغل بس من غير قصد؛ ماكنتش اعرف إني هاختار النوع ده من الأعمال، أنا بدأت أشتغل ولقيت إن النوع ده اللي شادني، بدأت أركز على المجتمع وعلى الأمومة.
- هل إنتي وفريق العمل وانتوا بتشتغلوا على المسلسل بتبقوا عارفين إن في حاجات معينة هاتلاقي ردود أفعال كبيرة، ولا بتبقوا سايبين الموضوع للصدفة؟
في المسلسلات اللي قبل كدة كان في مشاهد معينة وأنا بكتبها كنت ببقى شخصياً متأثرة جداً، وبالتالي كنت حاسة إن لو أنا لامسني المشهد بالشكل ده فطبيعي إنه يلمس بني آدمين تانيين فأنا مش بكتبه من برايا. في حاجات ببقى أنا كتباها في حاجات من خلال الورشة، أي كاتب في الآخر بيبقى عنده نظرة واحساس المشهد اللي بيكتبه؛ لو أنا كتبت مشهد وعيطني فهو أكيد بعد ما يتمثل ويتحطله موسيقى ويتمنتج فأكيد هايبقى قوي.
تحديداً الحلقة الثالثة في زي الشمس أنا كنت متوقعة إن هي هاتلمس جداً مع الناس، ماكنتش متوقعة نجاح المسلسل كله بالشكل ده بس الحلقة دي تحديداً كنت بقولهم في الورشة هاتفرق مع الناس جداً لإنها هاتخليهم يفكروا ويقفوا وقفة مع نفسهم.
- احكيلنا أكتر عن الورشة، وطبيعتها وإيه اللي بيتعمل فيها؟
لو هانتكلم عن زي الشمس اشتغلنا عليه كنّا مجموعة كبيرة، عادةً الورشة بتبقى أصغرمن كدة. وحاولنا على قد ما نقدر إن كل حد مسته شخصية معينة أو حس بقرب تجاه شخصية يحاول يشتغل عليها علشان يبقى كلنا قريبين للشخصيات والحدوتة. كتابة السيناريو: نجلاء الحديني، حوار: دينا نجم، سمر عبدالناصر، مجدي أمين، محمد هشام عبية؛ تطوير الشخصيات: سارة لطفي. وإشراف عام: مريم نعوم.
- الستات أخيراً بدأوا يأخذوا أدوار أكثر قوة ومحورية في الدراما والسينما المصرية، في رأيك إزاي نقدر نحافظ ونزوّد الأدوار دي؟
أنا بشوف إن أي موضوع بيعرض حاجة عن الستات، لازم يتم التعامل معاه بطريقة حقيقية وصادقة جداً، مش كأنها قصة عادية وخلاص. لو ده حصل هانقدر نحقق الهدف ده. هانقدر نوّصل واقعية الموقف، من غير إضافات مابتعكسش الواقع. المصداقية والواقعية في الشخصيات والقصة هي المفتاح!
أنا اتفرجت على مسلسل زي الشمس و عجبني جدا، خصوصا شخصية فريدة و ده نفس السبب اللي خلاني أتوقف عند طريقة موتها ، شخصيا حسيت و قد أكون على خطأ، إن الكاتب بيحاول يوصل فكرة ” دي نهاية اللي هتعمل زي فريدة”.