السؤال اللي حيّر أجيال وأجيال من الستات ، في المقام الأول، الستات بيحاولوا يفهموا إيه سبب ظاهرة الخيانة. في ناس كتير بتقول المقولة دي كمعلومة مش كسؤال. لكن هل ده حقيقي؟ هل الشخص اللي بيخون مرة هايفضل يخون دايماً ومش مخلصين؟ لو بص برّه مرة؟ هل ده معناه إنه هايفضل دايماً عينه زايغة؟ولا الناس ممكن تتغير؟
في الواقع، لأ مفيش حد بيتغير، بس التصرفات ممكن تتغير.
في ناس ممكن تشوف إن البني آدم فعلاً ممكن يتغير، وأنا بتفق معاهم في إن في أجزاء من شخصيتنا بتتغير وتتطور لوحدها. لكن اللي مابيتغيرش هو أصلنا –مبادئنا وقيمنا. كلنا بننضج وبنحط قدامنا مبادئ نمشي عليها. وده اللي بيشكلنا وبيوجه تصرفتنا. وبالتالي، لو في تصرف ما متوافق مع مبادئ الشخص ده، هو أو هي مش هايشوف التصرف ده غلط أو غير أخلاقي.
في وجهة نظر البعض الخيانة مش حاجة مؤذية للعلاقة، بل بالعكس مفيدة! وناس تانية بتشوف إنها طبيعية بشرية أو ببساطة حاجة إحنا مولودين بيها. بغض النظر عن الدوافع، في ناس مابتعتبرش الخيانة فِعل خاطئ أو مؤذي. ومش شرط إن كل اللي بيتبع وجهة النظر دي مش هايبقى مخلص لإن لسة في ناس بتحط في عين الإعتبار مشاعر الطرف التاني اللي هايتأذى بالفعل ده. وعموماً مش كل اللي بيخون بيبقى شايف إن ده تصرف عادي، في اللي ظروفه بتدفعه للخيانة.
الخيانة ليها أسباب كتير، لكن مالهاش أعذار. بس بما إننا بنناقش تكرار تصرف معين، فلازم نلفت النظر للبيئة اللي بتخلي الشخص يقرر يخون.
لما نمر بأوقات صعبة، سواء في الحياة الخاصة أو العملية، بتتكون عندنا مشاعر بعدم الأمان والضعف. وكبشر بيجي علينا لحظات بنبقى حساسين جداً فيها وبتضطرب فيها ثقتنا بنفسنا. كل واحد بيكون له رد فعل مختلف في الحالات دي. في بعضنا بيلجأ للآخرين علشان يكون أحسن، وفي بيعرفوا يتجاوزوا ده لوحدهم، وفي ناس بتدوّر على حاجات تلهيهم، وهما دول اللي بيدمروا ذاتهم في محاولة منهم لإنهاء، التعايش، أو حتى تجاهل مشاكلهم الشخصية.
التصرفات اللي بنعملها وقت الاحساس بالحزن واليأس، مابتحددش شخصياتنا ولا هويتنا ودايماً متغيّرة.ومع ذلك بيجي أوقات طباع الشخص وشخصيته بتحدد اتجاهته. كلنا بنحس بالضعف أوقات، بس مش كلنا بيستسلم لضعفه. القوة الداخلية وضبط النفس بيلعب دور مهم قوي في اختيارتنا وقرارتنا. وعينا بيمنعنا من تكرار تصرفات مؤذية.
اللي بيخون بسبب صراعات نفسية مع الوقت بيدرك الأسباب اللي خلته يتصرف كدة. لما يفهم سبب وأصل المشكلة بيقدر يشتغل على نفسه وعلى معالجة جروحه وتجاوز مخاوفه، والأذى اللي حصل بيبدأ يختفي ويتنسي.
فلو بتسألي نفسك السؤال ده، ماتعمميش الموضوع من غير ما تدرسي تفاصيل وأسباب المشكلة. قيمي الموقف بمنطقية. اسألي نفسك عن مدى معرفتك بشريك حياتك، وقد إيه إنتوا بتكملوا بعض. كوني جزء من كل تفاصيل حياته. وخلي بالك من حالته النفسية والعاطفية. وسامحي اللي أذوكي بسبب ضعفهم أو أفكارهم المختلفة عن أفكارك.
الخيانة اختيار مبني على عوامل داخلية وخارجة بتأثر على اتخاذ القرار.
كتبت: علياء نصر
ممارسة البرمجة اللغوية العصبية (NLP)
ممارسة للتنويم المغنطيسي وتقنية العلاج بخط الزمن معتمدة من المجلس الأمريكي للعلاج بالتنويم المغناطيسي
بالإضافة إلى تدريب الأفراد على التكيف مع التغييرات خلال وبعد الطلاق.
ترجمة: تسنيم عبدالله