الإسبوع اللي فات، لقينا بالصدفة صفحة على الفيسبوك اسمها “سوبر يونس” اللي لفتت انتباهنا في ساعتها. مؤسسين الصفحة المُدهشين، مصطفى منشاوي وريم عصمت، أنشأوا الصفحة دي علشان يدعموا أهالي الأطفال ذوي القدرات الخاصة. مصدر إلهامهم الرئيسي كان ابنهم اللي عمره أربع سنين، يونس، اللي اتولد بإيد واحدة. قابلنا مصطفى وريم علشان نعرف منهم أكتر عن مبادرتهم، وإزاي بيقدروا يساهموا في دعم ابنهم يونس الخارق.
يونس دخل الاستوديو بتاعنا زي أي طفل متحمس ومنبهر بالأجواء يوم الكريسماس. يونس بيقول”سوبر مان وكابتن أمريكا هما السوبر هيروز المفضلين ليا، ونفسي لما أكبر أبقى ظابط خارق علشان أحقق العدالة زي شخصياتي المُفضلة.”
كان أكبر تحدي بالنسبة لوالدة يونس وباباه لما ابنهم اتولد هو إنهم يلاقوا المساعدة والدعم المناسبين لحالة يونس. مصطفى بيقول: “دورنا كتير على الإنترنت على أي حالة شبيهة بحالة يونس علشان تدعمنا. واتصدمنا إن ماكنش في أي مجموعات دعم أو حتى معلومات صحيحة تساعدنا. اتواصلنا معت حالة برّا مصر زي جين لي ريفيز: منظمة بتدعم ذوي القدرات الخاصة، واللي بدورها أرشدتنا طول الطريق.”
مع انتشار التنمر بين الطلاب الفترة الأخيرة، أهالي الأطفال ذوي القدرات الخاصة بيبقوا قلقانين جداً على أولادهم وإزاي بيقضوا يومهم في المدرسة. يونس اتعرض للتنمّر في الحضانة من أولاد أكبر منه، اللي قعدوا يقولوا له إنه مش هايقدر يكمّل في المدرسة. يونس فضل فترة كبيرة يرجع من المدرسة متضايق وبيعيط كل يوم. ريم بتقول “اتصلت بالحضانة وقالولي إنهم متفاجئين إن ده بيحصل باستمرار. وبالتالي طلبوا مدرسة تفضل مع يونس طول الوقت قبل حتى ما يقيّموا قدراته العقلية أو مهاراته. أقنعتهم إنه مش محتاج ده. قدمنا ليونس في مدارس كتير جداً وواحدة من المدارس دي قالولنا إنهم مش مسؤولين عن تعرضه للتنمر! زي أي أهل كنّا مضغطوين ومتوترين جداً طول رحلة البحث عن مدرسة مناسبة ليونس، لحد ما أخيراً اتقبلنا في مدرسة “Roots” ودلوقتي يونس في KG1. وبصراحة كانوا محترفين جداً في التعامل مع حالة يونس.”
في الوقت اللي بدأ فيه يونس يروح المدرسة، باباه ومامته كانوا قلقانين جداً من تعامل الأطفال معاه وهايستقبلوا “اختلافه” ازاي ماكانوش عايزين أي حاجة تحصل تجرح مشاعره بأي طريقة. فبعتوا رسالة لمجلس إدارة المدرسة ولأهالي زملاءه كمان، بيشرحوا فيها حالة يونس وطريقة التعامل معاه.
والدة يونس، ريم عصمت، حكتلنا عن الحكاية اللي كانت السبب في إنشاء مبادرة “سوبر يونس” على السوشيال ميديا. ريم بتقول “بعد ما بعتنا الجواب للأهالي في مدرسة يونس، لقيت واحدة من الأمهات بتسأل على جروب في فيسبوك عن حالة يونس. أنا ومصطفى اتصدمنا من المفاهيم المغلوطة عند الناس، والنصايح، والتعليقات. في بعض التعليقات كانت مؤذية جداً تجاه “حالته” ودي أكتر حاجة إحنا ماكناش عايزينها تحصل. اضطرينا نرد على كل حد علّق منهم بطريقة مهذبة وشرحنالهم حالة يونس وفهمناهم إن كل اللي يونس محتاجه هو الدعم والتشجيع مش الشفقة. علشان كدة قررنا ننشئ مجتمع لدعم الأهالي اللي وضعهم مشابه لوضعنا، علشان نوضح من خلالها المفاهيم الخاطئة. بدأنا نوثق كل مرحلة من مراحل يونس العمرية، وإنجازاته وحتى اللحظات الصعبة، لدعم الأهالي التانيين.”
“الحقيقة أنا بتعرض للإهانة والإساة أكتر من يونس، ساعات الناس في الشارع بتوقفني تسألني قدّامه هو ابنك ماله؟ ليه سايباه كدة من غير طرف صناعي؟” ريم بتحكي. فهمنا من ريم إن جراحات الأطراف الصناعية مش مضمونة في مصر في سن صغير. ريم بتوضح “لو قررت أسافر أعمل العملية برا مصر هاتتكلف على الأقل 100 ألف جنيه وأكرر العملية كل 8 شهور لإن جسمه لسة بينمو. في خيارات كتير قدامنا لما يونس يكبر؛ لكن كل اللي أنا عايزاه دلوقتي إنه يعيش حياة طبيعية ويكون واثق في نفسه.”
مصطفى بيقول “السباحة هي واحدة من أفضل وأنسب الرياضات بالنسبة للأطفال ذوي القدرات الخاصة، يونس كان بيخاف جداً من المياه لكن إحنا شجعناه لحد ما خوفه اتحول لإنبساط، وبقى يكوّن صحاب جداد من السباحة.”
ريم بتحكيلنا عن طريقة تعاملها مع يونس والتحديات اللي بتواجههم. “أهالي الأطفال ذوي القدرات الخاصة مش لازم أبداً يحسوا بخجل أو ضغط بسبب ظروف أولادهم. إحنا بنعلم يونس إنه يعتمد على نفسه ويقبل نفسه زي ما هو. مش بنتعامل معاه معاملة مختلفة. بنعلمه الصح من الغلط، وبنعاقبه لما بيغلط زي أي أب وأم ما بيعملوا؛ يونس راح الحضانة وهو عنده سنتين مع إن ناس كتير جداً كانوا ضد قراري.”
هدف ريم ومصطفى هو إنهم يحوّلوا مبادرة “سوبر يونس” لمؤسسة أكبر تقدر توّحد الجهات المختصة المحلية والعالمية مع بعض، وفي نفس الوقت تحفظ حقوق ذوي القدرات الخاصة. “إحنا كمان بنبحث عن منتجين بيشتغلوا في الكارتونات علشان يخلقوا شخصيات عندها إعاقة علشان نرفع الوعي ونعرف الأطفال عنهم.”
ترجمة: تسنيم عبدالله