وفى سنة 2022 تبقى الأزمة الكبرى للمجتمع اللى إحنا عايشين فيه إنه يحاول يهضم فكرة الأم اللى بتشتغل! فى جزء فيا مش عايز يصدق إن ده مستوى التفكير من ناس كتير وخصوصًا بقى لو أم و شغلانة فى قطاع خاص مجهدة ومتعبة ومليانة ضغوط وهلك.
الشغل والبيت
افتكرت لما كنت فى فرح وببارك للعريس وسمعته بيتكلم مع حد من المعازيم اللى شايلين سرفيس الديك الرومى وبيجروا بيه
وبيقولهم بكل ألاطة: “ماهو لو الشغل آثر على البيت هى أكيد هتسيب الشغل إحنا متفقين على كدة!”
أنا عندى ليك فكرة جميلة أوى جربها هتنفع معاك…
متتجوز واحدة مش بتشتغل عادى يعنى مش كل الناس عايزة تشتغل ومش عيب إن واحدة تبقى حابة تحط كل مجهودها ووقتها لبيتها بس العيب إنك تتجوز واحدة عندها شغل وتبقى متربصلها زى ما بتتربص للناموسة اللى بتطير حواليك إنها أول ما تقف تقوم ضاربها عشان تتفعص!
االتأثير
طيب إزاى تبقى واحدة بتجرى طول اليوم فى شوارع زحمة وبتشتغل مع ناس رخمة وفى الغالب بتقبض أقل من زمايلها الرجالة اللى بيعملو نفس شغلتها وبتجرى تطبخ وتودى تمارين وتحمى وتغّير وتعمل واجبات وكل ده ميأثرش إزاى؟
انت متجوز روبوت ولا اتنين؟
وليه منقلش “لو شغلها مش مخليها سعيدة تغّيره؟”
ليه الغاية الأساسية وقد تكون الوحيدة بالنسبة للست إن بيتها يبقى ماشى زى فنادق ٥ نجوم على أساس إنها متجوزة جورج كلونى أو عايشة فى قصر برمينجهام؟
طيب مهو حضرتك بتشتغل بس وترجع تستلقى على الكنبة كأنك راجع من غزوة وكنت بتضم شرق القاهرة لخلافة الساحل الشمالى!
طبيعى إن الشغل يأثر على البيت ويأثر عليها وعلى الأولاد وعليك أنت كمان!
أيوا! أسفة لو الكلمتين دول قرصوك فى معاميع الأفضلية الذكورية.
وطبيعي إن لو الشغل حاجة مهمة بالنسبالها إنكو تدّوروا سوا على طرق تدعمها عشان تكمل.
لأن زى ما هى إتجوزتك بمميزاتك الجميلة، اتجوزتك بعمتك القرشانة الحشرية وشخيرك،
انت كمان إتجوزتها بشغلها وأهدافها والحاجات اللى بتتمنى تحققها فى حياتها.
وكل أسرة متطورة بتخلق منظومة الدعم اللى تناسبها.
بس ميكنش فى أى دعم ولو عاطفى أو حتى بشوية مجهود
ونستغرب وإحنا شايفين أم والست عمالة تدبل وتهلك ونقول الستات بتعّجز قبل الرجالة يبقى كدة إفترا سعاتك!!!
الأثر
لا فى بنات شاطرة قوى بقى وأشطر من أجوزاتهم كمان.
بيقبضوا زيهم وفى بيوت مفتوحة بمجهود الست وتعبها وفوق كل ده عيالها زى الفل وعايشين كويس وبيتربو على التقدير ومش بيتدلعوا ولا بيبقوا كائنات أنانية بل بالعكس بيفهموا أن أمهم بتتعب وبتحتاج ترتاح وبيتعلموا المسؤولية.
العلاقة بين الأم وأولادها مش بتتقاس بالمتر ولا الكيلو عشان العبرة مش بكمية الوقت اللى بتقضيه مع ولادها ولكن بالعطاء الحقيقى والمجهود والأثر اللى بتسيبه فى حياتهم.
كفاية بقى تحجيم لطموح الست وكفاية وضع سقف لأى شئ بتتمنى إنها تحققه.
ممكن الواقع يبقى أحيانا صعب والوصول للأهداف بشق الأنفس، بس مش لازم يبقى الواقع وحتى الشريك والأسرة متأمرين ضدها وكمان بيزايدوا عليها عشان تعيش حياتها كلها بتحاول تثبت إنها مش زوجة وحشة ولا أم فاشلة.