حكاية صفاء عسران بدأت في ٢٠١٣ في قرية دشنا في قنا. صفاء عسران قررت ساعتها تحضر جلسة صلح لتار وكل الناس ساعتها قالتلها إن دي حاجة هي مينفعش تعملها عشان هي بنت. بس صفاء عسران كانت عايزة تعمل كده عشان هي شافت التار قد إيه بيأثر على كل أهلها وبلدها في الصعيد وكان نفسها تعمل حاجة عشان تغير ده. ومن ساعة حضورها لليوم ده وهي قررت تتجه للمصالحات الثأرية. ومن هنا بدأت صفاء عسران مبادرة درع التسامح لصعيد بلا ثأر.
قعدنا مع صفاء عسران عشان نعرف أكتر عن مبادرتها وعشان نتعرف على “قاضية الصعيد”
صفاء عسران “قاضية الصعيد”، احكيلنا باختصار ايه هي مبادرتك بالظبط؟
الهدف للمبادرة هو تقديم درع التسامح صعيد بلاثأر بجانب الكفن كي يقبل الشباب الكفن وكسر حاجز المعايرات ولأول مرة في تاريخ الصعيد يسلم درع بجانب الكفن. استقبل الأهالي الدرع بكل حب وترحاب لأن الدرع يحمل اسم قامات كبيرة في مصر يحمل اسم وزير الشباب والرياضة ويحمل اسم مفتي الديار المصريه السابق ويحمل اسم وزير التنمية المحلية ومؤسسة مصر الخير العظيمة. درع التسامح كان سبب في طفرة نجاحات كبيره في مصالحات الثأر في الصعيد وجعل الشباب تقدم علي استلام الكفن
درع التسامح بجانب الكفن في حالات عدم التساوي في الدم وهو بديل الكفن في حالات التساوي في الدم
احكيلنا شوية عن خلفيتك، الطريق اللي وصلك للمكان اللي انت فيه دلوقتي.
حياتي حياة في أسرة متوسطة في قرية ريفية. أنا أوائل البنات اللي حصلت علي التعليم الجامعي في قريتي. كان الأهل في البداية يمنعوا ذهاب البنات لمحافظات مختلفة للتعليم ولكن الإرادة والعزيمة تحكمت في تكملة دراستي الجامعية. حصلت على ماجستير اداب اعلام وحاصلة علي شهادة التويڤيل لتكملتي للماجستير إعلام ولكن ضغط عملي في قضايا الثأر من جعلني اتراجع لفترة معينة عن تكملة تعليمي
دراستي للاعلام كانت مدخل في البداية بحضوري اول صلح في ٢.١٣ وكان من الصعب جداً جداً وجود الفتيات في مصالحات الثأر.
ايه اللي خلاكي تاخدي قرار انك تبادري بإنهاء و حل خصومات الثار، خصوصًا إن دي حاجة فشل فيها كتير قبل كده؟
الثأر أخذ زهرة شبابنا. الثأر أكل الأخضر واليابس في الصعيد. الثأر أخذ شباب ليس لهم ذنب.
من خلال حضوري كل جلسات الصلح وأصبحت جزء كبير من أي صلح ثأر أصبح شكلي مقبول الناس ومحبوبه من الجميع بدأت الأهالي تدعيني للتدخل في إنهاء قضايا الثأر وبالفعل نجحت في حل الكثير من قضايا الثأر والدم. أما فكرة درع التسامح جاءت حينما كنت أقنع الأهالي في استلام الكفن كان يرفضون استلام الكفن من هنا خرجت بفكرة درع التسامح برعاية الدولة ومؤسساتها ونجحت الفكرة نجاح كبير والدرع يسلم لرجال المصالحات.
بالنسبة للقضايا اللي حليتيها لحد النهاردة، متفتكريش ايه اصعب قضية واجهتك؟
حينما كنت أنهي ثأر في المنيا حدث موقف صعب الساعة ١٢ في منتصف الليل في الشتاء. وكوني بنت وبيني وبين محافظتي ٧ ساعات سفر وأنا خارجه بالأطراف من مركز الشرطة والأطراف من المستحيل يتقابلوا غير يوم الصلح الكبير فضلت اهمس في اذن ولي الدم ارجع ارجع ولكن حلفوا الاثنين ليخرجوا معي لتوصيلي علي المحطة ولازم نوصلك قنا انتي بنت وصلنا للمحطة ١ بالليل وللأسف لايوجد قطار.
انتظرت كتير علي المحطة وانا برتعش من شدة البرد ومش عاملة حسابي في هدومي ومتقلة ملابس ولي الدم قلع الجاكت الشتوي له وقلي روحي بيه وهاتهولي يوم الصلح الكبير ولم يرتاح لي بال غير بعد تأكدي من وصوله بالسلامة خوفاً عليه من الأخذ بالثأر.
تفتكري إزاي ممكن عقلية الثار والانتقام دي تتغير من الجذر؟
اقتراحاتي من خلال الدراما وتكون من الواقع الحقيقي وأنا معي مؤلف عن الثأر وعلاجه في تغير لمفاهيم كبيره ولو وصل لمنتج المسلسل هيوفر علي الدولة مليارات المسلسل من الواقع المؤلم مع العلاج ايضا من خلال وسائل الإعلام
هل كونك بنت في مجتمع مش بس شرقي لا كمان صعيدي خلاكي تترددي انك تاخدي المبادرة دي من الأول؟
لا لم أتردد لأني الفتاة وسيدات مصر راهن عليهم الرئيس السيسى أنهم قادرون وأنا بعتبر نفسي بنت بميت راجل
ايه كان رد فعل أهلك و المجتمع حواليكي لما بدأتي في مبادرتك؟
أهلي والمجتمع شجعوني لما شافوا فيه حبي لحقن الدماء ونشر التسامح وشفوني خلال السنوات الماضية بضيف لاي صلح ثأر في الصعيد
طيب بما إننا تطرقنا لكونك بنت، ايه الصعوبات اللي بتواجهك في اللي بتعمليه بسبب ده؟ و في المقابل هل فيه أي مميزات لكونك “قاضية الصعيد”؟
في السفر والأرق إلي محافظات أخري وكوني بنت أكيد في صعوبات كتير لكن الخير في النهايات ينتصر ويستمر واستمراري على نفس العمل هو اللي نجح مبادرتي وجعلها جوهرة المصالحات.
كمميزات، أعجبت الحكومة المصرية بمبادرتي علشان فريدة وحديثة من نوعها في علاج الثأر وكوني كمان بنت وقاضية عرفية
إيه خططتك للمستقبل؟ ازاي حاجة زي مبادرتك ممكن تنتشر على نطاق أوسع؟
أتمني مقابلة الرئيس السيسي وبكده بنقول للعالم كله عن مبادرة درع التسامح صعيد بلاثأر وهتكبر المبادرة أكثر وأكثر لما رئيس دولة ينظر لها شخصيًا.