الحياة مليانة تقلبات، يوم تحت، ويوم فوق. اللي بيفرق هو تقبل الحياة بكل مافيها من لخبطة بقلب متطمن ونفس راضية. في حوالينا في كل مكان ستات أبطال وشجعان بيحاربوا السرطان؛ في البيوت, والشركات وفي دواير أصحابنا. لازم نبطّل نقول على الكانسر ” المرض الوحش”. الكانسر مرض منتشر أكتر من ما أي حد ممكن يتخيل. لازم نواجهه بقوة، وقلب جامد، ونقبله، ونحاربه، مانتكسفش منه زي اللي عامل عملة.
حبينا نحكيلكوا قصة “إسراء ياسر” واحدة من أكثر الناس قوة وموهبة في الحياة. هاتحكيلنا إزاي قدرت تجهز نفسها لمحاربة الوحش، وإزي هتفضل مستمرة لحد ما تكسبه.
إزاي اكتشفتي إن عندك ورم في الغدد اللمفاوية؟
في الأول, لاحظت عروق غريبة حوالين رقبتي ماكانتش عندي قبل كدة. فروحت لأربع دكاترة، كلهم أكدوا إن مفيش حاجة وإني زي الفل. بس في وقت معين رقبتي ابتدت تنتفخ لدرجة اني مابقتش عارفة حتى أبلع المياة. في الوقت ده كنت متأكدة إن أكيد في حاجة غلط. أصل ده جسمي ف كنت عارفة إن في حاجة مش مظبوطة.
إنك تعرفي حاجة زي دي اكيد حاجة مرعبة, إيه أول حاجة جت في دماغك لما سمعتي الخبر؟
أنا مريت بحاجات كتير جداً صعبة في حياتي ودايماً كنت بحب آخد الأمور بتهريج. لما عرفت الموضوع مختلفش كتير. يمكن أكتر حاجة زعلتني إن الدكتور قالي إني مش هاعرف أخلف لمدة سنة وده كان شئ مرعب جداً بالنسبالي.
تقدري توصفي ايه اللي حاسة انه إتغير في شخصيتك ومبادئك؟
أكيد ده خلاني أفهم وأعرف قد إيه أنا قوية وحجم الحاجات اللي أنا أقدر استحملها. اكتشفت إن في طرق علاج ومعافاة كتير قوي أنا معرفش عنها حاجة. في ناس بتروح لـ meditation classes أو جلسات شفاء، وفي ناس بتختار تعالج نفسها بالأكل. اكتشفت إن في مجال واسع جدا للتعافي ماكانش عندي عنه أي خلفية. ده بالتأكيد غيرلي شخصيتي ووجهة نظري للحاجات. بقى عندي معرفة وثقافة أكتر.
إيه النصيحة اللي ممكن تقديمها للستات اللي بتعاني من السرطان، وللستات عموماً؟
في الأول أحب إنهم يبقوا عارفين أكتر إن السرطان موجود في كل حتة. المرض ده شائع وصعب تشخيصه جداً خصوصاً إن أعراضه زيها زي البرد. فـ لو في وعي أكتر من كدة أكيد في ناس كتير هتعرف تعديه قبل ما يحصل.
أما بقى بالنسبة للمرضى، فهما محاربين لوحدهم، وماعتقدش إنهم محتاجين أي نصيحة مني. أول ما بيجيلك المرض بتتحاولي في ساعتها لمحاربة. أنا عمري ما شوفت حد عنده السرطان وحسيت إن في حاجة ناقصاه بالعكس. بتلاقيهم كلهم بيخرجوا ويلبسوا وياخدوا بالهم من نفسهم ولا كأن في حاجة. محاربين بحق وحقيقي.
حسيتي في أي وقت إن علاقتك باللي حواليكي اتغيرت؟
أكيد في ناس كتيرة جدا قربت مني، وفي ناس برضه معرفتش تتعامل إزي فـ بعدت شوية؛ وأنا متفهمة جداً لإني كنت واحدة من الناس دي في وقت من الأوقات. أنا مش محتاجة ناس كتير، كل اللي بتبقى محتاجه ناس تديك طاقة ايجابية ودعم صادق.
في الآخر؛ علاقاتي متغيرتش بالعكس بيتي بقى على طول مليان ناس ودي حاجة مش بتضايقني خالص. كل الناس القريبة مني عارفة إني بحب أبقى مُسيطرة وأعمل الحاجات بنفسي، فـ بيسبوني أعمل كل حاجة بنفسي بس في النفس الوقت بيعملولي كل حاجة ممكن أحتاجها.
أول سنة في الجواز بتبقى أصعب سنة، ازي قدرتي تعديها مع صعوبة اللي إنتي بتمري بيه؟
في الأول الوضع كان صعب جداً عليه، فجاة لقى نفسه وسط دراما وعرف عن المرض فجأة وكل حاجة كانت مستخبية بانت، لقى نفسه مسؤول عني ولازم ياخد باله مني. بس كل ده قربنا أكتر من بعض ووصلنا لمرحلة الناس بتقعد سنين عشان توصلها، وعرّفني قد ايه هو إنسان كويس وطيب، قدر يتقبل الوضع زي ما هو ويبقى مبسوط بيه. بحاول طول الوقت أبينله تقديري ليه وأبادله الحب والإهتمام والمراعاة دي، حتى لو هطبخله حاجة حلوة هو بيحبها مثلا.
لما تخفي ان شاء الله، ايه الحاجة اللي إنتي قلقانة منها؟
ولادي؛ دي اول حاجة جات في دماغي. لازم نشوف تاريخ المرض في العيلة وناخد اقصى احتياطاتنا عشان نحميهم.
ترجمة: تسنيم عبدالله