مشروع “بصّي”

 

الحكاية الثانية: الجنس أو الضرب

 

 

كنت لسة صغيّر أوي -8 سنين- أول يوم بدأت اشتغل فيه في الورشة؛ كان في أجازة المدرسة. ساعتها ماكنش فيه إنترنت، وكان فيه قناتين بس في التليفزيون. ماكنتش أعرف أي حاجة عن الجنس وقتها.

 

كان بيشتغل معايا في الورشة ولد عنده 17 سنة. كان بيكلمني عن الجنس، الاستنماء، وإيحاءات جنسية تانية. كان بيقلع بنطلونه علشان يوريني أعضاءه الجنسية. ويخليني أمسكه من تحت علشان يعلمني إزاي استمني.

 

بعدها بشوية، بدأ يدخل إيديه تحت لبسي. في الأول ماكنتش مُتقبل اللي بيحصل. بدأ يستغل إن سني صغير، بيشتريلي أكل وحاجات حلوة، وكان بيفضل يقولي إن مفيش حاجة غلط في اللي هو بيعمله. بدأ يلمس أعضائي الجنسية في مقابل اللي هو بيشتريهولي.

 

أغلب الوقت كنّا بنبقى في الورشة لوحدنا. كان بيستغل ده في إنه يخليني أساعده يستمني، وأخليه يلمس جسمي. ساعات كان بيطلب من جنس فموي أو علاقة جنسية كاملة. بس كنت برفض علشان خايف. ودلوقتي بحمد ربنا إني قدرت أقول لأ.

 

الأجازة اللي بعدها، كنت كبرت شوية. وبدأت أدرك إن كان في حاجة غلط حصلت الصيف اللي فات. بدأت أرفض إنه يلمسني نهائياً. ومن هنا بدأ الجزء التاني من صراعي واللي استمر لمدة سنتين على مدار صيفين. عنف، خناقات مابتنتهيش، ورعب وترهيب كانت أساس المرحلة دي.

 

كل ما كان صاحب الورشة بيروح يتغدا أو عنده شغل برّا الورشة، أو كل ما نبقى أنا والولد لوحدنا، كان بيطلب نفس الحاجات اللي كان بيطلبها زمان. لما برفض، يبدأ يصرخ فيا ويضربني. كنت بجري منه، فيقول للناس اللي بتتفرج علينا إني كنت بعمل حاجة غلط أو مابسمعش الكلام، ويبدأوا هما كمان يهزأوني. فضلت على الحالة دي من الخوف والرعب لمدة صيفين كاملين.

 

بس عمره ما عرف يوصل للي هو عايزه مني، الحمدلله. قدرت أوقفه عند حده. عمري ما حكيت الموضوع ده لأي حد، كنت بخلق أعذار علشان ماروحش الشغل، لكن مفيش فايدة.

 

لما كبرت بقيت جبان. حسيت إني مضطهد جنسياً، وفكرت الجواز بتخوفني. فكرت كتير أدوّر على الولد ده وأقتله. لكن جبني كان دايماً بيمنعني.

 

شفته مرة واحدة بعدها، وبعد كدة ماشفتش وشه تاني. الحمدلله

 

 

#حكايات_رجالة

 

بصي بدأوا ينشروا حكايات شخصية عن الرجولة. القصص المنشورة هي من أرشيف بصي بالإضافة لمشاركات القرّاء ومتابعين المشروع. لإضافة قصة عن #حكايات_رجالة، اُدخل هنا form.

 

 

 

عن مشروع “بصّي”

بصّي هو مشروع فنّي، بيوّثق وبيدي المايكروفون للناس رجالة أو ستات علشان يحكوا القصص اللي مابتتحكيش في مجتماعتنا المختلفة. المشروع بينظم ورشات حكي، ومسرحيات بيقدر من خلالها الستات والرجالة يقفوا على المسرح ويشاركوا تجاربهم مع التحرش، الاغتصاب، التفرقة بين الجنسين، الجواز الإجباري، جرائم الشرف، الختان، الأمومة، العنف الأسري، اضطهاد الأطفال، مشروع فنّي، ومشاكل وحكايات تانية كتير من مجتمعات مختلفة في مصر.

 

احكي حكايتك bussy@monologues.co www.bussy.co

No Comments Yet

Leave a Reply

Your email address will not be published.