لأ…مش عايزة أشوف نفسي كبيرة!

ترجمة: نوران العشري

من كام شهر، صحينا وفتحنا الإنترنت لقينا كل المواقع والأبليكيشنز مليانة صور ناس عجوزة وتجاعيد لوشوش احنا عارفينها. محدش كان فاهم إيه اللي بيحصل أو العالم جراله إيه. كأننا دخلنا ننام عادي وصحينا لقينا الناس كلها كبرت وعجزت فجأة في يوم وليلة. الموضوع كان مرعب!

 

فاكرة إني فضلت ساعات بقلب وبشوف أكتر وبتنقل بين وشوش أنا عارفاها كويس جدًا، بس مش كلهم في اللحظة دي.

أهل، صحاب، زمايل…كل العلاقات الموجودة كأنها ظهرت من المستقبل وحسيت إني تايهة.

الموضوع كان قوي…اللي هو احنا كبرنا بسرعة جدًا!

 

بس هل أنا عملت كدة؟ حطيت صورتي وأنا كبيرة ووشي مكرمش؟ 

لأ! معملتش كدة وأعرف ناس كتير معملوش كدة. 

الموضوع مخيف وكأنه تعدي على حدود كونية. 

وناس كتير غيري حست كدة.

 

أنا عارفة إن ده مش هيبقى شكلي الحقيقي، خطوط الوش بتتحدد على أساس التعبيرات، قد إيه كنت مبسوطة أو زعلانة على مدار السنين. الأبليكشن ميعرفش قصتي. ده مش أنا.

 

إننا نكبر ده أكيد ظاهرة طبيعية، دورة الحياة. مفيش خلاف على كدة، بس الاعتراف مخيف. الطبيعي إننا -كبني آدمين- قلوقين، بنقلق من أي حاجة مجهولة حرفيًا أو غامضة بالنسبة لنا، زي المستقبل، بكرة، بعد بكرة وهكذا. بنحب نخطط للحاجات، نقلل من المفاجآت ونخلق منطقة أمان لينا عشان نبقى جاهزين لأي حاجة ممكن تيجي أو تحصلنا. 

 

تخيلوا لو انهاردة، في اللحظة دي بالظبط، وانتوا شباب والحياة كلها قدامكوا، تعرفوا شكلكوا هيبقى إيه لما تكبروا. في رأيي، القلق والتوتر هيسيطر عليكوا بشكل كبير. المشكلة مش في إننا نشوف شكلنا واحنا كبار،  بس إننا نشوف ده دلوقتي بيخوفنا ويدخلنا في مرحلة رعب من فكرة ازاي هيبقى شكلي كدة؟ ازاي وصلت لكدة؟ طب هل حققت حاجة في الوقت ده؟ ومن هنا تبدأ أزمة القلق. 

حسيت إنها هتزود مخاوفي والتوتر من إني أكبر.

 

لما الأبلكيشن ده انتشر بسرعة البرق على الإنترنت، أنا قلت لأ شكرًا! 

أنا كويسة، أنا مش عايزة أعرف. 

مش عايزة أعرف شكلي هيبقى ازاي لما يبقى عندي 60 سنة. 

مش عايزة أشغل مخي بمخاوف أكتر من كدة عن المستقبل. 

مش عايزة أزعج عقلي الباطن بالحاجات اللي لسه محققتهاش.

والأكيد إني عايزة أصحى في عيد ميلادي ال60، أبص في المراية، ألمس تجاعيد وشي وأبتسم بفرحة ومفاجأة سعيدة، عايزة أقابل نفسي في اليوم ده لأول مرة وأنا حاسة بفخر!

 

عشان نكبر بشكل كويس من جوة ومن برة لازم نكون في سلام مع ده، بابتسامة حلوة وقلب دافي وذكريات جميلة. عشان كدة أنا قلت لأ لأبليشكن FaceApp، أنا مش عايزة اللحظة دي تتسرق مني. أنا هفضل أخطط لحياتي. هشتغل على تحقيق أحلامي عشان أبقى الشخص اللي أنا عايزاه وأسيب بصمة إلهام في الحياة، بس عايزة أخد الموضوع بالراحة. سنة بعد سنة، هتلاقي إن كل إبتسامة عندك هتسيب علامة مميزة جواك، ومن برة. كل إحساس اترسم في عينيك، الشعر الأبيض هيكبر بشكل وفي وقت هتحبه، لأنك اكتسبت ده بنفسك، اشتغلت عليه وحاولت توصل له. 

 

إننا نكبر هو ده الثمرة الحلوة لكل إنجازات حياتك وانت محتاج تتفاجئ بكل خطوة قبل ما توصل لها.

No Comments Yet

Leave a Reply

Your email address will not be published.