ترجمة: تسنيم عبدالله
في مجتمع بيعتبر الجواز مطلب من مطالبه الأساسية، بدأت عدوى الارتباط “بدري” تنتشر أسرع من انتشار الكوليرا. فـ ماتستغربيش لو لاقيتي بنت جارتك اللي لسة داخلة جامعة من شهرين اتخطبت! البنات بدأت ترتبط وهما في سنّ صغيرة جداً ويبقوا ملزمين بحاجات ربنا وحده يعلم هايقدروا عليها ولا لأ. يمكن الارتباط بدري يكون حاجة حلوة لبعض الناس، بس أغلب الناس مابتقدرش عليه.
وعلشان إنتي كمان ماتتعديش، حطّي الحاجات دي في اعتبارك:
- من الاعتماد على بابا للاعتماد على جوزك:
في الوقت اللي لازم تستكشفي فيه نفسك، وتخرجي من حضن بابا والاعتماد عليه، بترمي نفسك لحضن راجل تاني علشان برضه تبقي معتمدة عليه. مش بتدي نفسك فرصة تعرفي نفسك وإنتي لوحدك من غير ما تبقي بنت، أو خطيبة، أو مرات حد، مش هاتعرفي تكوّني شخصيتك بحرية من غير ضغوطات أو مؤثرات خارجية.
- جاهزة تعافري علشان تجيبي الكنبة اللي بمليون جنيه؟
بدل ما هاتذاكري مناهج الجامعة، هاتلاقي نفسك بتدوري في كاتلوجات العفش، وبتتخانقي مع حماتك على لون ستايرالصالون، هل ده أقصى طموحك؟
- فكري في كل الفطار والغدا والعشا اللي هاتاكليه مع جوزك كل يوم، وبعد كدة فكري في مواضيع تتكلموا فيها وقتها.
“بوعدك هاعيش اللي جاي من عمري كله معاك” بالنسبة لشخص اتخلى عن إنه يعيش حياة مستقلة علشان يشارك حد في حياته مش هايبقى عنده حاجات كتير يتكلم فيها. الفكرة مش في إنك تفتحي مواضيع في كل مرة تتغدوا فيها مع بعض، الفكرة إنك تكوني شخص محقق ذاته وله كيان مستقل مالوش دعوة بحد. الحُب حاجة والحياة حاجة تانية خالص، الراجل ممكن يُغرم بقلبك لكن مع الوقت الحُب ده مش هايبقى كفاية، لازم يحب عقلك وتفكيرك كمان.
- إزاي عرفتي تتأكدي إن “هو ده؟!”
إنتي في مرحلة مشاعرك فيها مش مستقرة، إزي إتأكدي إنك بعد سنتين من دلوقتي أو حتى دقيقتين مش هاتزهقي وتقابلي حد تاني تحسي إنه مناسب أكتر ليكي؟ إنتي كنتي لسة في ثانوي ماتعرفيش يعني إيه حُب أصلاً، إمتى بقى عندك الحكمة دي كلها؟
- بعد شوية صغيرين هاتبقي أم وإنتي لسة أصلا بتعتمدي على مامتك في كل حاجة
في الوقت اللي المفروض تجيبي فيه كلبن غالباً هاتبقي بتخلفي طفل. لو بتخططي إنك تتجوزي وإنتي لسة بتدرسي أو بعد ما تتخرجي على طول، ده هايخليكي تحسي إنك عايزة ترجّعي في محاضرات الصبح، أو تتحملي مسؤولية أكبر منكِ بكتير.
- وتفيد بإيه يا ندم؟
بعد سنين من الجواز، هاتدركي إنك فرطتي في حياتك كلها علشان بيتك وعيالك. مش هاتبقي عارفة إنتي مين بعيد عنهم وطاقتك هاتبدأ تخلص ومش هاتبقي قادرة تعملي أي حاجة حتى ليهم. مابقتيش مبسوطة، ومش هي دي الحياة اللي كنتي بتحلمي بيها. مش هاتقدري تسعدي عيلتك ولا تقدميلهم أي حاجة وإنتي من جواكي تعيسة ومش راضية.
أيوة أنا أقصد أخوفك، وأخليكي تعيدي حساباتك وتفكري بدل المرة ألف قبل ما تاخدي خطوة الارتباط بخطوبة أو جواز، لإن خطوة زي دي هاتغير شكل مستقبلك تماماً وتأجل كل أحلامك وآمالك، قبل ما تعلني إنك ملك لحد تاني، احرصي إنك تكوني لنفسك كل حاجة.