كل واحدة فينا بتبص للقرار الخلفَة بمنظور مختلف، كلنا لينا تصوّرنا الخاص عن الأمومة، بس برغم اختلافتنا كلنا بنتفق إنكِ لازم ماتفكريش في الحمل في أول سنة جواز.
ممكن تاخدي الخطوة دي في حالة واحدة بس، وهي لو كنتي مغرمة ومتيمة بجوزك، وشايفة إنه مش عَدل أبداً في حق العالم إن مايبقاش في كائنات تانية صغيرة شبهه، واخدين كل صفاته زي خفة دمه، عينيه، شعره، تفكيره، جنتلته، الخ.. ساعتها بس قرار الحمل والخلفة بعد الجواز على طول هايبقى قرار صائب ونشجعك عليه.
السبب الأول: مسؤولية، الخلفة مش كلها دلع وانبساط ولعب وفراشات، عادات كتير هاتضطري تضحي بيها، وتتعودي على حاجات تانية جديدة. هاتنامي أقل، هاتشربي قهوتك باردة، هاتسيبي شغلك لفترة، هاتبطلي تخرجي مع صحابك، وهاتتخني. وهاتكوني مُلزمة تكرّسي وقتك كله لطفلك، لإنه مسؤول منك مسؤولية كاملة.
السبب التاني: مجازفة كبيرة، إنتي لسة بتتعودي على حياتك الجديدة، لسة بتبدأي أول خطواتك فيها ، لسة بتحاولي تتعودي على الحياة مع شريك حياتك، لسة إنتوا الإتنين بتحاولوا تتأقلموا على المسؤوليات اللي هاتشيلوها. فـ مش مع كل ده تيجي تحمّلي نفسك مسؤولية حد تالت، واحدة واحدة على نفسك!
بالقرار ده إنتي مابتديش نفسك فرصة تتأقلمي وتستعدي نفسياً لكل التغيرات اللي حاصلة، وأساساً كونك لسة متجوزة جديد هاتلاقي إن أتفه سبب هايحصل بسببه خناقة بينكوا وهاتفضلي تسألي نفسك هو أنا اختارت صح ولا لأ، علشان كدة الأفضل تستني لحد ما تعرفي طباع جوزك كلها علشان ماتتفاجئيش وترجعي تندمي إنك خلفتي من أب شخصيته صعبة وقاسية وبتكرهي طباعه.
هاتكبري عشر سنين فوق عمرك، بالنسبة لحد لسة بيحاول يفهم الحياة، ولسة بيحاول يستوعبها ويعرف مكانه فيها، هايبقى صعب عليكي إنك تقضي وقتك كله في قراية كتب عن تربية الأطفال وتتعلمي إزاي تغيري البامبرز وتحضري البيبرونة وتعالجي الإسهال؛ ولما تخلصي من المرحلة تدخلي على مرحلة إنك تخلي بالك من كلامك، وتجاوبي على أسئلة غريبة، وتقعدي تسألي نفسك كل يوم إنتي أم كويسة ولا لأ، وتحاولي تخلقي حياة مفيهاش خناقات ولا خلافات، فاتتعبي نفسياً وتخلصي طاقتك وهي لسة في أولها.
برغم اختلافاتنا، وتفاوت قدرة كل واحدة فينا على الاحتمال، الخلفة هي المسؤولية الوحيدة اللي مفيش ولا واحدة فينا تقدر تتحملها وهي في سن صغيرة؛ فلما تقرري تخلي حياة بني آدم تاني تتكون جواكي وتكوني إنتي المسؤولة عنها تماماً، اتأكدي إن قرارك يكون في الوقت المناسب، ومع الشخص المناسب.
ترجمة: تسنيم عبدالله
