ترجمة: تسنيم عبدالله
في شركات لما تشتغلي فيها بتلهمك تكوني أحسن وتكبري وتنجحي، وفي شركات تانية بتكرهك في الشغل وسنينه واليوم اللي قررتي تطلعي فيه من بيتك علشان تروحي الشغل، وتخليكي تحسي لأول مرة في حياتك إنك مبسوطة إنك عاطلة ومابتشتغليش.
أنا بشتغل بقالي عشر سنين تقريباً، سافرت دول كتير جداً منهم ألمانيا وفرنسا وأمريكا. وحضرت اجتماعات كتير وكتبت إيميلات لا تُعد ولا تُحصى، اتعرفت على ناس كتير من كل دول العالم، وروحت كل الأماكن اللي كنت بحلم أروحها.
وبسبب كل ده بعتبر نفسي محظوظة جداً، بس فضلت عايشة بخوف كبير إني أخسر كل ده؛ وماكنتش شايفة طريقة تانية ممكن أعيش بيها حياتي غير الشغل. أنا شخص المفروض روحه مرحة اتحولت لشخص جد طول الوقت. أكيد كنت بنبسط في شغلي، بس عمري ما أديت لنفسي أجازة من ضغوطاته.
كل مرة كنت بسيب فيها شغل، المدير كان بيسألني “إنتي بجد سايبة الشغل علشان تقعدي في البيت؟” مش معنى إني مابشتغلش إني لازم اتصنف إني ست بيت مسكينة ماعنديش حاجة أعملها غير شغل البيت والطبيخ والتنضيف. مين قال إني هاسيب الشغل علشلان أقعد في البيت، بالعكس أنا هاسيبه علشان يبقى عندي وقت أعمل الحاجات اللي كان نفسي أعملها من زمان ومش عارفة علشان الشغل.
عايزة أروح المول كتير، من الساعة 10 الصبح مثلا، علشان أشتري حاجات أنا مش محتجاها وارجع تاني.
احفظ مينو ستار بكس عن ظهر قلب
ألعب سكواش
أحسن مهاراتي في الطبخ
أقرا كتب للتسلية
وأقضي وقت ماعملش فيه أي حاجة
والحقيقة القرار ده كان أحسن قرار خدته في حياتي. فضلت بصحى بدري وبنام بدري كأني بروح الشغل بالظبط لكن المختلف كان وقتي بقضيه إزاي من أول ما أصحى لحد ما بنام. اكتشفت قد إيه أنا بستمتع مع نفسي، وبدأت في بحث مطوّل لاكتشاف الذات مالهاش نهاية، بقضي وقت للاسترخاء وبصفي ذهني بطرق كتير أوي؛ الواحد لما أول ما بيبدأ يشتغل بيفضل يقول لنفسه إن الشغل ده علشان هو يكون أحسن وإنك أهم من الشغل ، ومع الوقت والروتين الآيه بتتقلب وبيبقى الشغل أهم حاجة وبيتحول الموظف لحاجة بتخلي الشغل أحسن وحياته مالهاش طعم أكتر.
أنا كنت دايماً بتخض من فكرة قعدة البيت مش علشان دي حاجة وحشة، بس علشان مجتمعنا بيصوّر الستات اللي قاعدين في البيت على إنهم مالهمش شخصية، ولا كيان، ومابيعملوش أي حاجة غير تلبية طلبات أجوازهم وعيالهم وخلاص، حياتهم كئيبة ومفيهاش أي إنجاز أو تسلية. لكن لما جربت بنفسي لقيت إن الموضوع بيختلف من ست للتانية، كل واحدة هي اللي بتقرر تقضي وقتها إزاي من غير أو برّه الشغل؛ أنا اختارت استمتع بوقتي!