تفتكري هتبقى ايه نظرتك لو روحتي عشان تصلحي عربيتك و لاقيتي اللي بتصلحها لك واحدة ست زيك؟ هتتخضي و تشوفي انها حاجة مش بتحافظ على أنوثة الست دي و انها أكيد بتتعرض لمضايقات؟ و لا هتفكري أد ايه الست دي قوية و شجاعة انها قدرت تخرج برا قوالب العرف والمجتمع و دلوقتي بتعمل حاجة بتحبها؟ و ان مصطلح الأنوثة ليه معاني كتير مش مرتبط بأد ايه انتي حاطة مكياج و لا طول الكعب اللي لابساه؟
عشان المثال القوي ده موجود فعلًا في المجتمع و ممكن تقابليه، يبقى لازم تعرفي قصته قبل ما تحكمي،
أماني حسني اتحدت كل التوقعات اللي بتبقى محطوطة لكل بنت في حياتها المهنية لما قررت تبقى أول مدربة ست معتمدة من بوش في الشرق الأوسط للمهندسين و العمال في مجال ميكانيكا السيارات، مش بس كده، هي كمان أصغر مدربة في العالم.
أماني عرفت من صغرها ان اهتماماتها مختلفة عن باقي البنات لما كانت بتحب تروح مع أهلها للميكانيكي لما كانوا بيصلحوا عربيتهم و تشوف بيصلح العربية إزاي، كمان كانت بتحب تلعب ألعاب الولاد اللي فيها تركيب عربيات زي الميكانو.
“في فترة ثانوي بابا كان عايزني أكون دكتورة، بس عرفت ساعتها ادرس الحاجة اللي بحبها في السر من غير ما حد يعرف، لما عرف اتضايق أكيد و اتفاجئ، بس اتقبل الحاجة اللي بحبها في النهاية،” أماني بتقول.
في فترة الجامعة اشتغلت أول مرة ميكانيكية في الحرفيين، و الصنايعية كانوا مستغربين إزاي بنت بتشتغل شغلانة زي دي بتشيل فيها حاجات تقيلة، بعدها اشتغلت بدوام جزئي كمدربة تقنية و اشتغلت في مجال المبيعات وتطوير الأعمال في بوش، و بعد التخرج اشتغلت كمدرب تقني في General Motors و دربت حوالي 200 طالب من 2008 ل 2010، حكت أماني، “في 2010 قررت أنزل ساحة المعركة و اشتغلت في القاهرة الوطنية للسيارات – مرسيدس بنز، كانت مهمتي اني اطلع المشاكل الموجودة في عملية الصناعة و اقرر المشاكل دي هنوديها لأنهي قسم عشان يحلها.”
أماني اشتغلت بعدها في الشركة المصرية التجارية اوتوموتيف، مقر فولكس فاجن و أودي في مصر، بعدها انضمت لمرسيدس كمدير تدريب.
دلوقتي أماني شغاله مديرة خدمة العملاء و الدعم التقني في إكسبريس مصر، الموزع المعتمد لنيسان، مهمتها انها ترد على الاستفسارات في أي حاجة ليها علاقة بمشاكل العملاء مع العربية، من التصليحات للضمان و غيره، “وظيفتي دلوقتي فيها أكتر حاجتين بحبهم: التعامل مع الناس، شغفي بالعربيات”، قالت أماني.
أماني شايفة ان ستات كتير من اللي بيشتغلوا في المجال ده بيتعرضوا لأنهم يتقال عليهم “مسترجلين” أو انهم فقدوا أنوثتهم، لكن أماني شايفة ان كلمة أنوثة دي كلمة أعمق و أكبر بكتير و أنها مرتبطة أكتر حاجة بالشغف، ” في البداية صحابي كانوا شايفنني غريبة اني اختار شغلانة زي دي و أقف و إيدي طول الوقت مش نضيفة و ضوافري متكسرة وسط الميكانيكية، بس بعد كده شجعوني، الإرتباط حاجة صعبة خصوصًا في مجتمع فيه الرجالة و الستات كمان بيستغربوا من البنت القوية و بيعتبروها مش أنثى لمجرد أنها اختارت سكة مختلفة،” وضحت أماني.
أماني حلمها انها تبدأ ورشة الميكانيكا بتاعتها اللي عايزاها تكون مختلفة عن اللي موجودين في مصر، كمان هي عايزة تأسس أول أكاديمية غير ربحية عشان تساعد الطلاب اللي ماقدروش يكملوا تعليمهم يتعلموا مهارات أكتر عن تصليح السيارات و كمان تساعد على تقليل البطالة، و حلمها التاني أنها تشوف ستات أكتر في المناصب الإدارية و كملت كلامها بأنها شايفة ان بنات الأيام دي بقوا اقوى و مش بيقبلوا بأقل من اللي يستحقوه.