حوار: جيداء طه
كتبت: تسنيم عبدالله
شغوفة بالتطور الثقافي والتنمية الحضرية، البنت المبدعة دي قدرت تطلع أحسن حاجة من خلال شغلها على واحد من معالم النوبة المعمارية، علشان تعرض ثقافتهم! مي حسين بنت مصرية بأصول نوبية، اتخرجت من كلية فنون جميلة دفعة 2014. كل هدفها هو إنها تلاقي حلول ومساحات كافية تخدم مجتمعها وتحفاظ على ثقافاته.
إزاي اكتشفتي شغفك بالفن المعماري؟
فن العمارة مجال ضخم جدا! ودراسته بتجبرنا نعرف ثقافات، فنون، وناس مختلفة. أنا كنت محظوظة إني درست في كلية فنون جميلة، جامعة حلوان. وجودي هناك وسع إدراكي ونظرتي لأنواع فنون كتير، وخلاني أكون شغوفة إني أقدم حاجة وأكون جزء من المجال الإبداعي ده.
ممكن تحكيلنا أكتر عن مشروع تخرجك؟
كل تركيزي كان على الفن المعماري النوبي، علشان أعمل معلم سياحي فيه الهوية النوبية والاستايل المعماري النوبي المتفرد. كمان كنت عايزة أطور المجتمع عن طريق الدمج بين الزائرين وأهل البلد فخلقت مساحات تسمح للسياح إنهم يستكشفوا ثاقفة وتاريخ النوبة.
قلتي في حوارات سابقة، إن نفسك تشتغلي في فندق نوبي على النيل، ليه؟
في 2015 جاتلي الفرصة إني أحقق حلمي في مشروع تخرجي. كنت المهندسة المعمارية الرئيسية الشريك المؤسس لبيت نوبي للضيوف واللي كان أول مرحلة في جمعية “اشري نارتي” لتطوير المجتمع في قرية غرب سهيل في النوبة. كنت عايزة احافظ على التراث الثقافي والمعماري واخلق قيم المجتمع المحلي يقدر يشاركها؛ باستخدام مصادر محلية لتطوير اجتماعي واقتصادي مستمر.
في رأيك إيه أجمل حاجة في النوبة؟
ناسها هما أحلى حاجة فيها. الناس في النوبة كريمية جداً وعندهم احساس كبير بالانتماء للأرض، والمكان، والثقافة.
إيه التحديات اللي واجهتك وانتي بتشتغلي على المشروع؟
أكبر تحدي كان إني كنت مسؤول عن موقع البناء بعد سنة واحدة بس من تخرجي، خصوصاً إن بعد كام شهر من بداية البناء، صاحب المشروع اضطر يسافر اليابان. وكنت أنا المسؤولة عن كل حاجة بالكامل، وده كان مسؤولية كبيرة أوي على واحدة لسة متخرجة، خصوصاً إني أبقى وسط العمّال وأنا الست الوحيدة.
كونك ست مهندسة في مجال العمارة، تفتكري في تحديات معينة بتواجه الستات في المجال ده؟
المجال ده عموماً مابيفرقش ما بين راجل وست، بس في حاجات معينة زي الإشراف على المواقع ممكن تبقى تحدي كبير شوية على بعض الستات لإنها مرهقة جداً جسدياً وصعبة.
كانت إيه ردود فعل الناس في النوبة لما شافوا النتيجة النهائية لشغلك في المشروع؟
كانوا فخورين جداً وهما شايفين إن نتيجة المشروع بتمثل ثقافتهم وبتبروز تفاصيل معينة هما دائماً بيهتموا بيها. بعد ثلاث شهور من افتتاح الفندق، قررنا ننظم إيفنت بهدف تبادل الحوار والخبرات بين ناس من خلفيات وثقافات مختلفة من كل حتة في مصر. كنا عايزين نشجع الناس تشارك وتبتكر أفكار في إطار الثقافة النوبية. الناس في قرية غرب سهيل كانوا مبسوطين جداً بالنتيجة النهائية للموضوع كله واللي كانت بتعبر عن تفاصيل وتراث النوبة من خلال أعمال فنية.
إيه تطلعاتك وطموحاتك في المستقبل؟
أنا دلوقتي بحضر للماجستير بتاعي في التراث الثقافي والمعماري، لإني كنت دائماً شغوفة إني أحافظ على الثقافة باختلافاتها الأصيلة. الثقافة والهوية بكل ما فيها من فن باختلاف أنواعة، دائماً بتحرك شغفي وفضولي وبتدفعني أكمل.