عزيزتي الأم: الأمومة مادمرتش حياتك!

يا ترى إيه أكتر حاجة معروفة عن الأمهات الجدد الأيام دي؟ همممم؟ الشكوى. أيوة، كلهم بيشتكوا طول الوقت. بنشتكي من إن ولادنا مهيبرين، أو مغلبينا في الأكل، أو تصرفاتهم لما بناخدهم ونخرج، عدم تركيزهم وقت المذاكرة، الخ من الشكاوي اللي مابتنتهيش. بس عمرك فكرتي تجربة الأمومة هاتكون أصعب قد إيه لو كان طفلك من ذوي الإحتياجات الخاصة؟ إحنا بنحس إن كل يوم بيعدي علينا كأنه إختبار صعب، في حين إن كل اللي بنشتكي منه ده بالنسبة لأمهات تانية يُعتبر حلم!

 

الأسبوع اللي فات، كنت بتكلم  مع أم جميلة، وقوية جداً، عندها ولد وبنت –عندهم ست سنين-. للأسف، الولد اتولد بمشاكل في التنفس اللي سببت مشاكل كبيرة في وصول الأكسجين لمخه، ونتيجة لكل ده الولد بقى معتمد على والدته إعتماد كلي، مابيقدرش يتحرك بنفسه، ولحد دلوقتي مابيعرفش يتكلم كويس. ساعتها اتكسفت من نفسي، لإن تجربتها بتنقل صعوبة الأمومة لمستوى تاني خالص. الأم دي مش بس بتعيش الصعوبات اليومية اللي إحنا بنعيشها، لكن كمان هي بتحس بخوف، ألم، وغضب إنها شايفة ابنها في الحالة دي. تجربتها مأثرتش فيها نفسياً بس لكن كمان جسدياً، لإنها مضطرة تشيله علشان تساعده يعمل كل حاجة. هي كمان مضطرة إنها تفضل جنبه طول الوقت، لإن ماحدش هايعرف يتعامل معاه. لكن هي بقت تصحى كل يوم وهي مقررة إنها ماتسمحش لظروفها إنها تكسرها، وإنها تعمل كل اللي تقدر عليه علشان تكون جنب إبنها.

 

كلامها كله كان مليان طاقة إيجابية وقدرة هايلة على التحمّل خلتني أحترمها جداً. قالتلي الفكرة كلها في الرضا. اللحظة اللي هاترضي فيها بالظرف اللي إتحطيتي فيه، ربنا هايقف جنبك وهايقويكي بطريقة ماتتخيليهاش! بعد كلامنا قررت أكتب مقال عن الست دي، علشان بس أقولها قد إيه هي علمتني درس قيّم. حبيت أقدم رسالتها لأكبر عدد من الناس. علشان كدة إنتوا بتقرأوا الكلام ده دلوقتي.

 

كوني قوية طول ما إنتي تقدري. حتى لو كانت ظروفك صعبة، قاومي وإتعايشي مع ظروفك. خدي وقت تشوفي فيه النعم اللي حواليكي وتقدريها، هاتلاقي عندك حاجات كتير غيرك بيحلم بيها. استمتعي بكونِك أم، وماتتعامليش أبداً إن الأمومة حوّلت حياتك لجحيم. الأمومة تجربة عظيمة؛ بتعتمد بس على قرارك إنتي تعيشيها إزاي. الأم دي متفائلة وراضية جداً لدرجة إنها قررت تخلّف طفل ثالث علشان يملأ حياتهم بهجة، وسعادة اتحرمت منها في تجربتها الأولى مع أولادها التوأم.

 

كتبت: ديانا فريد

ترجمة: تسنيم عبدالله

No Comments Yet

Leave a Reply

Your email address will not be published.