جنوبية حرة، مبادرة أسستها مجموعة بنات من أسوان في 2012، بيحاولوا من خلالها محاربة الأفكار العقيمة، وتحكمات المجتمع، وضغوطاته اللي بيفرضها على الستات في مصر، وخصوصاً في أسوان.
“جنوبية حرة” مبادرة لها نشاطات وفعاليات كتير؛ ما بين ورش تدريبية وجلسات حكي وسلاسل بشرية ورسم على الجُدران ودراسات بحثية. بيتناقش فيها قضايا كتير مجتمعية على رأسها العنف الأسري. اتكلمنا مع سهام عثمان، واحدة من مؤسسات المبادرة، ومديرة المشروعات فيها؛ وعرفنا منها أكتر عن المبادرة ونشاطتها، ورحلتهم الطويلة من 2012 لحد دلوقتي.
احكيلنا أكثر عن أنشطة المؤسسة وأهدافها الأساسية؟ واشمعنا اختارتوا أسوان بالتحديد؟
انطلقت جنوبية حرة كمبادرة فى اكتوبر 2012 من مجموعة بنات وشباب من اسوان، إحنا ماخترناش اسوان، بس تصادفت إننا كلنا من أسوان فكنا عايزين نعبر عن مشاكلنا بطريقتنا، وتحديداً مشاكل البنات في اسوان والجنوب عامة. أطلقت المبادرة كمؤسسة تابعة للتضامن الاجتماعي 2015 ، وبقيت جنوبية حرة عضو بالتحالف الاقليمي للمدافعات بالشرق الاوسط. وكمان قدرنا نترأس رابطة المجموعات النسوية الشابة داخل مصر اللي اتاسست في 2018/2019.
إيه هي الانشطة الرئيسية للمؤسسة؟
المؤسسة بتبدأ بتدريبات للمتطوعات فى مجال مناهضة العنف، التدريب بيبقى عبارة عن مهارات الاستماع والتوثيق لانواع العنف المختلفة اللي بتتعرضلها الستات .
بالإضافة للقاءات مع ستات وبنات اتعرضوا للعنف، علشان نسمع تجربتهم مع العنف المنزلى , وجمعنا حكاياتهم فى كتيب اسمه ” اول ما قالوا دي بنية ” اللي بيسلط الضوء على قضايا العنف من واقعنا المحلى (محافظات الصعيد عموما واسوان تحديدا)
ومش بس كدة، المؤسسة كمان كان ليها بعض الندوات عن زواج القاصرات والاضرار الصحية والاجتماعية والنفسية والاقتصادية اللي بيسببها. زائد مشاركتنا فى حملة 16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة، وأخيراً ورش توعية مجتمعية عن مناهضة التحرش.
ومن الناحية الفنية المؤسسة بتعمل ورشرسم للتعبير باستخدام الفنون، مضمون الورش بيكون عن حوادث التحرش اللي اتعرض لها البنات. عملنا معرضين مخرجات ورش الرسم ومن خلالها تم تسليط الضوء على نسب التحرش بأسوان وقامت المؤسسة بتوسيع الجمهور المستهدف ونقل خبرات وشهادات المعنفات لدوائر اوسع فى المجتمع.
إيه أكتر الأنشطة الفعالة في المؤسسة؟
المؤسسة عملت ورش تدريبية عن المساواة في الاجور للستات في العمالة الغير منتظمة. وعملت تدريب للمتطوعات على مهارات البحث، وده كنشاط بيمكن عضوات المؤسسة والمتطوعين فيها لتنفيذ بحث” التمييز المزدوج ومشاركة النساء ذوي الاعاقة في المجال العام “.وعملنا مجموعة من الورش الفنية اللي بترتبط بالقضايا النسوية: حكي- كتابة حره-غناء، كجانب توعوي ودعم نفسي للبنات. زائد مجموعة ورش تدريبية عن الصحافة الجندرية “جندريست ” لمناهضة العنف الجنسي عن طريق الكتابات الصحافية.
إيه هي الأهداف الرئيسية للمؤسسة؟
الهدف الأساس هو مناهضة العنف ضد الستات في المجال الخاص والعام، والسعي لوجود دعم قانوني لمساندة الستات اللي اتعرضوا للعنف. توفير وحدة دعم نفسي للناجيات من العنف، عمل ابحاث ودراسات لرصد وتوثيق اوضاع النساء داخل المجتمع الجنوبي، وتعزيز المشاركة النسائية في المجال العام والتوعية باهمية دورهن به، تقديم الدعم والتضامن للستات، ومناهضة التمييز القائم علي اساس الجنس في مختلف المجالات وأخيراً تمكين المرأة اقتصاديا واجتماعياً.
من واقع خبرتكم مع الستات في أسوان, إيه أكبر المشاكل أو القضايا اللي بتواجههم هناك؟
قلة التمكين الاقتصادي للستات، لأن اسوان بلد سياحي، واغلب الاهالي بيمنعوا بناتهم من الشغل فى القطاع ده.
وكمان واحدة من أخطر المشاكل اللي بنواجهها هي ختان الاناث، لإنه منتشر فى اسوان وخاصة ما يسمي بالختان السوداني،
وأخيراً زواج القاصرات، لإن اغلب الاهالي بيمنعوا البنات إنهم يكملوا تعليمهم بسبب الزواج، والتحرش كمان بقى ظاهرة منتشرة فى المجتمع الاسواني.
إيه الهدف من نشر القصص والمقالات عن معاناة الستات في أسوان، ومين اللي بيكتب القصص دي؟
إحنا بنعتمد بالاساس علي قصص واقعية علشان مجتمعنا مقفول مابيسمحش للبنات أو الستات إنهم يتكلموا عن اللي يتعرضوله ودائما بيواجه المشكلات بالانكار المجتمعي لقضايهم، علشان كدة بيكتب القصص متطوعات جنوبية حرة، ومؤاخرا كوّنا مجموعة جندريست التابعة للمؤسسة وتم تاهيلهن علي الكتابة الابداعية والصحافية مع مراعاة النوع الاجتماعي في طرح القصص والمقالات
والهدف من نشر القصص والمقالات هو توثيق اللي بيحصل للبنات داخل الجنوب علشان نساهم في تخفيف العبئ عن الستات، وكمان شكل من توصيل اصوات الستات، زائد إن الكتابة في حد ذاتها شكل من اشكال تمكين المتطوعات بطرق مختلفة للتغيير المجتمعي والتعبير عن قضاياهن اللي بتشابه بطريقة أو بأخرى مع ستات تانيين، وهدف من اهداف الكتابة هو تحليل ودراسة الفجوة النوعية القائمة علي اساس الجنس والنوع الاجتماعي واسباب انعدام المساواة بين الجنسين جوّا المجتمع المحلي.
إزاي بتحددوا مدى تأثيركم على المجتمع الجنوبي؟
في رأيي إحنا قدرنا نحدث تأثير الي حد كبير، لاننا موجودين بالفعل في اسوان، وده بيديلنا مصداقية لما نيجي نتكلم عن المشكلات جوّا اسوان والجنوب عامة.
من وجهه نظركم هل تعتبر البشرة السمراء واحدة من العوامل اللي بتأثر على وضع الستات في الجنوب أو طريقة معاملة المجتمع ليهم؟
أكيد، بالرغم ان المجتمع الاسواني اغلبيته بشرتهم سمراء، لكن مع التغيير الديموغرافي في محافظة اسوان وتوافد ناس من المحافظات التانية بشرتهم بيضاء، وبالتالي بتتعرض البنات الأسوانيات للتمييز وخصوصاً في الاعمال الحرة والعمالة الغير منتظمة ومش بس كدة للأسف هما كمان بيتعرضوا للتحرش والتنمر بسبب لون بشرتهم السمراء، وده اللي بيخلي كتير منهم يستعمل مستحضرات التجميل وكريمات علشان تفتح لون بشرتهم علشان بس يزودوا من فرص الزواج ويخرجوا من دائرة التنمر والمعاملة السيئة في المجتمع .
المجتمع بالجنوب أو المجتمعات القبلية عاده صعب اقتحامها, إزاي قدرتوا تدخلوها وتكسبوا ثقة الستات هناك؟
فعلاً المجتمعات القبلية ليها طابع خاص في التعامل معاها او دخولها، لكن وجود افراد داخل المؤسسة عندهم تنوع ثقافي ومن قبائل مختلفة ساهم بشكل كبير في اقتحام المجتمعات دي والعمل جواها من خلال المعارف والعلاقات الشخصية للفريق بتاعنا، زائد اننا بنقدم انشطة مختلفة تكسبنا ثقة الفئات المختلفة جوا كل قبيلة.
هل عندكوا أي مشاريع أو أنشطة برّه أسوان؟
إحنا شغالين علي أنشطة مشتركة مع بعض المبادرات والمؤسسات النسوية في مصر وحملات الكترونية كمان.
في 2016 حملة خلي بنتنا تشوف النور للتوعية باهيمة التعليم للبنات ومحاربة التسرب من المدارس _ 2017 حملة جوه البيت لمناهضة العنف الاسري وحبس البنات في البيت ومنعهن من العمل _ 2018 حملة حضور وانصراف لمناهضة التحرش في اماكن العمل_ 2019 حملة سلك شائك اللي بنسلط الضوء من خلالها علي مشاركة الستات في الثورة المصرية .