الخيانة: ذنب مين؟

الخيانة من المشاكل المنتشرة جداً اللي بتواجه الأزواج في أي مكان العالم. ده مش معناه إنها بتحصل لكل الناس، بس بتحصل لأغلبهم. في ناس بتختار تمشي، وناس تانية بتختار تستمر في العلاقة مع حد خاين. قرار زي ده مرتبط بمعتقدات كل واحد، إحتياجاته، وأولوياته. إختيار الاستمرار في علاقة حصل فيها خيانة هو قرار شخصي. لكن اللي مش المفروض نقبله هو تحمّلنا مسؤولية أفعال شريكنا. ولكن لما نبقى إحنا الشخص المتلقي للخيانة، دايماً بندوّر على أي حد نرمي عليه اللوم.

 

في العالم بتاعنا، المجتمع عادةّ بيلوم الست. وبتلاقي نفسها هي المذنبة في خيانة جوزها ليها، لإنها مابقتش تهتم بيه أو تهتم بنفسها، أو كنت بتشتكي وبتنكد عليه طول الوقت، أو علشان بقت مشغولة أوي عنه ومش موجودة معاه أغلب الوقت، أو ببساطة لإنها إختارت تتجوز راجل خاين. المشكلة الحقيقية مش في إن المجتمع يلوم الست، المشكلة في إنها تصدق إن كل ده حقيقي وتلوم نفسها.

 

إحنا كبشر كلنا بنمرّ بلحظات بنفقد فيها ثقتنا بنفسنا، وبنبدأ نشكك في جمالنا، وشكلنا. لما شريك حياتك يخونك، جزء منِك هايبدأ يفكّر في دورِك إنتي في مسلسل الخيانة اللي حصل ده. هاتبدأي تركزي على عيوبك ونواقصك؛ وتبدأي تجلدي ذاتك. لا إرادياً ومن غير تحكم في أفاكرك، اللي هاتتحول بكل سهولة لنقد الذات طول الوقت، والاحساس بإنك ضحية. لما ده يحصل، حطي حد لأفكارك، وفكّري نفسِك أن مش إنتي المُلامة لإن كل ده ماكنش إختيارِك.

 

كلنا عندنا رفاهية الإختيار؛ وكل واحد مسؤول عن نتيجة إختياراته. اللي بيخون، بيخون بإختياره. ماحدش بيجبر حد على حاجة هو مش عايزها. فإزاي ده ممكن يكون ذنبك إنتي؟

 

أي واحد خاين أكيد بيكون عنده أسباب خليته يختار إنه يخون مراته، بس كل المبررات عمرها ما هاتكون عذر لقبول خيانته. الأسباب مش مبررات ولا أعذار لإننا دايماً بيكون قدامنا الإختيار. لكن مهم جداً تعرفي الأسباب اللي وصلته إنه يعمل فِعل زي دي، لإن وبرغم إن ده مش ذنبِك، لكن إنتي كان ليكي دور في إن العلاقة توصل للوضع ده.

 

احكمي على أسبابه، وادرسيها، شوفي هل حاجة منها أثرت فيكي؟ هل كلامه لمس وتر جواكي؟ وكوني صادقة مع نفسِك بخصوص تقصيرك. اعملي قائمة بكل الحاجات اللي بتشوفي إنها كانت سبب في وصول علاقتكم للحال ده. لو كان من ضمن أسبابه الإهمال، يبقى اسألي نفسك “هل أنا كنت مهملاه ولا مهملة نفسي؟” ، “هل أنا فعلاً مصدقة اللي هو بيقوله ده؟” ، “إيه اللي خلاني أهمله؟” ، “هل أنا انشغلت زيادة عن اللزوم، وغرقت في المسؤوليات؟” ، “هل كان لازم أدير وقتي بطريقة مختلفة؟” قيّمي تصرفاتِك وتعامُلِك مع شريكك. كوني مُدركة لأي مشاعر سلبية أو ضاغطة بتحسي بيها. متعصبة؟ مخنوقة؟ حاسة بحزن؟ حاسة بإيه ناحيته هو؟ حاسة بإيه ناحية نفسِك؟ دوّري وشوفي إيه اللي كان مانعك تكوني أحسن نسخة من نفسِك في العلاقة دي؟

 

الغرض من الأسئلة دي مش علشان تساعدِك تقرري تكملي في العلاقة دي ولا لأ؛ هدفهم هو إنك تستكشفي نفسِك. الغرض منهم يساعدوكي تتطوري وتتعلمي من التجربة وماتكرريهاش. دوّري عن نمط في اختياراتك وسلوكك – في علاقاتك الحالية والسابقة. ركزي على الحاجات اللي كانت ناجحة معاكي قبل كدة، والحاجات اللي غلطتي فيها ولازم تحسنيها وتتطوريها. كلنا عندنا عيوب، ومخاوف، وتقصير ساعات بيتحكموا في تصرفاتنا. وأحياناً تصرفاتنا بتحطنا في مواقف مؤسفة بس بنقدر من خلالها نعرف نفسنا أحسن. اشتغلي على نقاط ضعفك من غير ما تلومي نفسِك على إختيارات غيرك. اللوم مش على أي حد أو أي حاجة غير الظروف؛ لكن المتحمل للمسؤولية، هو الشخص اللي اختار، وقرر، واستغل الفرصة علشان يخون.

ترجمة: تسنيم عبدالله

No Comments Yet

Leave a Reply

Your email address will not be published.

 

FOLLOW US ON

Anniversairy CampaignWhat Women Want 16th Anniversary