مفيش بنت فينا ماكنتش بتحلم تبقى مضيفة طيران وهي صغيرة، دايماً كنّا بنتخيل إن اللي بتشتغل مضيفة أكتر بنت محظوظة في العالم! علشان بتلف العالم كله، بتروح تعمل شوبينج في لندن، وتتعشى في باريس، وتقابل راجل إيطالي وسيم على الطيارة. بس الواقع مختلف تماماً عن توقعاتنا
مروى جوه، ست جميلة في منتصف الثلاثينات كانت بتشتغل مضيفة طيران سابقاً، لمدة سنتين. قررت تكشفلنا عن الجوانب الحلوة والحقايق الوحشة للوظيفة دي، في كتابها “المضيفة 13”
“اختارت شخصية خيالية، علشان ماتعرضش لأي مساءلات قانونية، لكن كل الأحداث اللي حصلت حقيقية ومش من وحي الخيال.” مروة بتقول.
“اختارت شخصية خيالية، علشان ماتعرضش لأي مساءلات قانونية، لكن كل الأحداث اللي حصلت حقيقية ومش من وحي الخيال.”
لو أحلامك كبيرة لازم تعملي حسابك إنك هاتضطري تحاربي، مروى بتحكيلنا “كان حلمي من زمان إني أبقى مضيفة، وبعد ما اتخرجت قررت أقدم في شركة طيران، بس كان ليهم شرط إني أغير مكان سكني. أهلي ماكانوش المشكلة الكبيرة، والدي عودني دايماً إني ماخافش من حاجة أو حد غير ربنا، وإن مفيش حد من حقه يتدخل في حيات. كان قلقان طبعاً زي أي أب بس مامنعنيش أحقق حلمي؛ ماما بتقلق عليا لحد دلوقتي لو عدى يوم ماتصلتش بيها، فـ تخيلي إحساسها وقتها كان بيبقى عامل إزاي!”
المشكلة الأساسية كانت في الناس اللي بتحكم على حياة أي حد، وبيتدخلوا فيها من غير أي حق، وبيظهروا من اللا شيء علشان يحكموا عليكي أو يدوكي نصايح غبية زي “إنتي عمرك ما هاتتجوزي، مين اللي هايتجوز بنت سهلة زيك بتسافر لوحدها؟” الحقيقة أنا فعلاً لسة ماتجوزتش بس مش علشان شغلي، علشان لسة ماقابلتش الراجل المناسب.
“أنا بشوف إن أي ست بتشتغل لازم تكون متفرغة تماماً لإبنها في أول سنتين من عمره. لإنها فترة حرجة من عمره ومهم إنها تكون معاه فيها طول الوقت، سواء كنت مدرسة أو دكتورة أو مضيفة طيران. وبالنسبالي أيوة هي تقدر تعمل الإتنين، الستات يقدروا يعملوا أي حاجة.”
وبمناسبة الجواز، سألنا مروة هل تقدر مضيفة الطيران تعيش حياة عادية؟ هل تقدر تتجوز وتخلي بالها من بيت وعيال وتكون ملتزمة بحكم شغلها؟ وده كان جواب مروى: “أنا بشوف إن أي ست بتشتغل لازم تكون متفرغة تماماً لإبنها في أول سنتين من عمره. لإنها فترة حرجة من عمره ومهم إنها تكون معاه فيها طول الوقت، سواء كنت مدرسة أو دكتورة أو مضيفة طيران. وبالنسبالي أيوة هي تقدر تعمل الإتنين، الستات يقدروا يعملوا أي حاجة.”
مضيفة الطيران رمز للإغراء عند رجالة كتير، ودايماً بنسمع عن مضيفات اتعرضوا للتحرش من الرُكاب. مروى حكت تجربتها “أنا اتعرضت للتحرش اللفظي، أكيد في رجالة كتير هاتديكي رقم تليفونهم، منتظرين منك إن أول ما الطيارة تنزل تتصلي بيهم علشان تتعشي معاهم أو حتى تروحيلهم أوضتهم في الفندق. حاولت ألاقي حل فلبست دبلة كأني متجوزة بس المفاجأة كانت إن ده ماوقفهمش وكتير ماكنش عندهم مانع حتى لو كنت متجوزة.”
المضيفة 13، كتاب حقق نجاح كبير، وبنات كتير من اللي نفسهم يشتغلوا مضيفات طيران، أو هما مضيفات أصلاً اعتبروه مصدر إلهام كبير ليهم. مروى بتقول “ردود الأفعال على الكتاب كانت مبهرة بالنسبالي بنات كتير كلموني يشكروني على الكتاب علشان شجعتهم يحققوا حلمهم. أنا فخورة باللي حققته، ومرتاحة إني قررت أستقيل لإني كان دايما عندي شغف في الكتابة، وكتابي هو الكتاب الأول اللي بيتكلم عن مضيفات الطيران في العالم العربي. وده بيخليني أكون فخورة.”
ترجمة: تسنيم عبدالله