مأساة العلاقات الإنسانية هي المقارنة … دايمًا في مرجعية معينة في عقلية الناس بيقارنوا علي أساسها، الناجح ناجح لأنه بيتقارن بالفاشل مش لأن في نوع من أنواع الاتفاق المبدئي عن مفهوم النجاح لا سمح الله! هو ده السبب اللي بيخلي فلان يقول علي شخص إنه “مش حاسه”، يعني إيه مش حاسه؟ يعني مش زيك ولا شبهك ولا انت مثله الأعلي في الحياة ولا بيتبع خطاك الغالية! ولا عشان مش زي الناس اللي إتعودت عليهم والتعامل معاهم خلاص بقى ماشي توماتيكي سلانسيه؟ متقارنش نفسك بحد.
المقارنة وسنينها!
في ناس بيعتبروا نفسهم أصحاب وبيقارنوا نفسهم ببعض، هي جوزها جابلها فلاية ألماظ عشرتاشر قيراط في عيد ميلادها يبقي لازم أنا كمان يجيلي…
أه، أومال إيه؟ ما داهية لا أكون وحشة ولا بايرة، لا ده أنا قمر!
بنت عمتي عملت فرح في فندق الخرارة الذهبية يبقى أنا لازم أعمل حاجة على نفس المستوى!
اللي يضحك إن مفيش حد بيعمل الكلام ده على المفتشر،
إنما الغالبية العظمى بتستخدم المعطيات دي في خلفية عقلها عشان تطلع بنظرية إسمها “سلو عيلتنا” أو “إحنا متعودين على كدة!”
وخوووود التقيلة، أما تتعامل مع حد وتحس إنه كان حاططلك تصور مختلف واتصدم فيك أما لقاك غير كدة، رغم إنك مخدعتوش ولا أوحيتله بعكس الحقيقة!
يعني مثلًا تلاقي أبوك جاي يحاسبك على إنك مش جايب الدرجات النهائية مع إنك عمرك ما كنت دحيح … ليه كدة؟
إيه الفكرة إننا نحسس الناس إننا كنا هنحب أكتر لو ربنا كان بعتلنا نسخة معدلة منهم بشوية كماليات وتويترات وشوية سكسكة؟
الأب ده شخصيًا عمره ما كان من الأوائل ومراته غير مهتمة بالتعليم …
طيب هو إحنا عيالنا هيطلعوا أذكى مننا؟ يا ريت!
الإنسان مش أحادي التكوين!
زي ما في حاجات متعجبش في حاجات تعجب ولو كان كل حاجة مش عاجبانا في حد في إيدنا نغيرها كنا بدأنا بنفسنا وخيبتنا إحنا أولًا!
ولا هو إحنا مفيناش عيوب؟
ده أنا فيا بلاوي تساع مجلدات وعارفاها ومش بتكسف منها
وهي جزء أساسي من شخصيتي ونتاج لظروف اتعرضتلها ومواقف اتحطيت فيها على مدى السنين وعشان أغير الحاجات دي
لازم أرجع بالزمن وأغير التاريخ شخصيًا!
لكن ده مش معناه إني مفياش حاجات كويسة.
لا فيا وفيا كتير كمان وأعتقد إن الكويس أكتر من الوحش
لأني عندي أهل وصحاب بحبهم وبيحبوني وأشك إن كل الناس دي مخّليني في حياتهم تخليص حق أو تكفير سيئات أو بدل ما ياخدوا بالباقي لبان وكبريت خدوني في إيدهم!
من الآخر
لو معندكش النضج إنك تبص لنفسك وتشوف مشاكلك أولًا، من باب أولى متبصش على الناس التانيين. متقارنش نفسك بحد.
كلنا موكوسين في حاجات وكلنا حلوين في حاجات والمثالية الفارغة والتوقعات والتقسيمات مبتتعبش غير اللي بيعملها.
يعني لو أنا حد اعتبرني سخيفة (وهو واقع إلى حد ما)، مين اللي متضايق من سخافتي؟ أكيد مش أنا!!
فكوها شوية وفكونا من الأفكار الحمضانة وخلينا نعيش ونتعايش.