الشهادة
أحب أعرفكم بنفسى…
ريجينا عنانى، خريجة ألسن إنجليزى دفعة 2006
مرضتش أدخل ألسن يابانى رغم فرص العمل اللى بتديها عشان مكنتش عايزة أذاكر كتير
ساقطة أعمال سنة الأربع سنين
فى دكاترة كنت بشوفهم لأول مرة وأنا قاعدة بمتحن
إتخرجب بتقدير “جيد”
أنا مجبتش مجموع سياسة وإقتصاد
ولا حتى إعلام!
مدخلتش تجارة عشان مش بحب الأرقام ولسة مش بحبها!
عايزين الحقيقة؟ أنا مكنتش عايزة أدخل جامعة من أساسه!
هاه؟ ليه يا بنتى؟ مش كفاية مجبتيش مجموع عظيم فى ثانوية عامة يا فاشلة؟ كمان مش عايزة تدخلى جامعة؟ يا بت ده إنتى عايزة تصيعى بقا!
الكدب خيبة. أنا كنت ولازلت عايزة أصيع فعلا! والصياعة محتاجة نجرب ونتعلم، مش نتحط فى قوالب وأهم حاجة قبل ما أعمل فيها فوليطة هى إنى أكون شخص مستقل.
الأهم من الشهادة
أكتر سؤال وجودى كان شاغل بالى ساعتها هو :”إيه علاقة أى دراسة بفرص العمل أو النجاح فى الشغل؟” طبعا فى شغل محتاج دراسة صعب إنى أشتغل طبيب جراح مع الأستاذ جورج وسوف لو دارسة آداب قسم وثائق ومكتبات (أه فى حاجة إسمها كدة فعلا!)
لما لاقيت إنى دخلت جامعة مش هستخدم الشهادة بتاعنها فى الشغل لأنى لو إشتغلت مترجمة كنت هضطر أقعد ساعات كتيرة وده بنسبة لحد حقنة زيى صعب ولو إشتغلت مدرسة فى الغالب الأطفال هيبطلوا ييجو المدرسة قلت أركز على الأهم من الشهادة اللي هو الشغل.
وبدأت أدّور على أى فرصة وكل فرصة لحد ما قدرت أتدرب فى كل فرصة جتلى وده خلانى أعرف إيه اللى نفسى أعمله فى مجال العمل وخلانى أشتغل فى الموارد البشرية. أنا أموت فى كل أنواع البشر والله!
كان دايما عندى شعور إن الدراسة بتاخد حّيز من الوقت اللى ممكن أديه للشغل لكن فى نفس الوقت كنت برضو عارفة إن لسة الواقع حوالينا بيشترط الحصول على شهادة عشان نعرف نشتغل.
وأما إخترت الموارد البشرية أول حاجة عملتها أما إتخرجت هى إنى بدأت أدرس شهادة فى الموارد البشرية عشان أنا مؤمنة بالتخصص وحتى قبل ما ألاقى شغل كنت بدأت أدرس.
وبعد 43 إنترفيو …
الرقم صحيح مش مبالغة!
جالى شغل، سكرتيرة فى بنك كبير ومكنتش مبسوطة مش عشان السكرتارية شغلانة وحشة بس عشان مش ده اللى كنت نفسى أشتغله بس قبلت لأن كان بقالى 6 شهور بدّور على شغل وحسيت إن عيب عليا أبقى لسة باخد مصروف.
وسبحان الله … وأنا بجّهز ورقى كلمتنى شركة الأحلام وعرضت علّيا أوفر الأحلام وفتحتلى كاريير الأحلام وإشتغلت معاهم 8 سنين إتعرفت فيهم على ناس بقوا صحابى وحبايبى وعملت مش أقل من 3000 إنترفيو وسافرت بلاد مكنتش أحلم إنى أروحها.
اللى بحاول أقوله إن النجاح ملوش علاقة بالشهادة، الفرص هتجيلك عشان أنت بتسعى مش عشان أنت مؤهل. وهتنجح عشان أنت شاطر وبتشتغل على نفسك مش عشان كنت الطالب المثالى.
بقول الكلام ده وبتمنى إن الواقع يبدأ يتغّير لأن بعد ما إشتغلت قابلت مديرين أجانب فى أعلى المناصب مدخلوش جامعة أصلا وبحلم إننا نوصل للمرحلة دى من النضج. البلد زحمة والفرص محدودة، مش لازم الناس كلها تدخل جامعة لكن يا ريت الناس كلها تشتغل من سن صغير. الإصرار على وضع التعليم فى الصدارة مع نسبة البطالة الموجودة بيقولنا إن فى حاجة غلط فى المعادلة من زمان.
أتمنى نربط النمو بالإنتاجية والشغل ولعب أدوار فعّالة فى المجتمع أولا قبل الشهادة اللى بتتبروز فى الصالون.
وبقول لبنتى إنها مش لازم تدخل جامعة، وإن أنا هدعمها أيا كان قرارها عشان دى حياتها، بس لازم تشتغل عشان تستقل بنفسها وتتحرر وتاخد قراراتها بكل إستقلالية.
أنا ريجينا عنانى لايف كوتش وبركز أكتر على مواضيع اللايف ستايل والكاريير. أنا من HR الطيبيين وإشتغلت في شركات مختلفة جوّة وبرة مصر.
عندي إدمان للكتب وشرب القهوة! أنا بحب أقدم محتوى مختلف مبنى على خبرتي.
إيه أكتر حاجة نفسي فيها؟ نفسي أشوف ستات اكتر فى مناصب مؤثرة وعندهم فرص لامتناهية في النمو والنجاح.