محاربات بقدرات خاصة ونجاح باهر

 

مريم أيمن

أول لقاء مع مريم أيمن يبان إنها طالبة جامعية خجولة، لكن أول ما تسمع حكايتها بتدرك القوة المستخبية ورا ملامحها الملائكية. دخلت لوكيشن التصوير مع والدتها بكل خفة وثقة برجلها الاصطناعية.

بس الموضوع ماكانش كدة دائماً. رحلتها بدأت لما تمّ تشخيصها بمرض السكارومة الزليلية، نوع شرس من أنواع السرطان، في رجلها الشمال لما كان عمرها عشرين سنة. بعد 3 شهور من العلاج الكيميائي رجلها اتبرت وانتشر السرطان في رئتها. مريم بتقول “دخلت العمليات وأنا ماعنديش أي فكرة إن رجلي هاتتقطع. أنا وعائلتي اتصدمنا.. ده حصل قبل عيد ميلادي ال21 بيومين.”

وبدأت رحلة طويلة من التعافي الجسدي والنفسي مع عيد ميلادها الـ21، اللي بتقول عنه إنه كان “ولادة من جديد”، ودلوقتي بعد تقريباً سنتين. مريم أدركت الفرصة الثانية اللي خدتها، منحة الحياة الجديدة اللي هزمت فيها السرطان مرتين وفقدت فيها رجلها. متعايشة مع ندوب معركة السرطان بفخور وامتنان لفرصتها الجديدة في الحياة.

 “في رحلة زي دي مفيش نقط تحوّل تقليدية، لما فجأة تتصالح مع اللي حصل، ويجي عليك وقت تدرك إن معاناتك مش عبثية وإن كل اللي حصل له معنى وفائدة لغيرك. فحسيت إن ربنا حطني في الإختبار ده علشان أبقى نور لغيري في العتمة. بس بعدين فقدت رجلي، وحسيت إن ربنا خذلني، ربنا اللي آمنت بيه ووثقت فيه علشان أتعافى من السرطان. فضلت أرفض الواقع ده تماماً، وبتكلم مع ربنا وألومه وأسأله اشمعنى أنا. الأيام اللي بعد بتر رجلي كنت مجرد جسد مفهوش روح. بس لما بدأت اشوف لطف ربنا ورسايله لقيت طريق أرجع بيه لنفسي وروحي رجعتلي تاني،” مريم بتقول، “أكبر تحدي وقتها هو كان إني أكتشف “مريم الجديدة”. وفجأة اتحطيت في موقف غير أولوياتي وخلاني أكبر وأنضج في ليلتها. ماكنتش يعني إيه الواحد يكون مبتور. وطبعاً كنت في حالة إنكار وكنت غضبانة جداً لإن كل حاجة كانت بتحصل فجأة، شعري وقع، ورجلي اتبرت، وفجأة بقيت مابقدرش أمشي، حسيت كأني عروسة مكسورة مية حتة.

بعد البتر مريم كملت العلاج، لكن السرطان انتشر في رئتها، وخلاها تضطر تحارب في معركة تانية جديدة.

“في مرحلة كدة كنت قريبة جداً من الاستسلام، طاقتي خلاص خلصت بعد العلاج الكيميائي وخلاص كل حاجة بقت فوق طاقتي. الحزن ده طلع كل حاجة وحشة فيا، وبقيت في مواجهة مع كل ضعفي وصفاتي السلبية.  بعدها لقيت الخلاص اللي طلعني من كل ده بنسخة أفضل من نفسي، علشان نفسي. فهمت إن أنا الوحيدة اللي أقدر أساعدني علشان أخرج برّه الدائرة دي وأتغيّر للأفضل. ربنا دلّني على الطريق اللي أنقذ بيه نفسي.” وبتشرح “ربنا كان بيساعدني أقوي وأجدد علاقتي بيه خصوصاً لما السرطان رجع تاني، كان بمثابة فرصة علشان أتعلم إزاي أثق في رحمة ربنا تاني. كان وقت صعب جداً بين الإيمان والسخط. كانت مرحلة قاسية جداً لإن دعم الناس اختفى في الوقت ده. وانحصر في أهلي وأصدقائي المقربين. بس فهمت دلوقتي إنه صعب على ناس كتير إنهم يكونوا وسط كل الكمّ ده من الألم.”

مريم بتحب تلعب رياضة بس كان دائماً عندها مشاكل صحية. لكن قررت تختار رياضة جديدة كجزء من اكتشافها لذاتها. وبتقول “أنا عارفة إني لسة قدامي طريق طويل، لكن أنا عندي العزيمة إني أظبط جسمي تاني. بدأت أروح الجيم مع مدرب خاص يدربني. ومؤخراً بدأت أروح حصص الكروس فيت.” مريم كمان رجعت تكمّل دراستها في كلية الحقوق جامعة القاهرة، ودي حاجة مش سهلة أبداً بالنسبة لأصحاب القدرات الخاصة لكن هي عارفة إن اللي حصلها كان أسوأ حاجة ممكن تحصل علشان كدة متطلعة للمستقبل بأمل وشغف.

وختاماً مريم بتقول “في مقولة بتقول إن الجروح بتخف مع الوقت. ممكن تبقى كليشيه لكن هي حقيقة. لازم تسمحي لنفسك تختبري كل المشاعر من حزن، إنكار، وغضب، علشان توصلي لمرحلة التصالح والرضا مع كل ظروفك. هو مش زرار هاتدوسي عليه، كل حاجة بتاخد وقت؛ التعافي له مراحل ورحلته طويلة. علشان كدة لازم تدي لنفسك كل الوقت اللي محتاجاه، وتقبلي شكلك الجديد، التغييرات اللي فيكي والأهم قوتك الجديدة.”

 

كتب: فريق عمل مجلة What Women Want

ترجمة: تسنيم عبدالله

تصوير: فرح حسني

موقع التصوير: رويال مكسيم كمبنسكي

مجوهرات: شريف السرجاني

فستان رضوىمن تصميم: سارة أنسي

فستان مريم من تصميم: ملك العزاوي

تسريحات الشعر: صالون تجميل كريس

ميك أب رضوى: دينا راشد

ميك أب مريم: هبة قصي

 

No Comments Yet

Leave a Reply

Your email address will not be published.