الناس بـ تقول لي: “كفاية عليكي الكتابة، مش لازم تمثلي. مش لايق عليكي تمثلي؛ واحدة تخينة وسمراء ومحجبة، تمثل ليه أو تمثل إيه؟ آخرها يوم ما تتنطط تبقى دور تاني، وعمرها ما هـ تبقى دور أول”.
واحدة تخينة وسمراء ومحجبة، تمثل ليه أو تمثل إيه؟
أهلي كانوا دايما قافلين عليا، دايما يقولوا لبسك لازم يبقى واسع، بس أنا مش حابة ألبس كده. لبست الحجاب في مرة وبعدها لاقيت نفسي مش هـ ينفع أخلعه.
“مش هـ ينفع تلبسي بنطلون وفوقيه حاجة قصيرة”.
وصلت لمرحلة إني بكره جسمي بكل تفاصيله. من رابعة ابتدائي ما جربتش إني ألبس حاجة حلوة …حاجة شيك والناس تقول الله حلوة.
أنا طول عمرى منطوية كده وما بــ كلمش حد، لكن بـحب المسرح والتمثيل جدا. لما دخلت الكلية بدأت أشارك في مسرح الكلية، لكن اللي حصل أكتر من مرة إني كنت بـ تمنع من إني آخد دور في مسرحية، سواء عايزاه أو لأ علشان شكلي …كنت في الأول بـ قول لزمايلي كده، فكانوا بيقولوا لي: “لأ طبعا، مفيش الكلام ده. بس أنتِ اشتغلي على نفسك”.
قعدت أشتغل على نفسي كتير أوي. السنة اللي فاتت فيه مخرج اختارني من ضمن الفريق، وبعد أول بروفة لاقيته باعت لي واحد بيقول لي: “أنتِ مش هـ ينفع تكملي علشان شكلك مش مناسب مع الباقيين”. كانوا كلهم بشرتهم فاتحة وأنا بشرتي غامقة … “أنتِ تخينة، جسمك مش مناسب إنك تشاركي”. رغم إن كان فيه واحدة زيي بس هي كانت بيضا ده الفرق، اللي ضايقني إنه أخد ناس مستواهم أقل مني.
وبعدها جت مسرحية تانية مع الفريق، فاشتغلت على نفسي واشتغلت على دور معين كنت عايزاه. وبعد ما عملته كل الفريق اتفق إني المفروض آخد الدور، لكن المخرج اداه لواحدة تانية. سألته ليه رايح قايل لي “علشان أنا عايزها رفيعة”. رغم إن دراميا مش فارقة …
علشان أنا عايزها رفيعة
بـ حس كأن الناس دايما بتقول لي: “انت ممثلة كويسة وبتقفي على المسرح وعندك ثبات وخبرة وكل حاجة لكن لأ..
أنا عايز بنات تانية تاخد الدور الأول”. شكلي واقف بيني وبين خشبة المسرح. لدرجة إني فكرت أعمل عمليات تجميل علشان أكسر الحاجز والقالب اللي محبوسة فيه ده. أنا بـ تعلم أكتب مسرح علشان أكتب عن نفسي وأمثلها بقى، هـ كتب مسرحيات فيها كل الشخصيات المشوهة اللي شبهي، وأخليها تاخد في مرة من المرات الدور الأول دور البطولة.
بصى هو مشروع فني يهدف إلى خلق مساحة حرة للسيدات والرجال فى مصر لحكي التجارب الشخصية المسكوت عنها فى المجتمع. تقوم بصى أيضًا بتوثيق وعرض القصص الحقيقية فى شكل عروض مسرحية، في مجتمعات مختلفة فى مصر.
بصي تحاول مقاومة القيود المجتمعية من خلال المسرح. تقف السيدات والرجال في مختلف المجتمعات والمدن المصرية على خشبة المسرح لمشاركة حكاياتهن/م عن التحرش والاغتصاب، والتمييز، وجرائم الشرف، والزواج القهري، والختان، والأمومة، والعنف الأسري، والاعتداء الجنسي على الأطفال، والاعتداء الجنسي الجماعي، وغيرها من الموضوعات التى يصنفها المجتمع كتابوهات ممنوع الكلام عنها.
شارك قصتك