محاربات بقدرات خاصة ونجاح باهر

رضوى حسن

الصعوبات هي اللي بتشكّلنا. بتخلي الإنسان يتحدى الدنيا كلها، ويتفوق على نفسه؛ ويخلي المستحيل ممكن وسهل يتحقق. قابلنا سيدتين قويتين، ملهمتين، قدروا يحاربوا ظروفهم، ويقبلوا أوضاعهم بكل رضا وتصالح مع النفس. دي حدوتهم اللي أكيد هانتعلم منها.

كل العيون باصة لرضوى

في ضهر يوم السبت، مذيعة التلفزيون والراديو صاحبة الثامنية وعشرين سنة رضوى حسن دخلت جناحنا في فندق رويال مكسيم بالاس كمبنسكي مع أختها الصغيرة رنيم. اتعرفنا على رضوى من كام سنة لما عملت لقاء في الراديو مع مديرة تحرير مجلتنا وبقوا أصدقاء على الفيسبوك. وكان دايماً بيبهرنا إزاي رضوى بتتقن التعامل مع الحياة التكنولوجية السريعة بتاعتنا بكل سهولة وعزم. وبكل حضور وسحر رضوى بتقول لفريقنا “أنا مبسوطة إني أخيراً قابلتكوا،” ووقفت قدام الكاميرا بكل إحترافية.

رضوى فقدت بصرها وهي طفلة نتيجة لخطأ طبي. “أنا مش بحس إنها مشكلة، أولاً لإني كنت صغيرة جداً لما ده حصل، ثانياً لإني عايشة حياتي وبعمل كل حاجة أنا عايزها. نزلت برنامج NVDA-قارئ الشاشة مفتوح المصدر- على اللاب توب بتاعي وبرنامج  VoiceOver على تليفوني. البرامج دي بتساعد المكفوفين إنهم يسمعوا إيميلاتهم ورسائلهم.” واحدة من أكبر المشاكل اللي بيواجهها المكفوفين في مصر هي إنعدام الخصوصية، رأي رضوى في المشكلة دي كان “دي مشكلة كبيرة، يعني مثلاً مفيش في مصر ماكينات صرف آلي صوتية، فلازم تخلي حد يجي معاك في كل ما يتعلق بالماديات. وآمل إن القانون الجديد لذوي الاحتياجات الخاصة يقدر يحل المشاكل دي، لكن إحنا لسة مستنيين للإعلانات الرسمية له في الشهور الجاية.”

 

 

الإعلام مجال له تأثير هائل على تطور المجتمع. كونها جزء من هذا المجتمع، رضوى بالتأكيد أحدثت ثورة تغيرية في طريقة عمل الصناعة دي بقدراتها المتفردة. رضوى بتقول “الحكاية بدأت بأمنية عفوية مني في حلقة من حلقات برنامج الممثل خالد النبوي “ابتدي”. حسيت إن ده اللي أنا عايزة أعمله –إني أكون مذيعة في الراديو- ودلوقتي أنا في فريق راديو 90.90.”

بعد أربع سنين، حصلت المفاجأة اللي غيرت اللعبة كلها، وانطلقت رضوى لعالم الشهرة بتقديم برنامج السفيرة عزيزة إلى جانب مجموعة من نجمات التلفزيون. رضوى بتقول “التلفزيون كان تحدي كبير بالنسبالي. إنك تكون على الهوا مش حاجة سهلة. من غير تشجيع ودعم طاقم العمل ماكنتش هاعرف أتشجع وأتجاوز مخاوفي،” وبتكمل “في البداية، كنت قلقانة جداً من فكرة الظهور على التلفزيون. في ناس عندها كاريزما في الراديو بس مش على التلفزيون والعكس. أنا فخورة بنفسي ومبسوطة جداً إني حاولت ونجحت في التجربة دي. أنا مؤمنة إن مفيش حاجة تقدر توقفك عن عمل حاجة إنت فعلاً بتحبها وعايز تعملها. الناس لازم تقيّم وتحكم على شغلك بس، مش أي حاجة تانية فيك.”

مجتمع ذوي القدرات الخاصة في مصر مليان مواهب وقصص نجاح. رضوى مؤمنة إن الطريقة اللي بتقرر تتعامل فيها مع إعاقتك هي دي السر في عيش الحياة على أكمل وجه. روضى بتوضح “تعاملك مع إعاقتك هو إختيارك إنت؛ ممكن تحوّلها لقوة خارقة تحققلك نتائج مبهرة. أنا ست عادية، مؤمنة بقدراتها اللي هاتخليها تحقق أحلامها.”

وعلشان كل ده كنّا مهتمين جداً نعرف من رضوى في رأيها الستات عايزين إيه؟ وقالت: “عايزين الإحترام والثقة. المجتمع لازم يوقف تصنيف وتحجيم الست، ويبدأ يشوف قدراتها الحقيقية.”

وأخيراً روضى بتقدملك نصيحة وبتقول: “ماتخليش إختلافك يمنعك من السعي في تحقيق أحلامك. بالعكس لازم دايماً يكون دافع يخليكي تجربي حاجات جديدة، وتكتشفي قدراتك الخارقة.”

 

كتب: فريق عمل مجلة What Women Want

ترجمة: تسنيم عبدالله

تصوير: فرح حسني

موقع التصوير: رويال مكسيم كمبنسكي

مجوهرات: شريف السرجاني

فستان رضوىمن تصميم: سارة أنسي

فستان مريم من تصميم: ملك العزاوي

تسريحات الشعر: صالون تجميل كريس

ميك أب رضوى: دينا راشد

ميك أب مريم: هبة قصي

 

No Comments Yet

Leave a Reply

Your email address will not be published.